آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-06:16م

أخبار وتقارير


قطن ابين طويلة التيلة ..هل يستعيد امجاده؟

الإثنين - 06 ديسمبر 2021 - 10:58 م بتوقيت عدن

قطن ابين طويلة التيلة ..هل يستعيد امجاده؟

ابين((عدن الغد)) نايف زين ناصر

ثمة حقيقة لابد من قولها وتأكيدها هي أن زراعة القطن في دلتا أبين قد إنحسرت وتراجعت بشكل كبير  لعدة  أسباب وبسبب جملة من الظروف والأحداث المؤسفة والمؤلمة التي مرت بها محافظة أبين لاسيما وأن المحافظة شهدت في عام٢٠١١م و٢٠١٥م حربان مؤلمتان أثرتا  على  كل مناحي  الحياة  التنموية  والخدمية والبنية التحتية وبقية القطاعات الأخرى ومازالت آثار وإنعكاسات هاتان الحربان ماثلتان للعيان  ولمزيداً من الإطلاع على واقع زراعة القطن الطويل التيلة في أبين وأيضاً الأخبار  المغلوطة  والمضللة  حول موضوع زراعة القطن في مناطق الدلتا وكذا حول محلج القطن  الكود قمنا بإجراء عدداً من اللقاءات..

*أبين بورد علامةو ماركة تجارية عالمية*
الأخ الأستاذ عبدالله عمر القعود مدير مكتب الزراعة في مديرية زنجبار أبين قال أن الحديث عن موضوع  القطن الطويل التيلة هو حديث عن  محصول نقدي إقتصادي ونقدي هام  في دلتا أبين زنجبار وخنفر ومنطقة أحور وهو صنف ذو جودة عالية صنف طور وحسن في تسعينيات القرن الماضي بإسم كود ٩٤وهو من أفضل الأقطان وكانت ماركة القطن أبين  بورد أبان التواجد البريطاني  في خمسينيات القرن الماضي ومابعد هي من أفضل الماركات العالمية وفي الصدارة وأشار مدير الزراعة زنجبار أن هناك مناطق زراعية في دلتا أبين ماتزال تزرع القطن الطويل التيلة رغم كثرة المعوقات والمحلج تم إعادة  تأهيله جزئياً القعود  وفي سياق حديثه عن زراعة القطن قبل عقود وأجواء زراعة هذا المحصول أكد أن الجميع في مناطق الدلتا  كان يشترك في الزراعة وجني المحصول الطلاب والفلاحين والنساء والأطفال  والشيوخ والأسر  وبقية فئات المجتمع وتقام مبادرات جماهيرية وطوعية  وكانت تقام الإحتفالات عند جني المحصول وبعد ذلك تقوم لجنة الدلتا بأخذ المحصول وحلجه وتسويقه للخارج وكان سابقاً يعطى للمزارع فارق السعر أو بما كان يعرف (بمشروع السنت) بمعنى إذا تم شراء القطن بأسعار معينه  وتم تصديره وأرتفعت أسعار شراءه في الأسواق العالمية وفقاً للبورصة  كان يدفع للمزارعين مبالغ أخرى فيما بعد وفقاً للزيادة العالمية ويتابع مدير الزراعة زنجبار حديثه بالقول أن  دلتا أبين أو لجنة أبين الزراعية كانت تقوم بكل المهام والمسؤوليات والأعمال  للأراضي الزراعية المزروعة بالقطن بمقابل مالي معين على كل فدان وعن المحاصيل النقدية الرئيسية في المحافظة تابع أنها ثلاثة محاصيل رئيسية هي القطن والسمسم واللوز وعن أبرز معوقات زراعة القطن الطويل التيلة في دلتا أشار أنه هناك مشكلة في وجود الجهة التي تقوم بتسويق وتصدير القطن اليوم بعكس الماضي مختتماً حديثه بالقول أن الأخبار والإشاعات  المغلوطة عن القطن وزراعة القطن في أبين ربما يكون سببها السعي لعدم نهوض هذه الزراعة اما لأسباب تجارية أو تنافسية أو لأغراض خاصة والمعالجات تكمن في مزيداً من تسليط الضوء إعلامياً على أهمية ومكانة أبين في موضوع القطن الطويل التيلة والبدء بإعادة  منظومة الري وإحتياجات ومتطلبات النهوض بزراعة هذا المحصول النقدي الهام.

*التسويق وتشجيع المزارعين*
الناشط المجتمعي والحقوقي والشخصية الإجتماعية  المعروفة في مدينة جعار ومديرية خنفر الأستاذ أحمد إبراهيم سيود قال في حديثه أن أبين كانت رائدة في زراعة القطن الطويل التيلة بل كانت تنافس في الأسواق العالمية قطن أبين كان مميز أبين أرض خصبه وكانت هناك خطط زراعية تنفذ على هذا الأساس في فترات سابقة لكن الذي حصل قل الإهتمام على زراعة هذا المحصول الذي كان يدخل في أسواق البورصات العالمية وقام أعداد من المزارعين باللجوء لزراعة المحاصيل الزراعية السريعة وأضاف أنه وبجهود طيبة مؤخراً تم إحياء زراعة القطن الطويل التيلة في عدة مناطق بمحافظة أبين  بمناطق يرامس والجبلين وجبل لحبوش وغيرها من مناطق الدلتا و أردف ان موضوع التسويق يظل أبرز المشاكل داعياً الدولة ان تتدخل  في هذا الموضوع وتقوم هي بالتسويق وشراء القطن من المزارعين بأسعار تشجيعية وبأسعار البورصات العالمية لتشجيع المزارعين على زراعة القطن ونوه سيود أنه صحيح كان في مضى هناك محلج القطن بالكود ومحلج شركة الماز  وهي اليوم أطلال وصحيح هناك توجه وتشجيع   من السلطة المحلية أبين وبدأت الحياة تدب في محلج القطن وهناك إصرار على إحياء وإعادة زراعة وحلج القطن وتمنى في نهاية حديثه أن يتم تشجيع المزارعين وتوفير لهم البذور المحسنة ومعالجة جملة المعوقات ليعود قطن أبين مثلما كان سابقاً.

*الوقوف أمام أمام أهم إحتياجات القطن* 
الأخت الأستاذة بشرى السعدي رئيسة مؤسسة معاً نرتقي المجتمعية تحدثت عن أهمية زراعة القطن الطويل التيلة في محافظة أبين وهي المحافظة التي عرفت وأشتهرت لعقود طويلة في زراعة وإنتاج وتصدير القطن الطويل التيلة ذائع الصيت لما لهذا التوجه من أهمية  وفوائد  ومنافع مشددة على أهمية وضع الخطط والدراسات الصحيحة والوقوف أمام أبرز متطلبات إعادة زراعة هذا المحصول النقدي وأضافت أنه لاصحة لأي أخبار مغلوطة تقول أنه لم يعد موجود زراعة قطن في أبين بل الأراضي الزراعية موجودة اليوم تزرع القطن في باتيس والمسيمير ويرامس والدرجاج ومناطق أخرى في الدلتا كما أن المحلج شغال وموجود ويعمل ولاصحة لأي أخبار غير صحيحة حوله السعدي أختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية تظافر كل الجهود لإيلاء هذا الموضوع إهتمام خاص نظراً لأهمية القطن وإرتباطه تاريخياً وزراعياً بمحافظة أبين ومنطقة الدلتا بشكل خاص.

*في السابق كان الرافد الإقتصادي الأول للدولة* 
المهندس الزراعي   عبدالقادر خضر السميطي تحدث عن أهمية القطن وعدداً من الجوانب  المرتبطة  به قائلاً: 
القطن أو ما يسمى بالذهب الأبيض والذي قال فيه  العديد من الشعراء أروع الاشعار وحلو الكلام وتغنى فيه العديد من الفنانين قطن أبين الشهير بأبين بورد قطن أبين الذي كان يمول مصانع الغزل والنسيج في كل من بريطانيا وروسيا وبلغاريا والمجر وكثيراً  من دول العالم منذو الخمسينات حتى مطلع التسعينات  كان يرفد  الإقتصاد الوطني في جنوب اليمن بما يقارب بما يقارب من  ٪27  من العملة الصعبة وكان الرافد الأول لخزينة الدولة قطن أبين الشهير تعرض لكثير من الصعوبات والمؤمرات بدات بعد حرب صيف ١٩٩٤م حيث تم توقف محلج القطن وتحويل مركز البحوث الزراعية في الكود من مركز رئيسي إلى محطة صغيرة ونقل  معظم الكوادر البارزة مع سحب الميزانية المخصصة للبحوث في أبين إلى مركز ذمار 
وتدمير محطة تأجير الآليات ولجنة أبين 
وكانت هذه هي الغشة التي كسرت ظهر البعير حيث  بدأ  تذمر  المزارعين من  زراعة القطن وبدأت المساحة المخصصة لزراعة القطن تنحسر وتقل تدريجياً لتصبح في هذا الموسم بأقل من ٢٠٠ فدان تقريباً  ولكن البحوث الزراعيه لن تيأس وأستمرت في زراعة القطن في الكود بمساحات قليلة جداً تحت شعار الحفاظ على بذرة القطن.

 

*إعادة الإعتبار لهذا المحصول*
ويتابع  السميطي حديثه قائلاً: 
لا زال محصول القطن أبين يعاني الكثير والكثير من المشاكل ومن أهمها 
ضعف التسعيره وإرتفاع تكاليف الإنتاج 
وهنا لا نلوم المزارع إذا رفض زراعة هذا المحصول النقدي الهام نظراً لإرتفاع التكاليف ولكن  اللوم يأتي على السلطة القائمة في هذا البلد والذي تفتقد لأبسط وسائل التخطيط في المجال الزراعي بشكل عام ولن تعود زراعة القطن إلى ما كانت عليه سابقاً إلا اذا عاد الوضع كما كان عليه سابقاً إذا عاد العمل الآلي ورجعت أجرة عمل الحراثه  ٢٠٠٠ ريال يمني للساعة  وعاد سعر الدبة الديزل إلى ١٢٠٠ريال يمني وعادت منظومة شبكة الري إلى ما كانت عليه في السبعينات والثمانينات ستعود زراعة القطن وبقوه  وهذا الكلام على مسؤوليتي زراعة محصول القطن كان قديماً ركيزة اساسية في حياة الناس وعليه يتم الإعتماد في أمور الزواج أو شراء سيارة أو بناء الخ  والخلاصة هي :قطن أبين طويل التيلة والصنف المحسن (المعلم ٢٠٠٠) كنز 
مدفون ينبغي على الجميع البحث عنه وإعادة  الإعتبار لهذا المحصول الهام الذي تشتهر فيه منطقة دلتا أبين ومن خلال هذا الموضوع ندعو وزارة الزراعة والري إلى الإعتكاف لوضع خطة شاملة  لزراعة هذا المحصول على جميع المناطق التي تجود بها  زراعة هذا المحصول النقدي  الهام ودعم المزارعين في هذا الإتجاه وتوجيه الدعم الذي يأتي من منظمات دولية لزراعة هذا المحصول النقدي الهام