آخر تحديث :الخميس-14 نوفمبر 2024-01:05م
أخبار وتقارير

مركز الأطراف الاصطناعية بعدن...بين ضرورة العلاج الطبيعي والصناعي وتحديات الواقع

الخميس - 18 نوفمبر 2021 - 10:39 م بتوقيت عدن
مركز الأطراف الاصطناعية بعدن...بين ضرورة العلاج الطبيعي والصناعي وتحديات الواقع
عدن ( عدن الغد ) تقرير/ هشام الحاج:

استهلال :

دائماً مايكون المدنيين المتضرر الأكبر من إندلاع الحروب والصراعات في أي بلد، كما أن الحروب تتسبب بأضرار كبيرة مادية وبشرية، وتعرض حياة المدنيين للخطر.

ومن بين الأضرار الفردية الخطيرة التي تسببها الحروب، هي الإصابات التي تحدث لدى الأفراد، مودية بهم إلى إعاقة مستديمة، ومانعة إياهم من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، بل وفقدان مصدر رزقهم غالباً.

مدينة “عدن” هي إحدى المدن اليمنية التي دارت الحرب فيها بين الحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية، وتلك الحرب أدت الى العديد من الإصابات بين المدنيين، وتلك الإصابات تنوعت بين تشوهات في الجسد أو فقدان عضو من الأعضاء.

واستجابة لهذه الحالة الإنسانية المتأزمة، برز الدور الكبير لمركز عدن للأطراف الصناعية وإعادة التأهيل، والمدعوم من قبل منظمة الهاندي كاب ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة اليونيسيف، الذي يقوم بخدمة مئات المصابين مجاناً ليخفف عنهم أعباء وتكاليف السفر ونفقات العلاج المرتفعة.

 المركز في سطور:

يعتبر مركز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي بعدن من أهم المرافق الصحية والحيوية، وذلك لما يقدمه المركز من خدمات حقيقية ومميزة لجميع المرضى والمصابين الذين فقدوا أو بترت بعض أطرافهم من جراء الحرب، ويعتبر أيضا أمل لكل المعاقين وجرحى الحرب في بلادنا، ويتمحور عمله في صناعة الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي.

ويستقبل المركز اكثر من (1000) شخص من المصابين وذوي الاحتياجات الخاصة وجرحى الجبهات في الساحل الغربي، شهرياً لتلقي العلاج وخدماته المختلفة، المجانية وبرسوم رمزية لذوي الإعاقة.

وأفتتح مركز الأطراف الصناعية في إبريل من العام 2000م بموجب اتفاقية مبرمة بين الشركاء الثلاثة: وزارة الصحة العامة والسكان ـ وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ـ والمنظمة البلجيكية (هاندي كاب) للمعاقين "الداعم الرئيسي للمركز في حينها، وأثناء عمل المنظمة في الورشة قامت بتأهيل الكوادر المحلية وتدريبها عن طريق خبراء دوليين لمدة (4) سنوات.

احتياجات المركز:

وبعد خروج المنظمة البلجيكية "الداعم للمركز لم تعتمد له ميزانية من وزارة الصحة والسكان كما هو حال مركزي صنعاء وتعز، بل تم إسناده إلى جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة بقرار من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في 11/12/2005م ـ وبقرار محافظ عدن في تاريخ 1/1/2006م، ومن يومها ظل المركز محروماً من عدة مزايا سوف نستعرضها في هذا التقرير.

ولابد من اعتماد موازنة تشغيلية للمركز تلبي احتياجاته مع ازدياد عدد المرضى المستفيدين الذي وصل عددهم خلال العام ٢٠٢٠م الى (١٠) ألف معاق وجريح ومواطن، وبهذا المركز يواجه أعباء كبيرة في ضل موازنة تشغيلية لا تواكب التطورات والتحسينات التي قامت بها إدارة المركز ممثلة بالاستاذ عبدالله القيسي مدير عام مركز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي بعدن.

 جهود إنسانية:

المركز يقدم يبذل جهوداً إنسانية كبيرة ويقدم خدماته لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والمشوهين خلقيا والجنود وللمصابين بكسور العظام والشلل النصفي وإلى اليوم ومنذ (٢١) عاماً والعاملين فيه يقدمون خدمات إنسانية عظيمة ورعاية طبية شاملة تجاه الجرحى والمصابين والوافدين للمركز من معاقين وجرحى ومواطنين تجعلنا نخلع لهم القبعات وتنحني لهم الهامات تقديراً وعرفانا لجهودهم.

حيث بلغ إجمالي عدد المستفيدين من الأطراف الصناعية أكثر من (1000) طرف.

بلغ إجمالي عدد المستفيدين من الأجهزة الساندة (٢٥٣) جهاز.

بلغ إجمالي عدد المستفيدين من جلسات العلاج الطبيعي أكثر من (١٦٦٦٥) جلسة .

بلغ عدد المستفيدين من جهاز دنيس براون "القدم الحنفاء" أكثر من (٢٣٠) طفل.

وتشمل هذه الإحصائيات العام الماضي 2020م والعام الحالي 2021م .

ضرورة توسعة المركز:

كان مدير عام مركز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي بالعاصمة عدن الأستاذ عبدالله محمد القيسي، قد ناشد معالي رئيس الوزراء ووزير الصحة بضرورة توسعة مبنى المركز الحالي بمديرية المنصورة بالعاصمة عدن ،حتى يستوعب الضغط الحاصل عليه، خصوصاً بعد تزايد الحالات جراء استمرار الحرب.. كما ناشد بضرورة دعم المركز لشراء أدوات تصنيع الأطراف الصناعية التي يوشك مجمع إهلاكها على الإنتهاء .

المركز حالياً توسعت خدماته وزادت الحالات الطارئة خصوصاً وأن المركز أصبح يستقبل أيضا جرحى الحرب في الساحل الغربي وجبهات القتال في البيضاء، وهذا ما يسبب ضغط كبير على المركز الذي أصبح بحاجة إلى المزيد من الأيدي العاملة، كما يحتاج المركز إلى دعمه بالمشتقات النفطية لتشغيل المولدات الكهربائية باستمرار نتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث يعتبر المركز الحكومي الوحيد الذي يقدم خدماته بمبالغ زهيدة للجرحى والمصابين والمعاقين.

دعم المنظمات الدولية:

الدعم المقدم للمركز دعم محدود ولا يفي بمتطلبات المركز خصوصا أن دعم المنظمات الدولية محدود جدا –حد وصف القيسي_ووصفه للمعاناة قائلا: أن المركز يعاني من ضغط حقيقي بعد إستقباله جرحى الحرب من الساحل الغربي الأمر الذي ضاعف من مهام المركز الذي ظل و لا زال يعاني من غياب الدعم اللازم والامكانيات لإدارة المركز كإدارة عامة ولم يستلم أي دعم مالي حتى يومنا هذا . 

جهود الصليب الأحمر الدولي:

لقد قدمت منظمة الصليب الأحمر الدولي للمركز خلال العام ٢٠٢٠م الكثير من الدعم أبرزها: توفير بعض المواد الخام التي تدخل ضمن صناعة الأطراف الصناعية والأجهزة الساندة ولكن بكميات لا تتناسب مع احتياجات المركز وحجم العمل بسبب الازدياد المستمر لعدد المرض والجرحى، كما قامت بتوفير (٦٠٠) لتر ديزل شهرياً مما ساهمت في مواجهة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، ويستمر ايضا الصليب الأحمر الدولي بصرف الحوافز المالية شهريا لبقية الموظفين الغير داخلين ضمن برنامج العمل الخاص بمركز الملك سلمان والذي تنفذه منظمة الأمين.

قام المركز بإيفاد خمسة من الفنيين إلى دولة الهند لتدريبهم وتأهيلهم في تطوير مهارات صناعة الأطراف الصناعية بما يلبي التطور التكنولوجي الحديث لصناعة الأطراف الصناعية.

جهود منظمة اليونيسيف:

قدمت منظمة اليونيسيف (560) طرف. صناعي حديث للأطفال للمراحل السبع والتي بدأت في العام 2018م كما قدمت دعم بآلات تصوير وأجهزة تكييف وكمبيوترات وثلاجات مكتبية، وبرادات ماء إضافة إلى كراسي مكتبية.

جهود مركز الملك سلمان:

قدم مركز الملك سلمان جهود كبيرة ودعم سخي للمركز عبر مرحلتين وذلك عبر رفد مركز الأطراف الصناعية بعدد (٦٠٠) طرف صناعي مصنوعة من مواد عالية الجودة وإعادة صناعة وتجديد (٦٠٠) طرف صيانه وعبرت إدارة المركز عن أملها بمواصلة الأشقاء السعوديين دعمهم للمركز وتوسيعه وإعادة تأهيله بعد أن أصبح هذا المركز يتحمل فوق طاقته الإستيعابية.

إضافة إلى قيام "سلمان الإنسانية" بتأهيل وتدريب الكوادر الفنية عدد (١٣) فنيا بأسلوب فني وعلمي فائق مما أسهم ذلك في تقديم المركز لخدمات راقية.

 تزايد عدد الحالات:

تزايدت أعداد المصابين والحالات الطارئة التي بحاجة ماسة إلى تدخل المركز في تقديم خدماته لهم، خصوصاً حالات البتر من الأطفال، الذين يتعرضون للإصابة جراء الحرب.

ويقوم المركز باستقبال حالات البتر للأطفال سواء كانت من تعز وصنعاء أو من حضرموت والضالع وأبين ولحج، فقد استقبل المركز حالات بتر كثيرة خلال هذا الشهر، حيث بلغت في اليوم الواحد الى (36) حالة غير الحالات الطارئة والاستثنائية التي قد تصل إلى (45) حالة.

 إنجازات ونجاحات:

لقد كان العام ٢٠٢٠م عاما حافل بالعطاء حيث استطاع موظفي وإدارة المركز تقديم أفضلية الخدمات التي يقدمها المركز حيث بلغ عدد المرضى المستفيدين من جلسات العلاج الطبيعي حوالي (١٦٦٦٥) جلسة علاجية، وحقق المركز نقلة نوعية وتوسعت أعمال المركز وخلقت شراكات تعاون مع العديد من المنظمات الدولية.

حققت إدارة المركز نجاحات باهرة خلال العام ٢٠٢٠م رغم التحديات والصعوبات التي تواجه سير عملها ومن أبرز تلك النجاحات ترفيع المركز إلى إدارة عامة والموافقة على نقل الصلاحيات والأمتيازات التي كانت ممنوحة للمركز الرئيسي في صنعاء، وقد تم إسنادها الى وزارة الصحة.

الاستفادة من دعم المنظمات الدولية، حيث أسهم ذلك في تحسين وتطوير جميع الخدمات الفنية والعلاجية في جميع المجالات أبرزها مجال صناعة الأطراف الصناعية.

وصرف مرتبات جميع العاملين والمتعاقدين من يناير حتى ديسمبر ٢٠٢٠م إضافة إلى صرف الحوافز المالية المستحقة لهم وفقا لعملهم، والبالغ عددهم قرابة (٧٥) عامل وعاملة.

تقديم الدعم النفسي للجرحى:

يتواجد في المركز قسم متخصص بتقديم الخدمات الإنسانية والنفسية للجرحى والمرضى والمعاقين، كما يقدم خدمات علاجية طبيعية لجرحى الساحل الغربي.

وأفادت الدكتورة نجوى عبيد صالح الباحثة الاجتماعية والنفسية بالمركز بأنهم يقدمون خدمات إنسانية ونفسية وذلك من خلال دراسة حالتهم وظروفهم الاجتماعية، حيث يتم اعفائهم من بعض رسوم الخدمات التي يقدمها المركز.

وأضافت بأن المركز يقدم أيضا الدعم النفسي للجرحى والمرضى والمعاقين، وبسبب تزايد أعداد الحالات الناجمة عن إستمرار الحرب ، والتي وصلت إلى أكثر من (300) حالة جديدة، يستقبلها المركز بشكل دوري، إضافة إلى الحالات السابقة والمقيدة لدى المركز.

ونوهت إلى أنه بسبب إستمرار الحرب ونتيجة لسوء التغذية والظروف المعيشية الصعبة تزايدت أعداد الإصابات بالشلل الدماغي، والجلطات الدماغية، التي أصبح المركز يستقبلها باستمرار، مما يتطلب توسعة المركز وقسم الخدمات الإنسانية والنفسية.

رسائل شكر وتقدير:

ووجهت رسالة شكر وتقدير للدكتور معين عبدالملك معالي رئيس الوزراء ووزير المالية والددكتور قاسم محمد بحيبح معالي وزير الصحة على اهتمامهم ومتابعتهم للمركز وتوفير احتياجاتهم، كما قدمت رسالة شكر وتقدير للدكتورة نجوى فضل المدير التنفيذي لصندوق التأهيل ورعاية المعاقين نظير جهودها ودعمها المستمر للمركز.