آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أدب وثقافة


في غيابك - قصيدة للشاعر محمد مهند ضبعان

الإثنين - 06 ديسمبر 2021 - 11:51 ص بتوقيت عدن

في غيابك - قصيدة  للشاعر محمد مهند ضبعان

بغداد ((عدن الغد))خاص:

في غيابك ... 
تفتحت في حديقتي ثلاث وردات ... 
واحدة من الخريف .. 
واحدة من  الشتاء ... 
و الأخيرة من الصيف ...
أما الغيمة ... 
فكانت تمطر خارج الحديقة  
و أنا السنديان البعيد ...
عصفورة حطت على السور ...
و طارت سريعا ... 
بغية اللحاق بعصفورها ...

---------------------
في غيابك ... 
جمعت الزمن كله في صندوق  ... 
و بدأت بإعادة ترتيبه .... 
كم من الأوقات ضاعت ... 
كم من القصص أتلفت ... 
كم من الأحلام فقدت .... 
لم يبق لي من الأكوام كلها ...
غير بضع دقائق ... 
و أظن بأنني سأتبرع بها ...
لغائب مثلك .... 
يمكنه الاستفادة منها بقبلة ...
أما أنا فشبعت ....

---------------------

في غيابك ....
نصحتني جارتنا و قالت : 
إن العدل هو سبيل الاستمرار ...
إذا أردت لقصة ألا تموت ... 
فاحرص على العدل فيها ... 
و لا أعتقد بأنه من العدل أن تنتظر سبع ساعات من لا ينتظر دقيقة ....

---------------------
في غيابك ... 
زاد حبي للسفر ...
أقلعت من دمشق إلى تطوان  ... 
و من بغداد إلى القاهرة ...
و من ثم توجهت إلى سيدني ...
شربت قهوة ياسمينية المذاق .. 
و رجعت لبرلين ... 
و أخيرا هبطت على سريري ... 
فلم أجدك ...
يمكنك البقاء هناك ... 
فلدي الكثير من جوازات السفر و التذاكر المجانية ...
كي أرحل إلى كل الأماكن ....

-----------------
في غيابك ...
كان فائض الوقت كبير ... 
لعبت بالشطرنج وحدي و هزمت قلبي ...
صنعت وجبة طعام 
من فتات الحكايات ... 
كتبت قصيدة للقادم الجديد ... 
تحدثت مع الجميع ....
و أرسلت لله رسالة أخبرته بها بأني لازلت أحفظ الدرس ... 
الحياة لا تقف ... 
و أننا دائما نولد من جديد ....

---------------------
في غيابك ...
ضحكت كثيرا ... 
و أنا أضع بعض الكلمات في سلة المهملات ... 
و لأول مرة في حياتي ... 
أرمي القمامة من النافذة ...
و لهذا ضحكت أكثر .... 
و أنا أراها تسقط في الحاوية ... 
رائع رائع رائع .... 
أصبت الهدف بدقة عالية ....
كم أنت عظيم .....

في غيابك - الشاعر محمد مهند ضبعان