آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-07:21م

أخبار وتقارير


بيت النساء المعنفات بالمانيا. .. مآسي العرب لا تنتهي (تقرير)

الإثنين - 21 فبراير 2022 - 08:57 م بتوقيت عدن

بيت النساء المعنفات بالمانيا. .. مآسي العرب لا تنتهي (تقرير)

(عدن الغد) متابعات

تسببت النزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بفرار الكثير من الناس الى دول الآمنة لتشهد المانيا أكبر موجة لجوء الى أراضيها  عام 2015 .


النازح والإرث الاجتماعي    .


القت الحرب بظلها على النساء في البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة مادفعها للنزوح مع اسرتها متوجهة الى اوروبا  محملات بإرث ثقيل من العادات  الاجتماعية والدينية.

تسبب تلك العادات على المرأة والرجل ممن تربى على ثقافة معين تنافي ثقافة بلدان اللجوء أبرزها تسلط الرجال على النساء مايجعله يتجاوز القوانين المعمول بها في البلد الذي وصل إليه لاجئ .

فالرجل العربي هنا عليه أن  يتفهم المساحة التي تمنح للمرأة وهي مساحة كبيرة تفتقر اليها في بلدها ورغم فهم العرب للقوانين المعمول بها  الا أن العادات تجعل الرجل يقف عاجزا امام احترام القوانين الذي تمنعه من التعامل مع زوجته بنفس الطريقة التي يتعامل معها في بلدها 
فيعطي لنفسه الحق بالتصرف بكل شيء دون ان يرجع لزوجته بل تصل به  لاخذ حقوقها ولا يعطيها اي مبلغ مالي .


النساء تجهل القوانين

تمثل اللغة أهم الأسباب التي تقف وراء ما تتعرض له النساء في بلدان النزوح ما يجعلها عرضة للابتزاز من ازواجهن لتصل الى الضرب والامتناع عن  اعطائها المصروف الضروري لتغطية احتياجات البيت .

وتقول السيدة ع .م وهو اسم مستعار لنازحة  سورية  أتت  مع اطفالها الى المانيا للم الشمل مع زوجها هرب من الحرب في بلدها على امل العيش بأمن لانها تعرضت الى قسوة مفرطة من  زوجها ما دفعها للهروب الى بيت النساء المعنفات بعد محاولة لحل المشاكل مع زوجها .


بيت المعنفات عار


تؤكد  ع . م إن النساء تخاف من الذهاب لبيت النساء المعنفات لما له من إرث اجتماعي يجعلها عرضة للضرب خوف من وصمة العار المجتمعية رغم ان المكان يدعم النساء بكل الإمكانيات القانونية والمادية ويساعدها على الاندماج و لا تتعرض النساء هناك لاي ضغط يحتم عليها  البقاء و لا يدعم  التمرد على زوجها بقدر يمنحها  الدعم النفسي والمشورة القانونية وهي صاحبة القرار .

مع ذلك هناك كثير من النساء تخشى من الذهاب لما يتم الترويج له وفق معلومات مغلوطة عن بيت النساء الى جانب ما يعرف بثقافتنا  بصمة العار وما قد  تلحق بالنساء العربيات نتيجة التربية الاجتماعية الصارمة التي تربتها منذ طفولتها.

وهي ثقافة تحتم على المرأة العربية تقبلها فسيطرة الرجل أمر واقع ولا يمكن مناقشته فالقانون الاجتماعي في بلدان الشرق يحتم عليها القبول ..

ولا يمكن  للمرأة ان تصطحب أطفالها تحت سن ال 18 سنة في حال اصبحت الاسرة  منفصلة  للعيش معها في بيت النساء المعنفات ولذلك يعيش عند الأب او في بيت مستقل .

يقدم بيت النساء خدمات كثيرة منها البحث عن منزل مستقل للمرأة وأطفالها لكي تعيش بكل استقرار ويجب ان يتم سؤال الأطفال عند من يرغبوا ان يعيشوا هل مع الام او الاب .

عندما تتعرض المرأة للعنف تقوم بالاتصال ببيت النساء او التواصل مع المنظمات الحقوقية مثل الدياكوني او افو تبلغ المرأة عن حادثة العنف سواء جسدية او نفسية او تهديد وتقوم هذه المنظمات باستدعاء الشرطة للتبليغ عن الحالة ثم تؤخذ المرأة لبيت النساء  عندما تبلغ المرأة عن حالة العنف التي تتعرض لها من قبل زوجها تقوم السلطات باخذها لبيت النساء ولكن تحرص على أن يكون في منطقة بعيدة عن سكنها الذي قريب من زوجها لكي لا تتعرض لأي عنف في الاماكن العامة

لديهم رعاية في بيت النساء دعم نفسي وقانوني وجميع الطاقم نساء يوجد باحثين اجتماعيين يتابعوا امورهم الإدارية ومتابعة الاطفال في المدارس واول خطوة يتم فيها فصل راتب المرأة عن الرجل من الجوب سنتر لكي تتمكن من ان تصرف على نفسها .

في حال لم يكن للمرأة اي مبلغ مالي يعطيهم المال ثم يتم استعادته بعد ان تستقر أحوال المرأة المالية 

بيت النساء لا يضغط ولا يؤثر على قرارات المراة اذا ارادت العودة الى بيتها يتركوها تفكر وقت طويل.


المخدرات والعلاقات المحرمة  .


 وأردفت سيده ح . خ مسؤولة تعمل ببيت النساء انه اكثر من 80 بالمئة من النساء تقرر العودة إلى بيتها واولادها وانهم لا يضغطوا عليهم لأن النساء فوق سن ال 18 سنة هي صاحبة القرار ويحق لها ان تقرر.

وليس من حق بيت المعنفات الحق بالضغط او التاثير عليها وان اغلب المشاكل التي تحدث مع النساء والشكاوى المقدمة هي ان الرجال يتعاطون الحشيش والكحول ويقومون بعمل علاقات خارج إطار العلاقة الزوجية

تعد  الخيانة الزوجية  اهم اسباب الخلاف وهو الامر الذي يجعل النساء لا تستطيع التحمل وهن بيت النساء يحرص على تقديم نصائح لتجنب السلبيات ويشجع على الايجابيات و اي قرار تتخذه المرأة ثم تترك لتفكر وعند قاراها يتم دعمها بكل شي لتحصل على استقلاليتها وعلى ان تعيش مع ابنائها .


المال جزء من المشكلة .


وتضيف السيدة المسؤولة ان بعض النساء تخاف من الخروج لبيت مستقل لخوفها من تعرضها  للاعتداء من زوجها لذلك تفضل أن تبقى في البيت .

وأشارت السيدة ح خ ان المسائل المادية أيضا جزء من المشكلة فمثلا عندما يأتي الرجل إلى ألمانيا ويستلم معونات من الدولة فان حسابه مع زوجته يكون بنفس الحساب البنكي وكل المبلغ يصل الى الرجل وهو هنا يتحكم ويسيطر ويرفض اعطاء المرأة اي مبالغ مالية حتى لتسيير أمور معيشتها العادية .

وأضافت قائلة : في أحد بيوت النساء بمدينة هامبورغ التقيت بالسيدة ع وهي من سوريا أتت  الى المانيا   
أن العنف موجود في كل الاسر والجنسيات بما فيها نساء المانيات ايضا تتعرض للعنف لكن المرأة الالمانية تعرف حقوقها ولديها حرية من القيود الاجتماعية التي لا تحاصرها والقوانين تحميها .

وتؤكد نفس السيدة ان في السنوات الأخيرة هناك اقبالا من النساء العربيات على بيت النساء بعكس السابق وترجع السبب الى نسبة الوعي الذي تصل اليه النساء ورفضها لأن تكون تابعه على طول لان النساء عرفن اكثر القوانين الخاصة بها وأصبحت أكثر معرفة الى اين تتجه وان الأمور لا تمشي عكس ما تريده بل هي مخيرة 
من الخدمات التي تقدم أيضا رحلات ومتابعة الاطفال وادخالها الروضة ورغم ان الحياة مرنة في البيت النساء لكن ايضا هناك قواعد يجب ان تحترم .

تقول السيده انها لاحظت أن النساء العربيات تفكر في المجتمع ونظرته اكثرمن تفكيرها بمستقبلها ونفسها وان اكثر النساء تحرص أن تاتي عن طريق المنظمات وليس بشكل فردي حتى يكون موقفها قوي امام المجتمع رغم انها في ألمانيا لكنها لا تزال تختبئ خلف الخوف القديم

تقول السيده (ع) من سوريا انها اتت مع زوجها الى المانيا عام ... مع اطفالها وكانت لا تفهم شيء في هذه البلد تقول ان زوجها قد تعامل معها بطريقة قاسية الى حد التجويع وكان يقوم باخذ المبلغ وصرفة على النساء اللواتي يعمل معهم علاقات وحشية ويرفض حتى ان يعطي ابسط المتطلبات المنزلية لحد حليب الطفل 
لم تستطع ان تتحمل اكثر وطلبت ان تخرج من البيت وفعلا انفصلت عنه داخل البيت لكن للاسف كانت محاصرته لها ولاطفالها خانقة الأمر الذي استدعى ان تطلب إخراجه من البيت 
تقول انها انصدمت لانها اتت عالم جديد مختلف بعد حملها بابنتها لاحظت ان زوجها لم يكن يفي بالتزاماته العائلية المادية كانت لاتجد حتى حليب البنت تقول (ع) انها لم تعد تتحمل الضغط النفسي الخاص باولادها لان طلباتهم زادت ولا يحصلوا على شيء
اكتشفت (ع) ان زوجها مع علاقات مع نساء ويصرف على علاقات خارج البيت كانت تاخذ الفوط الصحية من جارتها الخاصة بابنتها

(ع) تقول ان الراي العام بان النساء العربيات اتين الى المانيا لكي تفكك أسرتها لكن هذا ليس صحيح ان الممارسات القاسية وحادة التي تفرض عليها هي ما تجعلها تبحث عن مخرج 
بعد تهديدها بسكين والضرب اذا تكلمت عن ما يحدث لها قررت الخروج لبيت النساء جلست فترة بسيطة لكن الموظفين هناك حاولوا أن يقدموا نصائح كعادتهم بعدها بفترة قررت (ع) ان ترجع الى زوجها 
عرفت (ع) ان هناك بيت للنساء المعنفات من بنتها لان في المدرسة يخبرهم عن حقوقهم وإذا تعرضت النساء لاي عنف تبلغ الجهات واعطوا الطلاب ارقام بيت النساء المعنفات

حاول الاب ان يلعب بنفسية الأطفال حيث كان يتعامل معها بطريقة امام الاولاد وعند غيابهم يكون عنيف ولا يقبل اي نقاش 
بعد محاولات عديده لكي تحافظ على الاسرة لكن للاسف رأت ان الرجل لا يزال مستمر في عمل علاقات مع نساء 
قررت بعدها ان لا تجلس معه قام بتحريض الأولاد تقول (ع) ان زوجها كان يراقبها لدرجة انه كان يدخل البيت بمفتاح آخر كان لديه ويقوم باصدار اصوات في البيت وفتح الابواب لي يرهقها نفسيا
تقول انها كانت تضطر الى وضع اغراض خلف الباب لكي لا يستطيع الدخول 
حتى انه كان يقوم بتصويرها كما تقول داخل غرفة نومها لكي يضغط عليها ويبتزها لكي تخضع لكل طلباته كما تقول طبعا 
هددها بالسكين امام ابناءها بانها اذا لم ترجع معه للبيت ولا سوف يقتلها او انه يوجد في حياته علاقة مع شخص آخر 
بعدها بدأت تبحث هي بنفسها عن مخرج لان بنها رفضت مساعدتها لان موقفها صعب مع ابوها وامها 
قامت (ع) بالبحث عن ارقام تلفونات وبحثت عن جهات فيها مترجمين وخرجت من البيت الى بيت النساء المعنفات تقول انه ايضا كان يضع لها اجهزة تنصت وانها عاشت فترة من الخوف والضغط الكبير كان يراقبها دائما لدرجة انه خسر حتى وظيفته لانه طوال الوقت يراقبها في الشارع ويقف امام بيت العمارة 
(ع) تقول ان شخصيتها بعد ان جلست في بيت النساء المعنفات تغيرت وتعزز ثقتها بنفسها لان المكان هذا اعطاها الكثير من التوعية الحقوقية حول نفسها انها تشعر انها قويه واكثر ثقه بنفسها وبالمستقبل 
تقول (ع) انها كانت تعمل في سوريا ولم تكن تحتاج ماديا حتى لزوجها كانت تعمل في تصميم الاكسسوارات في سوريا مثلا الفين قطعة اكسسورات او تصميم القطع تقول انها بنت بيت درست أبنائها في افضل المدارس تقول حتى وهي في سوريا وتعمل كان زوجها هو من كان ياخذ الفلوس لم تكن هي تقبض المبلغ لم يكن مسموح لها ان تاخذ الفلوس لكنها كانت مضطرة وكان هناك الى حد ما سد الاحتياجات التي تريدها لكن هنا كانت ابسط الامور لا تستطيع الوصول لها او الحصول عليها

حاول الاب ان يحرض الابناء عليها لكن الأبناء كانوا اكثر وعي هي تشعر ان ابناءها لم يخذلها انهم يقفوا الى جانبها