في غيابك ...
تفتحت في حديقتي ثلاث وردات ...
واحدة من الخريف ..
واحدة من الشتاء ...
و الأخيرة من الصيف ...
أما الغيمة ...
فكانت تمطر خارج الحديقة
و أنا السنديان البعيد ...
عصفورة حطت على السور ...
و طارت سريعا ...
بغية اللحاق بعصفورها ...
---------------------
في غيابك ...
جمعت الزمن كله في صندوق ...
و بدأت بإعادة ترتيبه ....
كم من الأوقات ضاعت ...
كم من القصص أتلفت ...
كم من الأحلام فقدت ....
لم يبق لي من الأكوام كلها ...
غير بضع دقائق ...
و أظن بأنني سأتبرع بها ...
لغائب مثلك ....
يمكنه الاستفادة منها بقبلة ...
أما أنا فشبعت ....
---------------------
في غيابك ....
نصحتني جارتنا و قالت :
إن العدل هو سبيل الاستمرار ...
إذا أردت لقصة ألا تموت ...
فاحرص على العدل فيها ...
و لا أعتقد بأنه من العدل أن تنتظر سبع ساعات من لا ينتظر دقيقة ....
---------------------
في غيابك ...
زاد حبي للسفر ...
أقلعت من دمشق إلى تطوان ...
و من بغداد إلى القاهرة ...
و من ثم توجهت إلى سيدني ...
شربت قهوة ياسمينية المذاق ..
و رجعت لبرلين ...
و أخيرا هبطت على سريري ...
فلم أجدك ...
يمكنك البقاء هناك ...
فلدي الكثير من جوازات السفر و التذاكر المجانية ...
كي أرحل إلى كل الأماكن ....
-----------------
في غيابك ...
كان فائض الوقت كبير ...
لعبت بالشطرنج وحدي و هزمت قلبي ...
صنعت وجبة طعام
من فتات الحكايات ...
كتبت قصيدة للقادم الجديد ...
تحدثت مع الجميع ....
و أرسلت لله رسالة أخبرته بها بأني لازلت أحفظ الدرس ...
الحياة لا تقف ...
و أننا دائما نولد من جديد ....
---------------------
في غيابك ...
ضحكت كثيرا ...
و أنا أضع بعض الكلمات في سلة المهملات ...
و لأول مرة في حياتي ...
أرمي القمامة من النافذة ...
و لهذا ضحكت أكثر ....
و أنا أراها تسقط في الحاوية ...
رائع رائع رائع ....
أصبت الهدف بدقة عالية ....
كم أنت عظيم .....
في غيابك - الشاعر محمد مهند ضبعان