آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:07م

من هنا وهناك


مراحل من تاريخ النضال الوطن للشهيد ربيش بن علي وهبان العليي

الجمعة - 03 سبتمبر 2021 - 09:02 م بتوقيت عدن

مراحل من تاريخ النضال الوطن للشهيد ربيش بن علي وهبان العليي

((عدن الغد)): بقلم/ د. لمياء الكندي

 

عندما يأتي الحديث عن مقام البطولة وهاماتها الوطنية فلابد ان يكون فاتحة الكلام عن علم من أعلام اليمن الجمهوري الواحد، وان نمضي في هذه المقالة لرصد جهود وإسهامات المقدم الشهيد " ربيش علي وهبان العليي"  وليد سبتمبر المجيد وعطيته السخية، وشهيد سبتمبر الثورة والمقاومة والجمهورية  أيضا.
ان الوقوف عند تاريخ ميلاد  الشيخ " ربيش العليي"، في سبتمبر 1962م وتاريخ استشهاده  في الثاني من سبتمبر 2020م يجعلنا نقف أمام  رمزية الميلاد، واستحقاق الشهادة.

وهو ما دعانا للوقوف عند محطات هامة من تاريخ هذا الميلاد والشهادة لترابطه بتاريخ اليمن الجمهوري، ومحاولة قطعان الإمامة ان تستعيد ذاتها الهالكة التي اثبت الأحرار من المقاومون لها، عبثية حركتهم طالما ولنا على هذه الأرض هاماتٍ ضاربة الجذور وسامقة الارتفاع تشكل حائط الصد العنيد أمامها.

ادرك الشهيد ربيش علي وهبان العليي منذ بداياته التي تمكن من خلالها ان يجسد عظمة المولد وحقيقة الانتماء ان الدور الذي اختطه لنفسه يحتم عليه المضي قدما في توطين واعتناق كل المبادئ الوطنية، وان يكون انعكاسا لضوء ثورته وجمهوريته، فكان ابن الوطن قبل ان يكون ابن القبيلة والحزب.

قليلون من ادركوا حجم العلاقة بين الوطن، والقبيلة، وبين الدولة والحزب، وبين واجب الدفاع والتضحية، والإسهام  لإرساء قيم العدالة والحرية والمواطنة العادلة، لقد كان للشهيد حضوره كابناً للوطن، وابناً للقبيلة، وممثلاً للحزب " التجمع اليمني للإصلاح"، بما يكون ذلك الانتماء فاعلا في خدمة هذه البلاد والدفاع عنها.

لم تكن فترة الاستقرار السياسي والاجتماعي التي عاشتها اليمن لعقود بمنأى عن ذلك الأثر الذي خلفه الشهيد الراحل، وهو يبذل جهوده في إرساء قواعد النظام والأمن الداخلي، وان يكون حاضرا فيها بما حمل من صفات القيادة التي أهلته ليكون قاعدة من قواعد هذا النظام.

ويتجلى ذلك من خلال إسهاماته في الدفاع المبكر عن الجمهورية وامنها، فيما عرف بأحداث المناطق الوسطى ، وما شكلته تلك الأحداث من محاولات للنيل من امن اليمن واستقراره.

كان الشهيد العليي ممن اسهموا في التصدي  لتلك الأحداث التدميرية، والانتصار للوطن فشارك في سنة 1979م فيما عرف بحرب "الجبهه"،  في المناطق الوسطى  في السده والنادرة وجبل حده والعود،  وريمة وعتمه 1981م، وجبل راس، ولعل ابرز إسهاماته الحاضرة في ذاكرة الوطن هي مشاركته الفاعلة ضمن اللواء " 20 ميكا"، في الدفاع عن الوحدة سنة 1994م، والتي نال بموجبها وسام الشجاعة من قبل الرئيس الرحل علي عبدالله صالح.
مكنت الأدوار النضالية للشهيد ربيش في ظل المؤسسة العسكرية، ان يكون له دوراً قيادياً ومسؤولية اجتماعية فاعله، تعاضدت من خلالها جهوده مع جهود الدولة لتثبيت الأمن والاستقرار، ومن هنا كانت مشاركته ضمن لجنة إصلاح ذات البين والقضاء على الثأر على مستوى الجمهورية، ولا يخفى علينا دوره في إيقاف العديد من الحروب القبلية كإسهامه في قضية الحرب بين قبيلة قيفة ومراد، وتهدئة ووقف الحرب بين الحيمة وبني مطر عام 2000م، والحرب بين قبيلة سفيان وخارف 2002م، والحرب القبيلة في ارحب 2010م، ووقف الحرب بين ارحب وبني الحارث 2005م، وغيرها.

كما شكلت مشاركته في الانتخابات النيابة عام 2002م والتي فاز فيها كنائبً عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، مواقف وأدوار الشهيد كممثل للشعب، اسهم من خلالها في مناقشة وإقرار العديد من المسائل المهمة، وكانت للأحداث التي فرضتها ما يسمى بالربيع العربي في اليمن وانحيازه إلى صف شباب الثورة اثرها في ان يمثل دور الوسيط والقائد الثوري أيضا فكان ضمن اللجنة التي تشكلت آن ذاك للتهدئة بين فرقاء السياسة فكان الشهيد عضوا في لجنة التهدئة والمبادرة السياسية اليمنية بين التنظيمات السياسية بداية أحداث 2011م، كما كان قائدا للثوار في المنطقة الغربية في محافظة صنعاء للمحافظة على الأمن وحماية الطريق الرابطة بين صنعاء والحديدة.

كما اسهم الشهيد ربيش من خلال ترأسه لجنة الحوار الوطني بمحافظة صنعاء في بلورة مشروع الدولة المدنية وصولا إلى المسودة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني.

شكل ظهور المليشيات الحوثية 2004م، وانقلابها على الدولة 2015م محورا مهما في حياة الشهيد ربيش ونضاله الوطني، فشارك ضمن لجنة وساطة " الحرب السادسة "، فقد مكنته المكانة الاجتماعية التي برز فيها كعضو في تحالف قبائل اليمن، إضافة إلى ترأسه تحالف قبائل المنطقة الغربية م/ صنعاء، في ان يكون له دوره الفاعل في العديد من القضايا وبالخص حروب الدولة إزاء حركة التمرد الحوثية.

ومع الانقلاب الحوثي ودخولهم صنعاء في الثاني والعشرين من سبتمبر 2015م  كان للشهيد المقاوم دوره الفاعل بالانخراط من موقعه كزعامة قبلية وواجه اجتماعية ونائباً في البرلمان  وقيادياً في الجيش الوطني، في موجة الرفض الوطنية للانقلاب الحوثي مسخرا جهوده وعلاقاته وخبراته في التجييش والحشد لمقاومة المليشيات الانقلابية فكان من القادة المؤسسين لنواة الجيش الوطني الذي تشكل عقب الانقلاب الحوثي فتكرست عقيدته الوطنية كمدافعاً عن مبادئ الثورة والجمهورية العادلة واستعادتها.
فقد تمكن الشهيد ربيش من خلق وتفعيل قاعدة المقاومة الوطنية عبر المؤسسة العسكرية والأمنية، ورجال القبائل المقاومين، الذين تصدا معهم لعدوان الانقلاب الحوثي وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، فكان من مؤسسي الجيش الوطني في اللواء 141 ومساهما في تأسيس اللواء 72 مشاة،  ليخوض برقتهم حرب استرداد للجمهورية، ممتثلا في موقعه القيادي كنائب رئيس مجلس مقاومة صنعاء، ونائب قائد إسناد المنطقة السابعة. 
من خلال هذا السرد التاريخي الموجز لهذه الهامة الوطنية العالية وإسهاماته الوطنية في صد التمدد الحوثي ومواجهته، نجد في الشيخ والقائد والنائب ربيش بن علي وهبان العليي ممثلا صادقا للثورة والجمهورية والدفاع عنها، فكان ضمن كوكبة من القادة الأحرار الذين تحملوا شرف مقاومة الكهنوت الامامي وأدواته الحوثية الناقمة، مدركا حجم المسؤولية التي تفرضها هذه المرحلة من النضال والإخلاص والتضحية، فكان الشهيد ربيش حافظا لعهد ثورته وميلاده،  باسلا في مقاومته، وشامخا في دفاعه، مضى في طريق كفاحه مختاراً بعد ان رفع شعار الجمهورية أو الموت، خيار النصر أو الشهادة، فكان رحمه الله شهيدا مقبلا غير مدبر وهو يواجه مليشيات القهر والغدر الحوثية في جبهات مارب الغربية  في الثاني من سبتمبر 2021م.

لتكون شهادته وتضحياته أوسمة شرف وعنفوان زاخرة في تاريخ حربنا الحاضرة ضد هذه الجماعة البائسة، التي لن تحصد غير الهزيمة في مسيرتها هذه، ولن نقبل حيالها غير النصر والنصر المبين.