تُعدُّ منطقة حبيل حنش في مديرية المسيمير محافظة لحج- من المناطق التي ما زالت تُعاني من شحة مياه شديدة ونضوب مياه الأبار وانْعدام المياه منذُ سبعة اعوام.
لذلك ، تضطر فتيات ونساء وأطفال المنطقة لقطع مسافة كبيرة تقدر عشرة كيلو مترات مشياً على الأقدام الى مناطق محاذية لمنطقة حبيل حنش والتي تتبع مديرية ماوية محافظة تعز للبحث عن المياه الصالحة للشرب.
سميرة احمد (20 عاما) تذهب يوميا عند الساعة الخامسة فجراً لجلب المياه من أحدى آبار ماوية- تعز تحمل دبّتين ماء، كل واحدة سعة 20 لتراً تقريبا. تحمل واحدة فوق رأسها وأخرى في يدها، وتسير مسافة تقارب تسع ساعات ومن ثم تعود لجلب الماء مرة اخرى بنفس الطريق لتأتي بدبتين إضافيتين وبنفس المقاس.
لا تختلف معاناة الطفل صفوان عبده (15 عاما) لايختلف كثيراً عما سبق ذكره في معانات الشابة سميرة احمد؛ فبالإضافة إلى مهام المنزل من طبخ وغسيل وتنظيف، يجب عليها جلب الماء في الساعة الثالثة عصرا، والعودة الساعة التاسعة مساء تقول: الشابة وفاء أحمد "الذهاب لجلب الماء ليس بالأمر السهل، ولكننا تعودنا على ذلك، وأصبح شيئا روتينيا من عاداتنا اليومية"وتضيف: لم نشعر بفرحة العيد ولم نبتسم. بل إن العيد تحول إلى كابوس لنا بسبب استهلاك المياه الكثيرة في غسل اضاحي العيد وصرنا نمسي ونصبح في الآبار ونبحث عن المياه خاصة في أيام العيد
وأضافت وفاء بالقول: في قريتنا مهام جلب الماء تقتصر على المرأة والأطفال وعلى الرجل مهام أخرى مثل التسوق والعمل لأجل توفير لقمة العيش
من جانب آخر قال الناشط المجتمعي في المنطقة مختار القاضي أن أربعين بالمائة من سكان حبيل حنش نازحون الى مناطق أخرى بحثاً عن الماء والمرعى
وناشد مختار القاضي السلطات المحلية والمنظمات ورجال المال والأعمال وأصحاب الأيادي البيضاء سرعة مدهم بمياه الشرب، بعد ان ضربت موجة الجفاف قراهم وتسببت بنضوب مياه الآبار والعيون،
حيث يتعرض نساء وأطفال المنطقة لحوادث في الجبال والوديان اثناء البحث عن المياه وقد سقط خلال أربعة اعوام ثلاث فتيات وطفل في الآبار في أوقات متأخرة من الليل والتي كان آخرها سقوط الشابة- كفى محمد قاسم الوهيبي في أحدى آبار المنطقة عند حلول الساعة الرابعة فجراً
وقال القاضي تتدافع العشرات من النساء والأطفال في الحصول على القليل من المياه من أحد الخزانات المحمولة على متن أحد العربات المخصصة لنقل المياه من مديرية ماوية شرقي تعز الى مديرية المسيمير، العربة المخصصة لنقل المياه والتي تأتي بين يوم وآخر والتي تمثل الوجهة المنقذة للعشرات من الاسر، فبمجرد قدومها من ماوية الى منطقة حبيل حنش تتزاحم حولها عشرات الأطفال والنساء لأخذ حصتهم من مياه الشرب ويصل سعر الوايت الف لتر بمبلغ ثلاثين الف ريال.
ويقول العاقل محمود أحمد ناجي عاقل قرية حجفار التابع لمنطقة حبيل حنش أن المنطقة تعاني من أزمة مياه خانقة منذ أكثر من سبعة أعوام
ويؤكد العاقل محمود ان آبار المياه جفت ولا يوجد مصدر آخر للمياه عدا وسيلة الحمير والنساء والأطفال التي يتم من خلالها نقل المياه من أماكن بعيدة ويضيف ان الاسر المقتدرة تقوم بإيصال المياه الى منازلها بواسطة السيارات غير انها تتكبد خسائر باهضة حيث تكلف سعر الحصول على خزان ماء بواسطة العربات بعشرين وبثلاثين الف ريال فيما لجأت الأسر الفقيرة إلى استخدام ما تبقى من مياه ملوثة في قعر أحدى الآبار وذلك بسبب انعدامها كلياً في المنطقة.
ودعا العاقل محمود احمد ناجي السلطات المحلية في مديرية المسيمير ومحافظة لحج والمنظمات المعنية التدخل السريع في انقاذ أهالي المنطقة من الجفاف، خاصة وأن الجفاف قد تسبب بنزوح اربعين بالمائة من سكان المنطقة.
هذا وتسبب انعدام المياه بقيام العشرات من الأطفال بمهمة جلب المياه ومقاسمة أسرهم قسطاً كبيراً من مشقة البحث عن مياه الشرب، في ظل مخاطر محدقة تتهدد حياتهم، جراء بُعد المسافة إلى مصادر المياه، أو تهاويهم داخل الآبار، خاصة بعد أن فقد الأهالي الكثير من الفتيات والاطفال نتيجة السقوط في الابار بسبب الانتظار في أوقات اليل لنيل حصتهن من المياه من إحدى الابار.
يقول مطيع عبد الكريم فضل الاقزعي احد وجهاء المنطقة ان جفاف الابار نتيجة قلة الامطار تسبب بمعاناة للنساء والأطفال، حيث تذهب النساء في أوقات متأخرة من الليل لجلب المياه من أماكن بعيدة.
ويؤكد الاقزعي ان الكثير من النساء لقين حتفهن في الآبار بالإضافة الى تعرض عددا من الأطفال لحوادث في الجبال اثناء ذهابهم لجلب المياه من مديرية ماويه تعز حيث توفي أحد الأطفال.في احد سدود ماوية قبل خمسة اعوام
وناشد الاقزعي الجهات المسؤولة بالمحافظة الى النظر للمنطقة نظرا لما يعانيه الأهالي من صعوبة في الحصول على مياه الشرب، خاصة وانه مضى سبعة اعوام منذُ ان أطلق الأهالي مناشدتهم للسلطات المحلية والمنظمات
ويرى مراقبون ان ترك المواطنين على هذا الحال من الصراع مع الجفاف، بات يهدد الأهالي بمزيد من النزوحِ أو الموت عطشاً ما لم تتحرك السلطات المعنية بالعمل على إنقاذهم، واتخاذ معالجات عاجلة لمدهم بالمياه.