آخر تحديث :الثلاثاء-02 يوليه 2024-12:12م

أخبار عدن


الذكرى الأولى لرحيل أبو التعليم الدكتور حسن السلامي عميد النهضة التعليمية الذهبية .

الخميس - 21 أبريل 2022 - 08:02 ص بتوقيت عدن

الذكرى الأولى لرحيل أبو التعليم الدكتور حسن السلامي عميد النهضة التعليمية الذهبية .

كتب :  سيف محمود السلامي

يتجدد الحزن بقلوبنا في الذكرى الأولى لرحيل فقيد الوطن _ أبو التعليم _ الدكتور حسن السلامي ، والذي توفي خارج الوطن يوم 24 أبريل 2021 م ، ومع ذلك لايزال حياً في قلوبنا جميعاً فهو من أسس نواة التعليم واقام مداميك التعليم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وماقد شهدته تلك الفترة الذهبية في عهد الرئيس السابق علي ناصر محمد ، والتي شهدت مخرجات تعليمية في مختلف المجالات وبامتياز عظيم ، وايضاً اسهماته الفعالة في عهد الجمهورية اليمنية ، ولهذا اطلق على الدكتور السلامي " أبو التعليم " ، فهو يعتبر رائد النهضة التعليمية وعلى اعتباره حفيد اجداده العبادل من سلاطين وامراء لحج وعدن ، والذين وضعوا حجر الأساس التعليمي مبكراً على مستوى الجزيرة العربية وما كلية الزراعة إلا خير شاهد مع المدرسة المحسنية في حوطة القمندان ، على مجد ازدهار التعليم الصادق والامين والحريص على مجتمع واعي ومتنور ، فجاء الشبل من تلك الاسود ليستكمل مسيرة اجداده في مرحلة حديثة وراقية فكان عميد التعليم .

عام على رحيل الدكتور حسن السلامي ، ولم يرحل عنا فهو من زرع اصول التعليم في قلوب وعقول من شهد عصر التعليم الذهبي بتلك الفترة والتي كان السلامي عميداً عليها بتفاني واخلاص ، ونجد اليوم كبار السن قادرين على القراءة والكتابة والنطق باللغة العربية والانجليزية ، بعكس مخرجات التعليم الحالية والتي من المؤسف لا تعرف القراءة او الكتابة مع البعض من حملة المؤهلات الجامعية ، وهذة الاجيال التي ظهرت حالياً لا تعرف من هو الدكتور حسن السلامي ، والذي اوجد فعلاً احترام وتقدير للمعلم والعملية التعليمية التعلمية فكاد كما قيل أن يكون المعلم بعهده رسولا ، فلم يزج السياسة بالتعليم ، كما حدث فيما بعد من استهداف التعليم الممنهج ، ولقد كان السلامي حريصاً كل الحرص على نجاح وازدهار التعليم واخراج كوادر بمؤهلات عالية ، والنهضة التي شهدتها جمهورية اليمن انذاك في مختلف المجالات ستجد للدكتور حسن فيها بصمة من نور لاحداثه النهضة التعليمية ورعايتها حتى اثمرت ثماراً طيبة ، وقامت على بناء الجمهورية وانتعاش الاقتصاد ، إلا أن عندما لا تعطي الدولة لرجالها المكانة الرفيعة وخصوصاً بمجال التعليم بوضع الرجل الغير مناسب في هذا المجال ، نجد أن التعليم يسقط وبه تسقط الأوطان .

عند مراجعة مرحلة الدكتور السلامي سنجد أن التعليم كان جميلاً ورائعاً فهو يعتبر وثيقة تاريخية تحكي على  أن الدكتور حسن السلامي هو فعلاً _  أبا التعليم النموذجي _ والذي اوجد بعهده مخرجات تعليمية ايجابية بفترة لن تتعوض هي فترة النهضة التعليمية الكبرى .

ولقد تميز الدكتور حسن السلامي بدماثه اخلاقه ووطنيته وحبه للوطن ولعمله بتفاني واخلاص وكرس جل وقته من اجل التعليم وازدهاره حتى يكونوا رواد التعليم هم صناع نهضة الوطن وبهذا تفوقت جمهورية اليمن الديمقراطي على بقية الدول بعهده الذهبي .

ومنذ رحيله وبالرغم من الفراغ الجسدي الذي تركه بين أهله ومحبيه ، إلا أن بصماته ثابتة وراسخه وكانه لم يمت ، ولقد رحل عنا فقيد الوطن، والوطن يمر بأشد الظروف المريرة والمؤلمة نتيجة الحرب ، والتي طالت منزله بمسقط رأسه بقرية المجحفة مديرية تبن محافظة لحج عام 2015 ، لقد رحل وقلبه الابيض يعصره قهراً من تدهور الحالة التعليمية واثر الحرب السلبي على شباب الوطن لما تفرزه هذة الحروب من دمار لعقول الشباب وتدمير المنشاءات التعليمية واعاقة ماتبقى ، وكما نشاهده اليوم .

عام على رحيل الدكتور حسن السلامي وللأسف لم نجد من الدولة رجلاً رشيداً يعطي لهذا العملاق لفتة كريمة ولو بالتكريم ، فلقد بذل الدكتور كل جهده خلال مسيرة حياته لخدمة الوطن ورحل فقيد الوطن في صمت وهو بخارج الوطن نتيجة الحرب ، وفي هذة الذكرى يبحث الوطن عن رجل مثل الدكتور حسن السلامي الذي كان بحجم وطن ، نبحث اليوم عن من يحب الوطن ويمتلك قلب مثل قلب الفقيد للنهوض مجدداً بالتعليم واجيالنا وضمان مستقبلاً افضل على اعتبار الاوطان لا تنهض إلا بالتعليم ، رحمة الله الواسعة على روح الفقيد حسن السلامي ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناتة ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، واللهم بأمل جديد ليواصل استكمال مسيرة فقيد الوطن بنهضة تعليمية مجدداً .