آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-02:14م

أدب وثقافة


اغضَب لخُبزِك

الأحد - 05 ديسمبر 2021 - 03:20 م بتوقيت عدن

اغضَب لخُبزِك

كتب/ فـرج العامري

 


اغضَب فقد آنَ الأوانُ !! 
سُحِقَ الذين قد استكانوا .
ياشعبُ يُبكيكَ الزمانُ. 
يكفيك مهزلةً وذُلَّة 
فكن كما الأجداد كانوا .
لا ترضَ إذلالَ المَجاعَة.

واغضَب لخُبزِك .
ثُر لأجلِك، وانتفض من أجل طفلِك. 
خُض غِمارَك رُغمَ أنفِك .
وكن عليهم ثورةَ الإعصار ، واسحقهم بِعَصفِك.
إن ثُرتَ يعرفُكَ الجميعُ، وتعتلي نجماً بوصفِك .
وإن صمتَّ بعصرِنا ، ستموتُ مجهولاً بحَتفِك.

باعوكَ مسئولوكَ بَخساً في حوانيت العَمالة.
وأنتَ في كيسِ المبيعاتِ الرخيصةِ ! يارجالة !
قابعاً في بؤس حالة.. 
متعامساً أو في جَهالة.

خَانوكَ مَسؤولو الفنادِق!
الحاكِمون الفاسِدون المُفسِدون لكلِّ رائق .
الخائضون معارك البذلات في  أبهى المرافق.
الذائدونَ عن الكرامةِ في المطاعمِ والسحاوق.
الظاهرون على تويتر، يزأرون كما النقانق.
المُثمَلون بنَشوةِ الدولارِ في سُكرِ الفنادق. 
التارِكونَ الشعبَ مصلوباً على نار البنادق. 
المحسنو التمثيلِ وجهَ الخيرِ في قلب المنافق.
الأثرياءُ المفلسونَ من المبادئِ والحقائق.
المُستَحِقُّون التَّرقي نَحوَ أَوسِمةِ المشانِق
سُحقاً لهم، سَخَطاً عليهم، ويلُهم، والويلُ حارق.

حانَ اجتثاثُ جذورِهِم، وآنَ ميعادُ القِيامة .
بيدِ الضَّحَايا والثَّكالى والأراملِ واليَتَامى. 
إني أرى ناراً تَأجَّجَ جمرُها تَحتَ الرماد.
حُمَمٌ من الجَوعَى، براكينٌ من الفقراء، هيَّجَها اضطِهَاد.
ياشعبُ فلتَسرِع، تخلص من هواميرِ الفَسَاد.

حَتَّامَ يسَكرُ من دِمَاكَ الفاسِدون بكلِّ راحة ؟!
وإلى متى سَتظَلُّ في صَمتِ الجَبانِ عن الوَقاحة ؟!
آنَ الأوانُ الآنَ فانهض من سُبَاتِك.
واصدع صراحة .
واغنم رياحَك ، حازَ كأسَ المجدِ مغتنمٌ رياحَه.
واروِ الكرامةَ من دِمَاك ، واطعم إباءَكَ من حياتِك.
أتموتُ جوعاً ؟!  لا ، فبِئسَ العارُ أن ترضى بمَوتِك
فاخرج وطالبهُم بقُوتِك ..
ثُر صارخاً في وجههم في غَضبَةٍ بِكلُّ صَوتِك .
وانزع رغيفَكَ من بطونهمُ التي تَخِمَت بِقُوتِك.

اغضَب وأعلمهُم بأنَّكَ بالمهانةِ لستَ راضي ..
ياوَيحَ حالِكَ أيها المهضوم! ماهذا التغاضي ؟!
أنتَ الحقيقةُ كُلَّها والفاسدونَ بلا حقيقة.
أنتَ القَضِيةُ والمُحَامي، أنتَ محكمةً وقاضي .

يا أيَُها الشعبُ المُخَدَّرُ مِن دقيقِ مُنظَّماتِه!
متنازلاً عن الحقوق وعن زَوال مؤسساتِه . 
مَيتَاً على قَيدِ الحياةِ ، وموتُهُ مَعنَى حَيَاتِه 
حياً بلا ميلادِ ، مَيتٌ حيُّ لم تُعلن وفاته ؟

أينَ الهُتَافاتِ القديمة ؟ أينَ "يَسقُطُ" ؟ أينَ "إرحَل" ؟ 
وأينَ "تسقطُ جرعةُ الإجرامِ" والكَذِبُ المُعَسَّل ؟ 
وكيفَ حالُك؟ فَلتَجِب، أراكَ مِثلَ الطِّفلِ تَخجَل !
مابالَ وجهِكَ ينزوي وأنتَ عن ماضِيك تُسأَل!!
أخبرنا أينَ الحُلمُ و"المدنيةُ الفضلى" كما في قولِ "سُقراطٍ" ؟ سَنَقبَل.
وكذاكَ عن مستقبلٍ كحياةِ "أوروبا" وأَفضَل ؟
وأينَ تِلكَ الكَعكَةُ المكتوبُ فيها وَسمِ "ارحل" ؟!
لغزٌ يُفَتِّشُ عن جَواب ، فهل لهذا اللُّغزِ مِن حَل ؟
إيَّاكَ يا شَعبَاهُ نسأل!

ماذا؟! أأنعدم الدقيقُ فلم تَجِد خُبزاً لتكتبَها عليهِ؟ .
وصُرتَ تَصبُو بعد غَيبَتِهِ إليهِ.
قد كُنتَ تَبكي مِنه ، يا عَجَبي، فهل تبكي عليهِ؟!

أصَارَ خبزُك عن قَديمِ الحال معدوماً وأغلى ؟!
أَوَقَعت في فخِّ السُّقُوطِ، وكُنتَ تَنشِدُ نَيلَ أعلى.
عِيشَةً أحلَى ومُثلَى .
لا عليكَ اشحُذ حُسَامَك .
واغضَب لأحلامِ الربيعِ ، تَجَد بها الأيامَ حُبلى .
إن ثُرتَ في المَاضِي، فواقعُنا بها واللهِ أولَى .

فاغضَب وثُر ...
ما تَنتَظِر ؟! 
ماذا تَبَقَّى كَي تخافَ عَلَيهِ من عَطَبٍ لديك ؟!
ماذا تَبَقَّى في يَدَيك؟! 
آهٍ ويا أسَفَى عَلَيك !

يا أيَُها الشَّعبُ المُلَقَبُ بـ "الحكيم" !
ماحكمةٌ في حالِكَ المُزريِّ والوَضعِ الأليم !
ما الصمتُ في كُلِّ المواقفِ والمشاهدِ رَمزُ حِكمَة.
ماالصمتُ أن تَبكِيكَ أزمَة.
قابعاً في بؤس حالٍ، حالِماً بمَضغِ لُقمَة.
مادَامَ حالُكَ هَكَذا فَلَستَ بالشعبِ الحَكِيم ..
كَلَّا، ولا بالبُؤسِ أُمتَُك الخَنُوعةُ خَيرُ أمة.

فانهض ، فإنَّ الفَجرَ فَجرُك ..
واحزم ، فإنَّ الدارَ دَارُك .
قد حانَ أمرُك ، سُل حُسَامَ العَزمِ ، في الإقدامَ نصرُك.

كم طَالَ ليلُكَ مظلماً وأنتَ منتظرٌ صَباحَك .
متألماً تُشكُو جِراحَك. 
متأوهاً مَلَّيتَ آحَك. 
الجوع يَزأرُ في الحَشَا والبَردُ يَعوِي في عظامِك. 
والضِيقُ يَعزِفُ لَحنُهُ وأنت تَهذي في كَلامِك.
"سِنينَ سَبعٍ" جائعاً في صمت، إلا من صِيَامِك.
مادُمتَ في هذا، فلا تَحلَم بِضَوءِ الصُبحِِ حتى في مَنَامِك.
سيطولُ لَيلُكَ فانتفض،واصنَع صَباحَكَ مِن ظَلامِك.
ومِن خُيُوطِ اللَّيلِ _ بالعَزمِ القوي_ طَرِّز نَهارَك .
فالصبحُ مُنتَظِرٌ قُدُومَك... 
فاشدُد بإحكامٍ إزَارَك ..
وشُق بإصرَارٍ مَسارَك 
واكسِر حِصارَك. 
وانظُر أمامَك، خُض غِمارَك .
ستجِد حياتَكَ بانتظَارك
والبس لباسَ البأسِ وانفض عَنكَ في عَزمٍ غبَارَك .
حانَ الوَغَى، كُتِبَ القَضَا، نَيلُ الحِظا، فاصدُر قرارَك.

ياشَعبُ ! فَلتَصدُر قَرَارَك.