صورة لصحفيين تجمعهم صداقة عمرها أكثر من 45 عاماً

لفت انتباهي لصورة جمعت بين الصحفيين ( شكري حسين المرقشي ) ، ( وجهاد عوض عبدالله الحقيسي )، تم التقاطها في ملعب الحبيشي عدن كريتر ، وهما يشاهدان لمباراة بين منتخب أبين المدرسي ومنتخب تعز المدرسي ، ليس الانتباه لجمال الصورة فقط ، ولكن لما تحمل له من معاني وقيم لصداقة جمعت بينهما من الطفولة إلى يومنا هذا .

ابتدأت الصداقة بينهما من أيام الدراسة في منطقة يرامس محافظة أبين ، بداية من صف أول ابتدائي إلى الصف السادس ابتدائي ، وهنا شاءت الأقدار بأن يصاب  الصحفي ( جهاد عوض ) بالإعاقة التي جعلته يغادر منطقة يرامس للعلاج إلى مستشفى باصهيب محافظة عدن  ، ومن عدن إلى الهند للعلاج  ، لكن الإعاقة كانت مصير محتوم  أكبر من مفعول العلاج ، فمكث جهاد في عدن لفترة ،   فظل التواصل  بينهما ، رغم بعد المسافة وصغر السن وظروف الاعاقة لأحدهم دون الأخر ،  عبر الرسائل النصية  ، واستمر تواصلهم طوال سنين عمرهم.

وها هما اليوم تحت سماء المدينة عدن، المدينة التي أصبحت مقر أقامتهم في السكن، ومركز لقائهما، فمن السهل أن تكسب صديقا وفيا، لكن من الصعب أن تظل الصداقة راسخة لسنوات تقارب بنص قرن من الزمن، وهذا إنما يدل على روح الصداقة الأخوية التي جمعت بين الاثنين منذ الطفولة إلى يومنا هذا، فدائما ما نجد الاثنين مع بعض، وهما يقطعان طرقات شوارع مدينة عدن، ليتبادلا الأحاديث، فحين نجالسهم نشعر مع صداقتهم الكثير من المعطيات، لأصدقاء تأخذ منهم عناوين للصداقة.

وها هما اليوم أيضا من لم يحالفه اللقاء بهما، يجدهم في أسطر الصحافة، وفي مواقع التواصل الاجتماعي بمقالاتهم الموضوعية الواقعية مواكبة مع المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية في البلد.

فهنيئا لتلك الصداقات التي جمعت بينكم واستمرت مع تلك السنين، والتي افتقدناها في عصر الماديات والمصالح.. فمنكم نتعلم ونستفيد، وبكم نسير على خطى الرجال المخلصين، وسلامي لكم جميعاً.