آخر تحديث :الخميس-04 يوليه 2024-04:56م

أخبار وتقارير


اهالي عزلة السعيد بمديرية ماوية بتعز يعانون مأساة الفقر وخطر المجاعة (تقرير)

الخميس - 20 يناير 2022 - 08:44 م بتوقيت عدن

اهالي عزلة السعيد بمديرية ماوية بتعز يعانون مأساة الفقر وخطر المجاعة (تقرير)

تقرير / مختار القاضي

تترامى قرى عزلة السعيد بمديرية ماوية محافظة تعز  كبرى عزل مديرية ماوية التي تقع  على سفوح الجبال وقيعان وبطون الوديان والشعاب ، هناك وجد الفقر محل للإقامة واستفحل المرض ربوع هذه البلدة فيما ظل الحرمان والنسيان سيداً للموقف

تتلون ألوان القهر والمآسي عند أهالي هذه العزلة  النائية كالوآن أجسادهم المضمحلة فيما قطع الهزال عهداً على ذاته ان  لايفارق أجساد البراءة هناك، يقطن زهاء مايقارب ثلاثة الف نسمة في أوضاع ملتهبة من الفقر والعوز فهم يتلظون يومياً بجحيم المعاناة وتسلخ جلودهم بسياط الإهمال.

انها عزلة السعيد حيث اصابها الفقر والمعاناة والقهر والظلم والحرمان، يعيش السواد الأعظم من سكان عزلة السعيد معتمدين في حياتهم على الزراعة وتربية الماشية

أهالي عزلة السعيد أكدوا للناشط والكاتب مختار القاضي بأنهم يعيشون منذ بداية الحرب في اليمن مرتهنين لوعود كاذبة وأحلام لا تجد واقعاً ملموساً ، ويقول الأهالي بان سلطاتهم المسئولة لاتستطيع مجابهة واحتواء ومعالجة أسباب وآثار معاناتهم المزمنة من حيث افتقارهم لابسط مقومات الحياة المتمثلة بانعدام توفر المشاريع الخدمية والحيوية والتنموية .وكذلك حرمانهم من الاغاثة المقدمة من برنامج الغذاء العالمي كمثل الدقيق والزيت وغيره من الاغاثة التي تصل لكل عزل ومناطق مديرية ماوية

أهالي قرية  (عمور الكبرى ) يشكون انعدام الخدمات

منطقة عمور الكبرى تعتبر من اكبر عزلة السعيد هذه المنطقة يشكو سكانها من عدم توفر الخدمات والمشاريع الحكومية حيث يشير الأهالي إلى أنهم يعانون من مشقة الحصول على شربة ماء في كثير من مواسم الجفاف الأمر الذي يستدعيهم هم ونسائهم وأطفالهم لقطع المسافات الطويلة راجلين بحثاً عن شربة ماء في ظل عدم استجابة السلطات المحلية للاستغاثات والنداءات الموجهة اليها بهذا الصدد في وقت تصل فيه أسعار وايتات الماء الى مبالغ خيالية تضاهي معاش شهر كامل للوايت الواحد في بعض الأحيان.

وقالوا : نحن نعاني ايضاً من انعدام توفر الخدمات الصحية والتي على إثرها انتشرت رقعة الفقر والمجاعة
والأوبئة والإمراض المختلفة ومن بينها الإصابات المختلفة بين النساء والأطفال بمرض سوء التغذية الحاد والوخيم كما نعاني من نقص في الخدمة التعليمية إضافة الى إهمال السلطات المعنية بالمديرية والمحافظة في دعم الجانب الزراعي حيث لا تستجيب هذه الجهات لنداء الاستغاثة الذي يطلقه بين الحين والآخر المزارعون الذين يستنجدون بهذه الجهات دعمهم وإسنادهم بالدفاعات والحواجز لمواجهة الخطر خصوصا ايام هطول الإمطار وتدفق السيول في الشعاب والوديان وأيضا أيام الجفاف الذي يضرب المنطقة


منطقة حسوء ثاني اكبر منطقة في المركز

تعاني منطقة حسوء من شتى صنوف الظلم والحرمان فهذه المنطقة تكثر فيها رقعة الفقر والجهل والمرض، كما ان هذه المنطقة تنعدم فيها الخدمات الضرورية للحياة فهي تفتقر لكل مقومات العيش الواجب على الدولة ان توفر لمواطنيها أينما كانوا

تعد منطقة حسوء  المترامية في الأسفل والأعلى من بين المناطق السهلية والتي تربط  منازلهم بمقربة من مجرى احد الوديان ويعتمد غالبية أهالي منطقة حسوء على الزراعة والأغنام  ومنهم من يعتمد على النحل في توفير متطلبات حياته

ويؤكد أهالي منطقة حسوء  بأنهم مفتقرون لأدنى الخدمات من بين ذلك افتقارهم لوجود مشروع مياه يستطيعون من خلاله ان يخففوا على أنفسهم مشقة البحث الباكر عن شربة الماء من أماكن بعيدة، وقالوا : نعاني كثيراً في الحصول على شربة الماء حيث تنطلق نسوة المنطقة منذ ساعات الصباح الاولى في سباق مستمر عن الماء فيقطعن المسافات البعيدة والتضاريس الجبلية الوعرة للحصول على الماء فبعض النسوة تجلب الماء فوق الرؤوس والبعض الآخر على ظهور الحمير، كما أكد الأهالي بان الى جانب افتقارهم لمشروع ماء يعانون من الافتقار الى مشاريع السدود والحواجز التي تمنح من قبل الجهات الحكومية والمنظمات لقطاع المزارعين في الكثير من المديرية ومسلسل المعاناة لا ينتهي عند هذا الحد انما يتجاوزه ليصل الى كل الأصعدة حيث تفتقر المنطقة لوجود وحدة صحية حكومية ويعيش سكانها الذين يرزحون تحت حصار الفقر والمرض والجوع في ظلام دامس يسيطر على أجوائهم بالكامل ويحكم قبضته عليهم.


منطقة شروي. ثالث اكبر مناطق مركز السعيد.

منطقة شروي  هي منطقة تتبع  عزلة السعيد ماوية تعز  هذه المنطقة ذات الطبيعة الجغرافية الجميلة لا تختلف جملةً وتفصيلاً عن بقية مناطق العزلة والمديرية فحالها لايسر العدو قبل الصديق، في شروي تكثر صنوف المآسي وتتلون المعاناة بالون وجنات الأطفال والعجزة، تلك الوجوه الشاحبة التي اقتبست من سمره الأرض لوناً لوجناتها تلتحف تلك الوجوه السماء راجية بغداً مشرق تهطل فيه المنجزات كزخات مطر في صيفاً لاهب على تربة عطشا، في شروي  تتبعثر مفردات وصف المآسي وتتجمع بدلاً عنها اهآت تصيب صاحبها بغصة خانقة في حلقه لا يستطيع ان يصدح بجزيئات الكلام وهو ينظر الى وجوه عجزة طاعنين في السن افنوا جل أعمارهم وهم يحلمون بان يعيشوا كرماء متنعمين بخيرات وطنهم، تجاعيد تلك الوجود توحي لناظرها حجم الألم والأسى الذي تحمله هذه الوجوه الحالمة السمراء في مشهد لا تجد في تفاصيله غير العويل والنحيب والبكاء على اللبن المسكوب والعمر المهدور

شروي  فيها الفقر فيها المرض، فيها المجاعة، فلا مشاريع خدمية ولا بني تحتية أساسية، لا خدمات صحية ولا تعليمية بشكل يوازي حجم الطلب وحاجة الناس، أراضي زراعية تتعرض لعبث السيول موسمياً في ظل غفلة من الجهات المختصة وسبات عميق يعيش فيه المسئولون وشباب يشكون البطالة أطفال يعانون الجوع والمرض وسوء التغذية وأمهات وحوامل يعانين من إمراض سوء التغذية المختلفة سواء الحاد الوخيم او الحاد المتوسط، فلا مشاريع طرق مردومة ومعبدة ومسفلتة ولا كهرباء تعود بنفعها على المواطن ولا مشاريع ماء يشرب الناس من خلالها ولا خدمات صحية وتعليمية ترتقي الى المستوى المأمول ، انها تمثال رمزي للظلم والحرمان.

خاتمة

تلك صورة موجزة وملخصة باختصار لإشكال وصنوف المآسي والمعاناة التي ترزح تحت وطأتها بعض قرى ومناطق عزلة السعيد بمديرية ماوية محافضظة تعز التي تم اليوم الأعلان عنها مناطق منكوبة هذه المنطقة  التي تعد من أفقر عزل مديريات الجمهورية اليمنية فهي تكابد صنوف الفقر وإشكال المرض وجور الإهمال وظلم اللامبالاة، أهالي عزلة السعيد  يمنون النفس بان تلتفت إليهم السلطات المسئولة والجهات  الحكومية والمنظمات الأغاثية  في محافظة تعز  وان تعمل بما تمليه عليها روح الأمانة وذمة المسؤولية في انتشالهم من واقعهم المزري وأوضاعهم المتردية وان توفر لهم الخدمات الأساسية والمشاريع الحيوية التي تلامس احتياجاتهم المعيشية أسوة بباقي مديريات المحافظة والمحافظات الأخرى التي وصلتها منذ فترة طويلة أساسيات المشاريع

ويناشد اهالي عزلة السعيد بماوية تعز  المنظمات والهيئات الإنسانية الى نجدتهم من خطر إمراض سوء التغذية مطالبين الهيئات والمنظمات الدولية  التدخل لإسنادهم وإغاثتهم ومساعدتهم لكون معاناتهم لا يوجد لها حد معين او جانب محدد ، هذا التقرير الصحفي يعتبر نبذة قصيرة من ملف لا يتسع المجال لحصره وسرده وشرحه بالتفصيل إنما يعد صورة اخترنا نماذجها من بعض القرى والمناطق وأخرى لم يسعفنا المجال لذكرها وهي بجهد ذاتي لصاحبها كاتب هذه السطور.