آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

أخبار المحافظات


صورة مؤلمة تضعكم في قفص الإتهام !

السبت - 28 مايو 2022 - 07:17 م بتوقيت عدن

صورة مؤلمة تضعكم في قفص الإتهام !

(عدن الغد)خاص.

كتب // زَبين عطية  

 صورة مؤلمة تظهر فيها امرأة ثلاثينية وهي تبحث عن بقايا فضلات الطعام من بين اكوام القمامة في احد الأحياء السكنية بمدينة عتق لإطعام أطفالها اليتامى .

بعدسة جوالي التقطت الصورة بعد ظهر اليوم الجمعة عندما كنت في طريقي إلى منزل احد الأصدقاء في حي النصب وحينما كان الشارع يخلوا من الناس ويعم الهدوء والصمت.

وأنا امام هذا المشهد الفضيع، حينها توقفت على مقربة من تلك المرأة والعبرة كادت تخنقني والدموع تموج داخل عيناي حزناً وألماً وحسرة على ما وصلت إليه الأحوال من مأسي، سيما في محافظة  عُرف اهلها بالكرم والجود والسخاء . 

 في هذا الأثناء دفعني الفضول لأوجه سؤالاً لها عن السبب الذي دفعها لذاك ..توقفت برهة واطلقت تنهيدة مثقلة بالهموم والقهر والدمع ينهمر من عينيها المحاطتان ب ( النقاب) وردت على خجل واستحياء قائلة : انا ام لخمسة اطفال ايتام واريد لهم غداء فلا عائل لهم غيري .!! 

طلبت منها ان تدلني على عنوان بيت هؤلاء الإيتام او رقم هاتف ..اكتفت بقولها : خلنا مستورين .

فقلت لها : وكيف يمكن مساعدتكم .قالت : إذا لنا مساعدة ضعها في مكان (.......) بأسم ام ( ....) وسوف اذهب  واستلمها !

 لعلها صورة تختزل في تفاصيلها الكثير والكثير من المعاني بل تضع المجتمع بأكمله امام المساءلة الدينية والأخلاقية والإنسانية والقانونية بتهم متعددة كلاً في مجاله .! 

اين تذهب المعونات الإغاثية المقدمة من المنظمات الإنسانية . ولماذا لا تعطى لمستحقيها ؟!

هل غاب مبدأ التكافل والتراحم بين الناس ولماذا لا يبحث الأغنياء للتصدق على الفقراء في مجتمعنا ؟ ! 

لماذا تقوم اكثر الأسر الميسورة برمي بقايا الطعام في مقالب القمامة بدلاً  عن منحة جيرانها الفقراء الذين هم بحاجتها ليأ كلونها ؟ 

لماذا يمارس تجار المواد الغذائية  الجشع والطمع من خلال رفع الاسعار بصورة خيالية يعجز الفقراء ومحدودي الدخل عن شراء ابسط إحتياجاتهم من القوت اليومي ؟! 

لماذا الجمعيات والمؤسسات الخيرية تتجاهل الفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافا ؟!

لماذا تتمادى الحكومة في وضع المعالجات السريعة لضمان تقديم  ابسط احتياجات المواطن وبما يحفظ كرامته  ....الخ ؟

 هذه الصورة تضع الجميع في قفص الإتهام وامام مساءلة الضمير إذا ما كان هناك مايزال من لديه ضمير حي وقيم واخلاق وإنسانية ورحمة ..هل من تفكير جاد يعيدنا الى الحق والرشد وجادة الصواب ؟