خلال عطائي الفني لم أحظ بشئ من الدولة ونحن الفنانين مظلومين أقولها صراحة.
بزوغ وظهور علي العطاس من تريم و شهرتي عربياً من الكويت .
حاوره / حسن علوي الكاف :
وفقنا الله جل جلاله بأن أكون آخر من أجرى لقاء فنيا مسجلا بالصوت والصورة مع واحد من أفضل الفنانيين في بلادنا صاحب الصوت المميز والأداء الرائع الفنان الراحل : علي أبوبكر العطاس الذي زار مدينة تريم قبل وفاته بفترة وجيزة حيث ارتبط مع أبنائها وأهلها بذكريات جميلة وكما يقول : إن بزوغ نجوميته الفنية من تريم ، ذكرياته و بداياته الفنية وقصص الاغتراب وبعض أعماله الجديدة تحدث عنها وعلى الرغم مما قدمه للوطن من أعمال وطنية وفنية جميلة ومشاركات خارجية لم يحظ حتى بقطعة أرض تأويه هو وأسرته حيث إن ساكن بالإيجار بمدينة المكلا . أترككم مع هذا اللقاء الذي لأول مرة يتم نشره مواكبة مع الذكرى الأولى لرحيله رحمة الله التي تصادف العشرين من يناير ، آملين أن يتم تكريم أسرته لما قدم والدهم من أعمال فنية وتمثيل مشرف للوطن..
س 1/ نرحب بكم في الغنّاء تريم بعد غياب عقدين من الزمن؟ ماهي انطباعاتكم بعد هذا الغياب؟ وماهي الأعمال الجديدة التي تنوون تقديمها للجمهور مع الشاعر والملحن جيلاني علوي الكاف ؟
ج / شكراً حبيبي حسن ، المشاعر لا أقدر أوصفها إن قلت : إن عودتي للغنّاء تريم ، فتريم الغنّاء هي بلادي أهلي وأحبابي ، وبزوغ وظهور الفنان علي العطاس من تريم الغنّاء لأنها هي أم الفن أم العلم وزيارتي إلى تريم أتت صدفة لأن حياتي كلها غربة وعدت مؤخراً من المملكة العربية السعودية بعد محطات من الاغتراب في الكويت والإمارات وهذه المرة خرجت إلى أرض الوطن لزيارة أهلي وأحبابي لكن في برنامجي لم يكن مخطط أن أزور تريم ، لكن الله شاء أن أزور تريم وخاصة في هذه الليلة الجميلة من الثاني عشر من شهر ربيع مولد النبي صلى الله عليه وسلم، اتصلت بصديقي وحبيبي وزميلي جيلاني علوي وليس من اليوم فهو ابن حبيبي وصديقي الفنان المرحوم علوي عبدالقادر الكاف وتربطنا بهم علاقة أسرية وأهلية وأخوية ، اتصلت بجيلاني بعد اتصال منه وقال : إنه معه أعمال جديدة ولكن حقيقة هي الأقدار التي ساقتنا وحب تريم لعلي العطاس وحب علي العطاس لتريم وأهلها ، وأتيت من المكلا زائرا إلى عند الشاعر والملحن جيلاني علوي الكاف لعودة في تجديد بعض الأعمال الفنية التي غنيتها بواسطة نظام التراك الحديث من أجل أن نبرزها للجمهور في الوقت الحاضر، لكن علي العطاس في تريم معروف من زمان وأول ما غنيت في تريم وكان ما في مسارح طبعاً كنا نأتي فرقة مختصرة تضم نجوم - الله يرحمهم - غادروا الحياة وكان حوش قصر المرحوم مشهور بن عمر الكاف الملقب ( الطنة ) هذا الحوش يمتلي ناس ذويقة، أهل طرب ، أهل سمع ، أهل ثقافة ، تخاف لما تغني لأن بعد الحفلة هناك من ينتقدك ويقدم لك النصائح لازم تعمل كذا لهدف إصلاحك وتعديلك.
(مداخلة ) أنت طبعاً في تلك الفترة غنيت وأنت صغير؟ . نعم تقريباً كان عمري يقارب 14 سنة ،
هل تتذكر ما هي الأغاني التي غنيتها في هذا الحفل؟
أذكر منها : (حبايبي رحلوا ونا من بعدهم قلبي رحل) ، و (حين ودعتهم ) ، و (صبي بالدمع ياعين ) ، وكثير من الأغاني ، لكن هذه الزيارة بعد عمر وربنا يطرح الخير والبركة وطول العمر لحبيبي جيلاني ربنا يحفظه ويحفظ أولاده ويحفظكم أنتم وأنت حبيبي حسن أشكرك على هذا اللقاء الطيب.
س2 / برأيكم بعد تلك السنوات الفنية هل تم إنصافك أنتم والجيل الفني من وزارة الإعلام والثقافة من خلال المشاركات ومهرجانات داخل الوطن وخارجه؟
ج / شاركت في مهرجانات كثيرة في داخل الوطن وخارج الوطن ، في تلك الأيام مهرجانات كبيرة مثل مهرجان جرش الدولي بالأردن وشاركت في مهرجانات في ألمانيا مهرجان دولي لما كنت في دولة الإمارات ، لكن آخر مهرجان كان في المملكة العربية السعودية بالرياض ، الآن نتيجة الأحداث التي عندنا لا توجد مهرجانات ولا عاد شي إهتمام ، حتى الفنان يذكر عند المناسبة وينسى بعد المناسبة ، أما حكاية الإنصاف ما في إنصاف أقولها بكل أمانة لا للأوليين أقولها باللهجة العامة ولا للآخرين ، لا نحن اهتموا فينا ولا اهتموا في الشباب البارزين اليوم ، والآن الإمكانيات وجدت من خلال الهندسة الصوتية والاستديوهات ما كانت عندنا في تلك الأيام وأشكر سؤالك إنسان قضى حياته في الفن أنا الآن سني خمسة وستون سنة و لي خمسين سنة في الفن لم أحظ بشي من الدولة ، موظف عادي استلم مرتب الله لا يقوله ، اسمعوها ياسامعين الصوت ، أنا موظف لازلت في وزارة الثقافة وهذا ندائي لوزير الثقافة وإلى رئيس مجلس الوزراء وإلى رئيس الجمهورية كلنا الفنانين الذين خدمنا بلدنا في الداخل وفي الخارج نحن مظلومين انصفونا..
س 3 / الفنان علي العطاس ممكن تحدثنا عن انطلاقتك العربية وذكرياتك مع الكويت وأهلها؟
بدايتي الفنية من دولة الكويت كشهرة للوطن العربي سنة 1969م وجلست هناك سنة لطلب المعيشة قبل أي حاجة والتحقت بدائرة آمالك الحكومة والإسكان وأذكر كان المدير عبدالعزيز وهو من الناس الذين يحبون الفن وأنا لم أدر بذلك وأنا كنت في قسم آخر وفي تلك الأيام أخذني أخ وصديق وقال لي : لابد أن تتعرف بالفنانين الكويتيين فقلت له : مرحبا ، ورحنا إلى جمعية الفنانين الكويتيين وأثناء وجودنا هناك من يلعب الضمنة والحديث المتبادل لأنها ديوانية ، ومن خلال هذه الديوانية أول من تعرفت به كملحن هو الأستاذ عبدالمحسن المهنا الذي عرفنا به أخيه يوسف المهنا وعرفنا على مجموعة من الفنانين وكان من ضمنهم الفنان المرحوم الكبير عوض الدوخي وعبدالعزيز.. اللي هو شادي الخليل وغريد الشاطي وعبدالكريم عبدالقادر وفائق عبدالجليل من الشعراء وكثير من الفنانين ومنهم أيضاً الفنانة عائشة المرطه ، وعملوا حفلة مصغرة ومن ضمن الأغاني : حطني في عدن ، يامنيتي يا سلا خاطري ، ألا ياطير يا لخضر ومجموعة من الأغاني وصار بيننا ألفة قال لي يوسف المهناء الله يذكره بالخير : بكره بانروح للإذاعة وبانقابل الأستاذ أحمد باقر مدير الإذاعة والأستاذ عبدالرحمن البعجيان والأستاذة فوزية عازفة الكرنييت مع فرقة الكويت في تلك الأيام وسلمت عليهم ، وعملوا لي اختبار بسيط ، الكويت كانت تمتلك برنامجين البرنامج الأول والبرنامج الثاني، البرنامج الأول هو على مستوى الوطن العربي ومن خلال الإذاعة هناك ركن يطلع من الجزيرة العربية الساعة الثانية يطلعون أغاني منوعة من الدول العربية وسجلت أربع أغاني منها يادرب المحبة وألا ياطير يا لخضر واشتهرت لي يادرب المحبة وكل من حب ووصلت إلى ليبيا وكل الدول العربية وكانت تأتي الرسائل لي إلى دائرة الإسكان والأملاك الحكومية لعنواني وليس إلى الإذاعة انعرفت بالكويت، وكان الجمهور في الكويت الطيب المحب للفن ولحضرموت ولليمن ، وهناك سهرة وهنا سهرة على مستوى كبير والحمد لله وصلت الأغاني على مستوى دول الخليج قطر والبحرين والإمارات وهكذا وبدأ يلمع اسمي فنان من اليمن من حضرموت اسمه علي العطاس وكنت أشتغل في دائرة الأملاك والإسكان وسهرات هنا وهناك إلى أن وصلت شهرتي كبيرة ، وفي عام 1975م انتقلت الى الإمارات وأثناء تواجدي بالكويت إنطلقت و تعرفت بالفنانين الكويتيين في ذلك الزمان ، وهنا أعتبر الكويت أمي ، لي حبايب لو كانوا عايشين ربنا يعطيهم طول العمر وإذا ماتوا الله يرحمهم ، ولي جمهور في الكويت وجلست عشرين سنة مفارق حضرموت وأهلها أتنقل من هنا وهناك.
كما تقام مهرجانات يمنية في الكويت حفلات يمنية تقام على مسرح الأندلس على مسرح الاتحاد على جامعة الكويت وكانوا يأتون فنانين : كرامة مرسال ومحمد مرشد ناجي وفنانين كبار يشاركون في هذه الاحتفالات وهنا تمت الانطلاقة بافتتاح استديو صغير في المرقاب اسمه (الصوتيات الحضرمية) وكان يدعمنا في هذا الشي واحد من الكويتيين المحبين للفن الحضرمي أذكر اسمه ( سهيل السهلي ) وهذه الفرصة التي خلتنا أذكر الكويت هو أنت
(مداخلة) :
كان اليوم أيضا حديثنا مع الملحن الكويتي عماد الرميثان وقد قال : إنه يعرف الفنان علي العطاس من خلال بعض الأغاني مثل حبائبي رحلوا .
تحياتي له وللكويت وأنا لا أنسى الكويت وأهلها الطيبة ،
كنا اليوم موجودين في بيت أخي جيلاني علوي الكاف ثم رحنا إلى بيت صديقي محمد المشهور أبو علوي وأخي الفنان خالد بن محفوظ أبوطه ، وكانت جلسة حلوة و لنا ذكريات جميلة في هذه الغرفة بوجود القاضي الله يرحمه وكان يتفاعل معنا وهي ذكريات لا يمكن أن ننساها .
س4 / الجمهور يتساءل عن غياب الفنان علي العطاس في العقدين الماضيين لم يكن هناك تسجيل أعمال جديدة لكم ماهو السبب؟
ج / ليس هناك غياب إنما يكون هناك ركود لأن الفن بحاجة إلى الإمكانيات المادية، بحاجة إلى دعم هذا الفنان ، الآن توجد المؤسسات الإنتاجية ، لكن فناني اليمن في جهة إلا الذي عائش في الخارج ونتعايش ونحن في اليمن نتعايش ليس بفنانين أقولها بصراحة يعني هم الذين يصنفونهم أصحاب المؤسسات والشركات الإنتاجية لكن داخل اليمن إلى اليوم لا توجد شركات ، كنا نسجل مقيل فيه ست إلى ثمان أغاني نجيب أصحاب الأستديوهات الموجودين في المكلا ونجمعهم تقريباً عشرين استديو وكل واحد يأتي معه بالمسجل حقه حامله ، كان في محبة للفن ويحطون مسجلاتهم أمامك وتغني وتسجيل حي ، ثاني يوم يخرج الشريط ويكون الشريط ناجح ، الآن اختلفت الموجة الفنية كلها ، لأن أنا لم أقدم شي لأنه لا أحد قال لي تعال قدم شي ، أنا قلت لك : إن الفنان يذكر عند المناسبة وينسى بعد المناسبة والآن ليس فن بل ارتزاق لأجل توكل لقمة العيش باتغني ثلاث إلى أربع سنوات وبايطلع غيرك ، هكذا الفن في الوقت الحاضر..
س5 /هل تراجع الفن الحضرمي ؟
ج/ الفن الحضرمي يبقى فن حضرمي ، كنا مهتمين بالفن الحضرمي ، كنا نسعى للشعراء ونسأل ، أنا الآن سعيت من داخل المكلا إلى عند الشاعر والملحن جيلاني الكاف لأجل أريد الجديد حقه لأن عنده ذخيرة من الأعمال سمعنا إياها جاب لي الغرام ، فهذه الأعمال لو شافت الضوء ومن هنا أوجه خطابي وسؤالي للفنانين تعالوا خذوا الأغاني وستسمعون الأغاني وسوف تغنونها بعدي وأنا متأكد لأسلوبها وكلمتها ورقتها ليس مجاملة لأنه اليوم لا يوجد شاعر تحس به في الساحة ، ايش معنى الشاعر ؟ إذا أنا فنان ما أغني كلمة هذا الشاعر وأحس بها فلست فنان يكون إحساسي إحساسه والذي يدور في قلبه يدور في قلبي هذا هو الإحساس ربنا إن شاء الله يوفقنا نقدم شي من هذه الأعمال الجديدة . وسبق أن قدمنا ثنائي في السنوات الماضية مثل :
العين تعشق وليش يا أسمراني ولو خيرونا يا حبائب وغيرها من الأغاني .
( مداخلة ) : ممكن نسمع منكم شي من هذه الأعمال ؟
نعم من الأعمال الجديدة :
أغنية تقول : كل من قنع قلبه من الحب استراح
وأغنية مطلعها :
( لاتتصل بي ونا ما بتصل بك ،
شف ما اعترف في الهوى صدقك وكذبك) ،
س 6 / نحن سعداء بوجود الفنان القدير علي العطاس في الغنّاء تريم
أوجه سؤالي للشاعر والملحن جيلاني ماذا تقول بحق صديقك الفنان علي العطاس؟
ج / سعيد جداً بوجود الفنان الكبير علي العطاس في مدينة تريم وفي منزلي وإن شاء الله نحيي الذكريات والجلسات الجميلة وتكون بيني وبينه أعمال جديدة ، وسبق أن قدمت له العديد من الأغاني في السنوات الماضية التي تغنى بها مثل : ليش يا أسمراني والعين تعشق ومن نظرة وبسمة ولو خيرونا يا حبائب وسيبك حبيبي من كلام الناس والله يسامحه وغيرها من الأغاني .
س 7 / كلمة أخيرة لفناننا القدير علي العطاس تود قولها لمحبي الفن اليمني والحضرمي ختام هذا اللقاء الشيق؟
ج / أتمنى الأمن والأمان لليمن كله وحضرموت وللعالم كله وللخليج الخير والسلام وأشكر حبيبي جيلاني على هذا الإستقبال وما زلت أوجه سؤالي للشباب والفنانين بأن يسعوا ويبحثوا على الجديد مثلما كنا نبحث ونسعى للجديد من الشعراء حسين المحضار والمعلم حميدان وبامطرف والبيض وأنا أقول لهم بأن جيلاني فاتح قلبه لكم ولديه الكثير من الأغاني وتعالوا اختاروا وسيعجبكم العمل ، وأشكرك أنت يا حسن على هذا اللقاء الطيب وربنا يمن على بلادنا بالأمن ولا عاد أقدر أقول شي فالعمر يمشي ربنا يطيل في عمرنا وعمركم وإن شاء الله تكون لنا لقاءات أخرى ، وحقيقة قد يكون الفنان رهيف المشاعر ما يقدر يتحمل ولا عاد يقدر يتكلم مما في قلبه من محبة ، أنا لما أقبلت على تريم بكيت ، تذكرت لما أشوف المعالم القديمة وأهلها الطيبين ، بارك الله فيك وبارك الله في أهل تريم وحبائبنا وعلمائنا ، وبارك الله في اليمن بشكل عام ، اللهم آمين يارب العالمين .
