آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:20م

ملفات وتحقيقات


تقرير سياسي في الصحيفة الورقية ليومنا هذا.. اليمن.. بين الرياض وطهران

الثلاثاء - 05 أكتوبر 2021 - 11:38 ص بتوقيت عدن

تقرير سياسي في الصحيفة الورقية ليومنا هذا.. اليمن.. بين الرياض وطهران

(عدن الغد) خاص:

تقرير يتناول المشاورات الجارية بين الرياض وطهران في بغداد وعلاقتها بالملف اليمني..

هل تنوي طهران التقرب من الرياض فعلا أم هي فرصة لدفعها نحو حرب استنزافية باليمن؟

ما علاقة الاتحاد الأوربي بهذه المشاورات وهل جاءت بمباركة عربية؟

هل تهدف المشاورات إلى تحقيق اتفاق أمن إقليمي تكون اليمن على رأس أولوياته؟

عودة إيران إلى الاتفاق النووي هل كان من أهم المطالب الأمريكية في المشاورات؟

فيما السعودية تؤكد مشاوراتها مع إيران.. هل اليمن على رأس المباحثات؟

(عدن الغد) متابعات:

أكد وزير الخارجية السعودي، يوم أمس الأول أن بلاده أجرت مشاورات مع إيران الشهر الماضي، في جولة رابعة استمراراً لمحادثات بدأت في ابريل الماضي.

وتقول المصادر إن الملف اليمني في أعلى أجندة المحادثات المستمرة بين الدولتين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل،  في الرياض.

وقال بن فرحان إن "الجولة الرابعة من المحادثات جرت في 21 سبتمبر".

وأضاف "هذه المناقشات لا تزال في المرحلة الاستكشافية ونأمل أن تضع الأساس لمعالجة القضايا بين الجانبين".

لم يكشف الأمير فيصل عن مكان الاجتماع أو مستوى التمثيل، في حين رحب بوريل بالمحادثات بين المملكة العربية السعودية وإيران.

لقاء بغداد

وقالت مصادر عراقية الشهر الماضي إن مسؤولين من البلدين التقوا مؤخرا في بغداد.

كما قال الأمير فيصل إن المملكة لديها "حوار قوي للغاية" مع الولايات المتحدة حول كيفية إيجاد مسار نحو وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع في اليمن.

وأضاف: "لدينا أولوية مشتركة لتحقيق هذين الهدفين. من وجهة نظرنا، يجب أن تكون الأولوية لإيجاد مسار لوقف إطلاق النار، والعائق الرئيسي أمام ذلك هو استمرار هجوم الحوثيين العسكري على مأرب وهجومهم العسكري المستمر على أهداف داخل المملكة أيضًا".

وأضاف بالنسبة لاقتراح وقف إطلاق النار المطروح هناك "مسار واضح" لرفع القيود المتبقية، لافتا إلى أن مطار صنعاء مفتوح لجميع الرحلات الإنسانية وميناء الحديدة مفتوح أمام الشحن التجاري.

قيود إجرائية

وقال الأمير فيصل: "القيود الموجودة هي إجرائية فقط، لذا لا توجد حجة حقيقية للقول إن هاتين المسألتين يجب أن تمنع الدخول في وقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي".

وتدعم إيران جماعة الحوثي المسلحة بالأسلحة المتقدمة مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، التي تستخدم في استهداف مناطق الحكومة اليمنية والأراضي السعودية.

وتأتي المشاورات الأخيرة نتيجة تبادل الرسائل بين السعودية وإيران بشأن تحقيق تقدم في المحادثات التي جرت في العاصمة العراقية بغداد بين الدولتين الجارتين، وهو ما مهد  إلى اتفاق بشأن أمن إقليمي جديد تكون اليمن على رأس أولوياته.

برز ذلك في كلمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال اجتماعات الجمعية العامة بالأمم المتحدة.

وقال الملك سلمان إن "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وكانت العلاقة بين الدولتين قد توقفت في 2016م بعد أن سحبت الرياض دبلوماسيتها من طهران، عقب هجوم على قنصليتها من متظاهرين محافظين يمثلون المرشد الأعلى في إيران. وجرت المشاورات الأولية- التي تحدث عنها الملك سلمان- بين ابريل ويونيو هذا العام, لكنها بقت على مستوى أجهزة مخابرات البلدين.

وقد التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بنظيره الإيراني أمير عبداللهيان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان من أبرز اللقاءات بين المسؤولين السياسيين للبلدين.

فرصة طهران بحرب طويلة المدى

وترى إيران، في اليمن فرصة لدفع السعودية نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، ولأجل ذلك تقدم الدعم العسكري والسياسي للحوثيين، وفقًا لدول عربية وغربية وخبراء من الأمم المتحدة. ولطالما نفت طهران هذه المزاعم، رغم وجود أدلة على عكس ذلك.

ويرى كبير الباحثين في معهد واشنطن والمستشار السابق لدى وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد بولوك، أن "هناك رغبة في أن تكون المحادثات المقبلة على مستوى وزارتي الخارجية، خاصة بعد اللقاء الذي تم بين وزيري الخارجية في بغداد على هامش مؤتمر بغداد، والاجتماع الذي تم في الأسبوع الماضي على هامش اجتماع الجمعية العامة في منزل السفير العراقي بنيويورك".

ويضيف بولوك في تصريحات صحفية: "الشرط الأساسي لدى السعودية، هو عودة إيران إلى التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، أما الشرط الثاني، والمهم جدا، يكمن في المليشيات الحوثية في اليمن التي تهدد الأمن في السعودية، بالاتفاق على وقف إطلاق النار أو على الأقل وقف الهجمات العابرة للحدود التي تستهدف المملكة".

من جهته مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في طهران، محمد صالح صدقيان، قال إن "إيران طرحت برنامجا من أربع نقاط من أجل إيقاف الحرب في اليمن، حيث تعتقد طهران أن الحوار اليمني-اليمني كفيل بحل مشكلة اليمن".

وقال صدقيان إن "الإيرانيين في جولات المباحثات الثلاث الماضية بين الرياض وطهران، أوضحوا أنهم لا يستطيعون التأثير على الحوثي، لكنهم يستطيعون أن يساهموا ويدفعوا إلى لقاء يمني- يمني".

يأتي ذلك في الوقت الذي يشن الحوثيون هجوماً للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط، رغم الأكلاف البشرية والمادية الهائلة منذ بدء العملية الأخيرة في فبراير/شباط الماضي.

ويرفض الحوثيون مبادرات أممية وسعودية بشأن وقف إطلاق النار في اليمن أملاً في تحقيق السيطرة على المحافظة لزيادة حظوظهم في أي مفاوضات متوقعة.

تصاعد الحرب

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس 2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.