آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:56ص

ملفات وتحقيقات


13 يناير.. يوم قتل الرفاق بعضهم في أبشع مجزرة على وجه التاريخ الحلقة(1)

الثلاثاء - 30 نوفمبر 2021 - 12:10 م بتوقيت عدن

13 يناير.. يوم قتل الرفاق بعضهم في أبشع مجزرة على وجه التاريخ الحلقة(1)

(عدن الغد)خاص:

إعداد / د. الخضر عبدالله / محمد الدباء

المجزرة الدامية عق 35 عاما

بعد 35 عاما من المجزرة الدامية التي شهدتها مدينة عدن في 13 يناير عام 1986م، والتي حصدت أرواح أكثر من 13 ألف من أبناء المحافظات الجنوبية، في مجزرة أقل ما يقال عنها بانها أبشع مجزرة شهدتها الجزيرة العربية آنذاك.

مدينة عدن شهدت في ذلك اليوم الأسود، حرب شوارع وصراعاً دموياً وتصفيات بالهوية، سقط فيها أكثر  الالاف الضحايا بينهم قيادات عديدة من الصف الأول في الحزب الأشتراكي اليمني.

حرب 1986 أوما تسمى  بالحرب الأهلية في اليمن الجنوبي، وتُعرف اختصاراً بأحداث 86، هي حرب أهلية اشتعلت في اليمن الجنوبي نتيجة لرغبة طرف من الرفاق في  الإطاحة بحكومة علي ناصر محمد. الحرب الأهلية دامت شهرًا واحدًا حيث تسببت في الكثير من الأضرار.

محللون ومراقبون سياسيون يرون أن أحداث يناير كان لها بعدٌ قبليٌ في ثوب ماركسي، بعد أن اتخذ الصراع أبعاداً قبلية ومناطقية بحتة، بالنظر إلى الانتماء القبلي والمناطقي للمجموعتين المتصارعتين.  

أسباب الخلاف

وذكر موقع المحيط  :" ان الرئيس علي ناصر لم يكن متحمسا سواء لعودة عبد الفتاح اسماعيل الرئيس السابق أو عقد المؤتمر الثالث للحزب في أكتوبر 1985 والإجتماعات التي أعقبته في بناير 86 التي انتخب فيها عبد الفتاح سكرتيرا للجنة المركزية للحزب وهو ما أزعج علي ناصر، وأحس علي ناصر بالتحالف الجديد بين عبد الفتاح وعلي عنتر وعلي شايع وصالح مصلح ومعهم علي سالم البيض الرئيس ، فما كان منه الا أن أعطى الأوامر وهو رئيس الدولة في ذلك الوقت وصبيحة يوم الإثنين 13 يناير 1986 إلى أنصاره بعدم حضور جلسة المكتب السياسي للجنة المركزية الذي انعقد الساعة 10 صباحا في عدن ، وبدلا من ذلك أرسل حراسه إلى الإجتماع وانتقل هو إلى أبين مسقط رأسه، وحال تواجد خصومه في القاعة باشر حرس الرئيس علي ناصر إطلاق النار فقتل علي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع، ونجا عبد الفتاح اسماعيل و علي سالم البيض ولكن فتاح اختفى بعدها في ظروف غامضة.(1)

الخلافات الممهدة للأحداث

وذكر موقع مدونة اليمن الجديد :" عند تناول تفاصيل ما حدث يوم 13 يناير 1986م، ينبغي العودة إلى الوراء، وبالتحديد إلى شهر مايو 1985م، حيث جرت الانتخابات القاعدية للمنظمات التي سقطت فيها بعض العناصر الموالية للرئيس الأسبق علي ناصر محمد، مما أدى إلى أزمة مايو 1985م التي أمكن تجاوزها بفضل المعالجات التوفيقية بين الطرفين، وتضمنت هذه المعالجات ضوابط لاحقة اقترحها علي ناصر وأبو بكر باذيب وأنيس حسن يحيى، وتقضي بمركزية عملية الانتخابات القادمة ووضع ضوابط لها عن طريق الاتفاق المسبق على الأسماء، وعدم السماح بسقوط أي شخص في الانتخابات اللاحقة يقر اسمه مركزيا حتى ولو اعترضت الغالبية.

لكن هذا الاتفاق لم يؤد إلى امتصاص عوامل التوتر بين طرفي الصراع، ثم إنه اقترب موعد انعقاد المؤتمر الثالث بدءا من 11 أكتوبر دون أن تكون قد أجريت انتخابات المندوبين الذين سيشاركون في أعمال المؤتمر، وتأخرت الانتخابات إلى يوم 8 أكتوبر، رغم أنه كان مقررا أن تنتهي في أواخر شهر أغسطس بحسب اللوائح الداخلية للحزب، وقبل يوم واحد من بدء أعمال المؤتمر انتهت عملية تسمية مندوبي المحافظات للمؤتمر.

وقبل بدء أعمال المؤتمر، ركز خصوم علي ناصر مطالبهم على ضرورة الفصل بين السلطات الثلاث، أمانة الحزب ورئاسة الدولة ورئاسة الحكومة، ونجح خصوم الرئيس في إسناد رئاسة الحكومة لحيدر أبو بكر العطاس في فبراير 1985م، وأصر علي ناصر على الاحتفاظ بالأمانة العامة للحزب ورئاسة الدولة معا، ورفض مخطط خصومه في الفصل بينهما، وإزاء إصراره على ذلك، وخشية أن يؤدي التصلب في المواقف إلى انفجار الوضع، وافق عبدالفتاح إسماعيل وعلي عنتر على شروط علي ناصر مقابل تشكيل لجنة مركزية ومكتب سياسي على نحو يكرس جماعية القيادة، وعلى هذا الأساس بدأت أعمال المؤتمر العام الثالث يوم 11 أكتوبر 1985م.

وبعد الانتهاء من أعمال المؤتمر، كان مفترضا أن تبدأ اجتماعات اللجنة المركزية والمكتب السياسي من أجل توزيع المسؤوليات على أعضاء المكتب السياسي وسكرتاريا اللجنة المركزية. وكان خصوم على ناصر قد خلصوا بعد المؤتمر إلى أن “الحصول على أغلبية كبيرة في اللجنة المركزية لإقصاء الرئيس علي ناصر أضحت أمرا مستبعدا في المدى المنظور، وأن من المهم التركيز على القضايا والاستعداد لخوض نضال شاق وطويل لإقناع من يمكن إقناعه من أعضاء اللجنة المركزية بسوء تصرفات علي ناصر وأحمد مساعد حسين ومحمد علي أحمد وأمثالهم. كما يجب اختراق الموانع التي حاول اصطناعها الرئيس علي ناصر محمد حول محافظة أبين في وجه الحزب وتبديد مخاوف أبناء هذه المحافظة وشدهم إلى صفوفهم وإقناعهم بأن مصائرهم  لا ترتبط بشخص بعينه”.

وكان مقررا أن تنعقد اللجنة المركزية للحزب في ديسمبر 1985م، ولكن هذه الدورة لم تنعقد، كما لم يجتمع المكتب السياسي الجديد للحزب، وترك المجال للأمين العام علي ناصر محمد لإجراء المشاورات. ولما لم تنعقد اللجنة المركزية في موعدها المقرر، فقد اقترح تحالف الطرف الأول ضد علي ناصر أن تنعقد في شهر يناير 1986م، وكان أن عقد أولا اجتماع للمكتب السياسي للحزب، كان هو الاجتماع الأول والأخير، في 9 يناير، وفي هذا الاجتماع لم يتم الاتفاق على توزيع المسؤوليات على سكرتاريا اللجنة المركزية، فقد أصرالرئيس السابق  ناصر على أن تظل المسؤوليات موزعة كما السابق قبل انعقاد المؤتمر العام الثالث، مسقطا من الحساب أن خصومه أصبحوا يتمتعون بأغلبية صوت واحد في المكتب السياسي وفي سكرتاريا اللجنة المركزية. فرغم هذه الأغلبية، فقد أصر على أن يستأثر أنصاره بالمسؤوليات الأساسية في الحزب، ولما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد أرجئ الاجتماع إلى الساعة العاشرة من صباح الاثنين الموافق 13 يناير 1986م(2).

الانفجار الكبير

ونقلا عن ما قاله الصحفي عبده سيف القصلي في صحيفة الناس  واعيد  نشر التقرير في موقع ( مدونة اليمن الجديد ) حيث  قال القصلي :"هناك معلومات  تفيد بأن علي ناصر محمد، الأمين العام للحزب الاشتراكي ورئيس مجلس الرئاسة، علم بأمر التخطيط للإطاحة به، من قبل ( الطرف الأول ) بعد أن وصلت إليه معلومات مساء الأحد 12 يناير 1986م، بأن الخطة تستهدف اغتياله والاستيلاء على السلطة.

كانت خطة مجموعة ( الطرف الأول ) تقضي بأن يقوم قاسم الزومحي بإطلاق النار على الأمين العام ورئيس هيئة الرئاسة علي ناصر محمد، أثناء قدومه بسيارة الرئاسة لحضور اجتماع المكتب السياسي المحدد له الساعة العاشرة من صباح الاثنين 13 يناير 1986م، من على هضبة مرتفعة تقع خارج مبنى اللجنة المركزية. وفي الوقت نفسه، تقوم مجموعة أخرى من أنصار ( الطرف الأول )  بتصفية حراس علي ناصر محمد داخل وخارج قاعة الاجتماع، ثم يبدأ التحرك للاستيلاء على المواقع المهمة وإعلان بيان نجاح الانقلاب من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

أبلغ علي ناصر محمد مؤيديه بعدم الحضور للاجتماع، واستقل سيارته وغادر العاصمة عدن إلى محافظة أبين، وفي الموعد المحدد للاجتماع حضر أعضاء المكتب السياسي من أنصار قادة المحاولة الانقلابية ولم يحضر الاجتماع أنصار علي ناصر. وكإجراء أمني، أرسل علي ناصر محمد سيارته المعروفة دون أن يكون هو فيها. وبحسب السيناريو المعد، وصلت سيارة الاختبار تتبعها سيارات أخرى تحمل حراس رئيس الدولة المسلحين الذين علموا بأمر المحاولة واستعدوا لها، واقترن وصولهم مع إطلاق نار كثيف داخل مبنى اللجنة المركزية قاعة المكتب السياسي، حيث أن كل فريق كان قد استعد للفريق الآخر ولم يفاجأ أحد بما جرى.(3)

(تابعونا في الأعداد القادمة حول احداث اليوم العاصف )

---------------------------------

هوامش /

1-( https://almoheet.net/) موقع المحيط

2-3-( https://ryy1234.wordpress.com/2013/01/15/ مدونة اليمن الجديد .