بقلم / هادي سعيد حيمد بارفعة
قرأت هذه القصة في مواقع التواصل الاجتماعي فوجدت فيها حكم عظيمة ، وفوائد جسيمة ، تكمن في مكانة الأب وقيمته في الحياة ، فهو مدرسة يتعلم منها الولد حتى وإن صار هذا الولد والدا وانحنى ظهره ، فهو لايزال طالبا في مدرسة أبيه .
ولكوني شاعراً أعجبتني هذه القصة فنظمت أحداثها شعرا ، فإليك أخي القارئ أحداث هذه القصة ، ويليها قصيدتي التي أسميتها ( الأب مدرسة ) .
القصة :
أمر ملك جنوده بقتل المسنين جميعا، فكان هناك شاب يحب أبيه جدا، فعندما علم الشاب أدخل أبيه غرفة سرية تحت البيت، وعندما جاء الجنود فلم يجدوا أحدا، ومرت الأيام وعلم الملك عن طريق الجواسيس والخونة، أن الشاب أخفى أبيه فقرر الملك أن يختبر الشاب أولاً قبل حبسه وقتل أبيه، فبعث له جنديا فقال للولد الملك يريدك أن تأتيه في الصباح راكبا ماشيا، فاحتار الشاب، وذهب لوالده في حيرة وقص عليه، فتبسم الرجل وقال لابنه أحضر عصا كبيرة وأذهب للملك عليها راكبا ماشيا، فذهب الشاب فأعجب الملك بذكائه، وقال له اذهب واتي في الصباح لابسا حافيا، فذهب الشاب وقص علي أبيه، فقال الأب: أعطني حذائك، وقام بنزع الجزء السفلي منه، وقال له: البسه وأنت عند الملك، ففعل الشاب فتعجب الملك لذكائه وقال له: اذهب وآتي في الصباح، معك عدوك وصديقك، فذهب الشاب وقص لأبيه فتبسم الرجل وقال لابنه: خذ معك زوجتك والكلب، واضرب كل واحدا منهم أمام الملك فقال الشاب : كيف؟ فقال الأب: افعل وسترى! فذهب الشاب في الصباح للملك وجاء أمامه وقام بضرب زوجته فصرخت وقالت له : ستندم، وأخبرت الملك أنه يخفي أبيه وتركته وانصرفت، وقام بضرب الكلب فجرى الكلب، فتعجب الملك وقال : كيف الصديق الوفي والعدو؟ فقام الشاب بالإشارة للكلب فأتى مسرعا يطوف حوله فرحا به، فقال الشاب للملك : هذا هو الوفاء والعدو، فأعجب الملك وقال :تأتي في الصباح ومعك أبيك، فذهب الشاب وقص علي أبيه وذهبا للملك صباحا، فقرر الملك تعيين أبيه مستشارا له ، ونجا الشاب من القتل بفضل أبيه ، فالأب مهما تقدم في السن فهو كنز لا ندرك قيمته إلا بعد فوات الأوان، والأب مدرسة كاملة، فاجعله مستشارك، في جميع نواحي الحياة ومكان لأسرارك، فدائمًا ستجد الحل معه. رحم الله آبائنا وأمهاتنا الأموات منهم وأطال بأعمار الاحياء منهم.
وإليكم نص القصيد .
أَمْــــرٌ مِنَ المَلِكِ صَــــــــــــدَر قَتلُ المُسِــنِّ مِنَ البَشَـــــــــر سَمِــــــــــعَ بِهِ وَلَدٌ فتــــــــاه وَلـذَاكَ قَـــد أَخفَــــــى أَبِـــاه جَاءَ الجُنُـــــودُ لِيأخُـــــــــذُوهْ مِـنْ بَيتِـــــــهِ كَــيْ يَقْتُلُـــوهْ فالقـــومُ بَـــاءُ بالفشـــــــــل وَبقَبضِـــهِ انْقَطَــعَ الأَمَــــــلْ بالليل قَــد بَثَّ العُيُــــــــــون كَي يَعرِفُــــــوا أَينَ يَكُــــون؟ لَمَّــا رَأَى المَـلِكُ غَرِيمَــــــــــه بَدَأَ السُّـــــــؤَالُ عَنِ الجَرِيمَــة نَادَى مِـنَ الجُنـْـــــــــــدِ عَـدَد أَنْ أَحضِــــــــــرُوا ذَاكَ الوَلَـــد وَالأَمْــــــرُ حَتمَــــــــــــاً يَأْتِي لَا رَاكِبـَــــــــــــًا لَا مَاشِــــــي فِي السِّــــــــــرِ قَد سَــأَلَ أباه كَيفَ السبيل إلى النجــــــاة ؟ قَالَ : لَه ُاحْمِـــــــلْ عَصَــــاك وَاذْهَـبْ إِلَيِـــــــــه كَــي يَرَاك تَمشِـــي عَلَى عُكَّـــــــــــازِي لَا رَاكِبـَـــــــــــًا لَا مَاشِـــــــي فَتَعَـجَّـــبَ المَــلِـكُ وقــــال فِعلاً أَجَــــــابَ عَن السُــــؤَال وَالأَمْــــــرُ حَتمَـــــــــــاً يَأْتِي لَا لَابِسَــــــــًا لَا حـَـافـِــــــــي فِي السِّـــــــــرِ قَد سَــأَلَ أباه كَيفَ السبيل إلى النجــــــاة ؟ قَالَ لَهُ أَسفَــــــــلْ حِــــذَاكْ أَنْزِعهُ تَبقَى فِي الشِّـــــــرَاكْ تَأْتِي إِلَيــــــــــــِه مَاشِـــــي لَا لَابِسَــــــــًا لَا حـَـافـِــــــــي فَتَعَـجَّـــبَ المَــلِـكُ وقــــال فِعلاً أَجَــــــابَ عَن السُــــؤَال وَالأَمْـــــرُ حَتمَــــــــاً يَا رَفِيق يَأتِي العَــــــدُوُّ مَعَ الصَّـــدِيق فِي السِّـــــــــرِ قَد سَــأَلَ أباه كَيفَ السبيل إلى النجــــــاة ؟ قاَلَ لَهُ خَــــــذْ زَوجَتَـــــــك وَالكَلـبُ أَحضِــــــــــرْهُ مَعَـك وَبِحَضْــــــــــرَةِ المَلِكِ اقتَرِب وَاضــرِبْ لِتَعــــرِفْ مَنْ يُحِــب صَـرَخَــتْ بِأًعلـَى صَــــوتِهَـا يُـخفِـــــي أَبِــاه بِبَيتِــهَـــــا وَالكَـلبُ عَــادَ لِصَــــــاحِبِــه مُتَنَـاسِيـــــــــًا مَــا حَـــلَّ بِـه فَتَعَـجَّــبَ المَــلِـكُ وقــــال فِعلاً أَجَـــــابَ عَن السُــــؤَال وَالأَمْـــــــــرُ حَتمَــــاً يا غلام أحضِــــــــــرْ أَبِاك وَلَا تُــلَام هُوَ بِالجَــــــوابِ لَكَ أَشَـــــار وَالآنَ أَضحَــــى مٌستَشـَـــــار آبَاؤُنَا شمسُ النَّهـَــــــــــــار بالليل أَقمـَـــــــــــــــارٌ تُنَــار مَهمَــــــا تَقَدَّمَــتِ السَُـنُون هُم دِرعُنَــا الوَاقِـي المَصُــون
