في رحلة ، ميدانية الى قرية القفلة ، توجهت في صباح اليوم السبت في الثامن والعشرين من أغسطس 2021 م ، برفقة الاخ مصطفى سلمان ،والاخ عبدالباري المنصوب ، من أجل الاطلاع على أحوال هذه القرية ، وكانت الرحلة ممتعة جدا وقد رأينا امورا أسعدتنا وبعض الأمور سببت لنا الحزن .
اثار الحرب ......واضحة للعيان
بعد سنتين من تحرير قرية القفلة ، ماتزال آثار الحرب واضحة للعيان ، في تدمير المنازل ، والمساكن ، وآثار الخنادق والمتارس ، بالإضافة إلى بقايا الألغام ، ومخلفات الحرب ، التي تهدد حياة الناس ،وتجعل حياتهم صعبة للغاية.
مئات الأسر تسكن في هذه القرية بمختلف حاراتها ، وفروعها ، ويمرون بظروف صعبة ، مصادر الدخل ما تزال منقطعة أو منعدمة ، ومعظم مصادر الدخل ما زالت بحاجة إلى فترة من أجل العودة إلى الوضع الطبيعي في إطار برنامج التعافي .
المياه .... المعاناة مستمرة
يعاني السكان في هذه القرية من أزمة مياه خانقة ، سواءا في مياه الزراعة أو مياه اشرب أو مياه الاستخدام المنزلي ، ويحصلون على المياه من المناطق المجاورة بصعوبة بالغة .
رأينا طفلة ، تحدثنا معها فتحدثت ببراءة ، عبرت عن المعاناة التي يعانونها في نقل المياه ، وان المسافة التي يتم نقل المياه من خلالها طويلة وبعيدة جدا ، وان هناك صعوبة في الحصول على المياه ، مشيرة في هذا الصدد إلى أن أفضلهم حظا هم الذين يملكون خزانات ويقومون بجلب المياه عبر الوايتات .
تعدد في السكان .. وتماسك اجتماعي
يسكن في هذه القرية أسر وعائلات من قبائل متعددة ، يسود بينهم الانسجام والوئام ، ترفرف فيما بينهم رايات السلام والتعاون والتماسك والتضامن الاجتماعي ، كل أبناء القرية يسعون إلى فعل الخير ، ويقومون بواجب الأخوة مع بعضهم بعضا .
قصص انسانية ...رغم الوجع .... الروح الخيرية .. باقية
يسكن في هذه القرية عدد من الأسر النازحة يبلغ عددهم أكثر من سبعين أسرة نازحة ، كل الأهالي يهتمون بهم ، ويعتنون بهم ، ويشعرونهم كأنهم في بلادهم .
أحد النازحين ، يتحدث ، عن قيام رب البيت الذي نزح الى عنده ، بالتبرع له بقطعة أرض ، ثم تكفل ببناء مسكن لهذه الأسرة النازحة ، متحملا كل تكاليف البناء ، في صورة عطاء نادرة وفريدة .
ورب أسرة نازحة اخر ، احد الأهالي يتبرع له بقطعة أرض ، من أجل أن يشرع في بناء مسكنه الخاص .
ونازحون كثير وفقراء ومحتاجين يتحدثون عن قيام رجل خير من أبناء القرية باستهدافهم بسلات غذائية في رمضان كل عام .
صور كثيرة ، وقصص إنسانية ، كلها تشير إلى أن الروح الخيرية ما تزال في العروق سارية ، وفي الأرواح باقية .
شاكر المنتصر ، أحد الوافدين إلى هذه القرية ، دخل إلى هذه القرية قبل ثلاث سنوات ، وصرح بأنه لم يجد أذى أو جرح من أي شخص في هذه القرية ، وأبدى إعجابه الشديد بالأهالي وأنهم يتميزون بالخير والعطاء والجود والسخاء والتراحم والتضامن ، سواءا لابن القرية أو الوافد إليها أو عابر السبيل، باروع صور الأخوة والمحبة والمودة .
السلطات المحلية بالتنسيق مع منظمة مجتمعات عالمية ..تدخلات في مجال الغذاء
قياما بدورها الإنساني ، قامت السلطات المحلية في مديرية قعطبة ، بتوجيهات المدير العام العقيد احمد ناجي صالح المريسي ، بخطوات إنسانية في هذه القرية من اجل تحقيق التعافي الإنساني والاجتماعي والاقتصادي والصحي في هذه المنطقة ، بالتعاون مع منظمة مجتمعات عالمية ، حيث تم استهداف الأهالي في مشروع الأمن الغذائي لهذه المنظمة الدولية لمدة تسعة أشهر ، وحاليا بنفس المشروع يتم استهدافها لفترة أخرى من أجل مساعدة الناس وتحسين مستوى المعيشة .
يتحدث الأهالي عن مساهمة منظمة مجتمعات عالمية في تحسين مستوى حياتهم إلى الافضل ، وبالذات في هذه الفترة ، حيث تعاني المنطقة من آثار الحرب وساهمت المنظمة في التخفيف من الأزمة والحد من آثارها وقامت بتلبية احتياجات السكان الغذائية .
الجدير بالذكر أن قرية القفلة هي إحدى قرى عزلة بلاد اليوبي في مديرية قعطبة في محافظة الضالع.