الكرة الذهبية.. رونالدو يدفع ثمن مغامرته غاليا

لم يتبق سوى ساعات معدودة على انطلاق حفل جوائز الكرة الذهبية لعام 2021، التي تنظمه مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية بالعاصمة باريس، اليوم الاثنين.

ويترقب عشاق كرة القدم ما ستسفر عنه نتائج التصويت على سباق اللاعب الأفضل في العالم هذا العام، وذلك بعدما حجبت المجلة جائزتها العام الماضي بشكل استثنائي بسبب جائحة فيروس كورونا.

وتشير التقارير إلى انحصار المنافسة بين الثلاثي ليونيل ميسي (باريس سان جيرمان)، كريم بنزيما (ريال مدريد) وروبرت ليفاندوفسكي (بايرن ميونخ).

ومن المحتمل تتويج ميسي بالكرة الذهبية للمرة السابعة في مسيرته، في ظل تعاطف المصوتين معه بعدما نال أخيرا لقبا دوليا مع منتخب الأرجنتين عقب تتويجه بطلا لكوبا أمريكا 2021.

وحال تأكد صحة التقارير، فإن البرغوث سيبتعد برقمه القياسي عن غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد، الذي حاز على الجائزة 5 مرات.

مغامرة غالية الثمن

 

في صيف 2018، قرر كريستيانو رونالدو إنهاء رحلته في ريال مدريد بعد 9 سنوات من النجاحات والإنجازات الاستثنائية، فضلا عن الأرقام القياسية والجوائز الفردية.

وقرر الدون خوض مغامرة جديدة في ملاعب الدوري الإيطالي بقميص يوفنتوس، ليدفع ثمنها غاليا في أشهره الأولى بمدينة تورينو، حيث خسر الكرة الذهبية لصالح زميله السابق لوكا مودريتش.

وجاء ذلك رغم نجاح كريستيانو رونالدو حينها في نيل لقب دوري الأبطال مع الفريق الملكي، فضلا عن تتويجه هدافا للبطولة في ذات الموسم.

واستفاد مودريتش من الآلة الإعلامية التي وجهت المصوتين نحو التصويت له، لا سيما بعد وصوله رفقة كرواتيا إلى نهائي كأس العالم 2018، متجاهلين ما فعله رونالدو في السنة ذاتها.

ومنذ ذلك الحين، لم يعد يهم ما يحققه رونالدو مع اليوفي أو منتخب البرتغال، لا سيما بعدما خسر الجائزة أيضا لصالح ميسي، رغم تتويجه بطلا لدوري الأمم الأوروبية والدوري الإيطالي في 2019.

وتجاهل المصوتون تتويج رونالدو بلقبه الدولي حينها، بخلاف ما فعله مع ميسي وبنزيما هذا العام، حيث من المتوقع أن يحصد الأخير أصواتا هائلة بسبب تتويجه مع منتخب فرنسا بذات البطولة التي نالها كريستيانو قبل عامين دون إعارتها أي اهتمام.

آلة إعلامية



وربط البعض هذا الأمر برحيل الأسطورة البرتغالي عن النادي الملكي، الذي وجه مؤخرا آلته الإعلامية نحو بنزيما، أملا في حصوله على الكرة الذهبية رغم عدم فوزه بلقب مهم، وهو ما أدى بالفعل لحصده أصواتا جعلته بين أفضل 3 متسابقين، حسبما أفادت التقارير.

وعاين كريستيانو رونالدو الأضرار، ليس بعدم فوزه بالجائزة فحسب، بل بخروجه كل عام من سباق المرشحين في وقت مبكر، مهما حقق من إنجازات.

فعلى سبيل المثال، شهد عام 2021 أهم إنجازات رونالدو الفردية على الإطلاق، وذلك بعدما نجح في أن يكون الهداف التاريخي لكرة القدم، الهداف التاريخي للمنتخبات الوطنية وكذلك الهداف التاريخي لليورو في ذات السنة.

بالإضافة إلى ذلك، فقد توج كريستيانو رونالدو هدافا للدوري الإيطالي قبل رحيله عن اليوفي، فضلا عن نيله لقب هداف يورو 2020 بقميص البرتغال.

ولم يتوقف صاحب الـ36 عاما عن التألق بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد، الذي سجل معه في كافة مبارياته بدوري أبطال أوروبا حتى الآن، بخلاف غريمه ميسي، الذي يعاني بشدة منذ 3 أشهر مع فريقه الجديد عقب رحيله عن برشلونة.

ويتأكد بذلك مدى حاجة اللاعبين للآلة الإعلامية التي توجه المصوتين مبكرا نحو هذا أو ذاك، حتى يتسنى لهم الاستفادة مما حققوه طيلة العام، وإلا سيذهب ما فعلوه سُدى في نهاية المطاف كما يحدث مؤخرا مع كريستيانو رونالدو.