تمثلت حالة الصراع المحتدمة في المناطق المحررة مكاسب سياسية لجماعة انصار الله الحوثية التي خاضت ضدها كل هذه الأطراف حربا استمرت ل8 سنوات ويبدو انها مؤخرا انحرفت صوب حالة من الصراع بين الأطراف المتحالفة ضد الحوثيين.
ونجحت جماعة انصار الله الحوثية خلال 4 سنوات مضت في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على الأرض مستغلة تراخ قبضة الأطراف المعارضة لها على منظومة الصراع المحلية .
ورغم ان الحرب في اليمن بدأت بمعارك عسكرية ضد الحوثيين على الأرض وانطلاق عملية عسكرية لدول التحالف العربي الا انه وبعد حوالي عامين تفجرت الصراعات السياسية بين الأطراف الداخلة ضمن منظومة التحالف المناوئة للحرب.
وتحول الصراع السياسي لاحقا الى صراع عسكري على الأرض انتهى في العام 2019 بابرام اتفاق الرياض وهو الاتفاق الذي لم ينفذ لاحقا على الأرض .
واستمر نزيف مابات يعرف بالحكومة الشرعية وصولا الى قرار هيكلتها الكامل وهو الامر الذي افضى به مؤتمر اطلق عليه مشاورات الرياض وعقد مطلع العا 2022.
ورغم ان المؤتمر والقوى السياسية التي شاركت فيه أعلنت رسميا انها بصدد الاتحاد لمواجهة الحوثيين الا انه وبعد اشهر قليلة فقط من تشكيل مجلس رئاسي مكون من 8 أعضاء الا ان الخلافات سرعان مابدت بين أعضائه.
وتطور الامر الى اشتباكات مسلحة في محافظة شبوة الغنية بالنفط انتهى بازاحة قيادات امنية وعسكرية كانت محسوبة على منظومة الشرعية السابقة .
ورغم تأكيدات قيادة المجلس على وحدة مشروعه السياسية وذهابه صوب استكمال الحرب ضد الحوثيين الا ان الجماعة كانت الكاسب الأكبر من حالة الصراع هذه .
وابرمت منذ تشكيل المجلس الرئاسي في اليمن عدد من الهدنات الإنسانية التي انتهت بمكاسب كثيرة حققتها جماعة الحوثيين.
وبحسب مراقبين فان أي هدنة جديدة في ظل حالة الصراع في الأطراف المناوئة للحوثيين يعني مكاسب جديدة للجماعة .
ونجحت الجماعة على مايبدو في انشغال الأطراف المناوئة لها بالصراع فيما بينه بينما انشغلت هي بترتيب قواتها واستعراض عضلاتها العسكرية .
ونفذت الجماعة خلال أيام فقط ثلاثة عروض عسكرية كبرى في كلا من صنعاء وذمار وعمران .
واستعرضت القوات الموالية للحوثيين بمدرعات ودبابات وراجمات صواريخ وهو الاستعراض الأول من نوعه.
ويرى مراقبون ان جماعة الحوثي تسعى حاليا لاستغلال حالة الصراع التي يبدو انها ستطول داخل معسكر الأطراف المناوئة لها.
