آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

ملفات وتحقيقات


مؤتمر المثقفين في المكلا يثير جدلا واسعا في أوساط المجتمع اليمني حول توصيف المثقفين

الخميس - 05 أغسطس 2021 - 05:37 م بتوقيت عدن

مؤتمر المثقفين في المكلا يثير جدلا واسعا في أوساط المجتمع اليمني حول توصيف المثقفين

عدن (عدن الغد) خاص:

لم يكن مؤتمر المثقفين اليمنيين قد أنهى جلسات نقاشه بعد حتى آثار الأمر جدلا واسعا في الشارع اليمني، حول جزئية توصيف المثقفين في لمؤتمر الذي عقد برعاية مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، حول مسار الحرب والتطورات العامة في البلاد بمشاركة نحو 30 - 40 مثقفًا ومثقفة، اجتمعوا في مدينة المكلا عاصمة حضرموت، خلال الفترة 1 - 2 أغسطس/آب، ومشاركة ممثلين عن مكتب المبعوث الأممي، والاتحاد الأوروبي عبر تقنية الفيديو.

و خلال يومي انعقاده الأحد والاثنين بحث المؤتمر خطة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، ودور الجهات المسلحة في الحرب الحالية، اضافة الى مستقبل الدولة اليمنية والقضية الجنوبية، وعدد من القضايا.

- إعادة الاعتبار للسياسة والنقاش والثقافة

مدير مركز صنعاء للدراسات ماجد المذحجي وضح إن المؤتمر يعيد الاعتبار للسياسة والنقاش والثقافة كعامل في مستقبل اليمن، كما يوفر منصة للمثقفين والنشطاء القادمين من الأوساط الثقافية والسياسية الذين خفتت أصواتهم وقلّت منابرهم منذ اندلاع الحرب.

كما ولفت إلى  أن المؤتمر خطوة أولى باتجاه ترميم حضور النخبة اليمنية على حساب الأطراف المسلحة التي احتكرت المشهد في اليمن، كما أن المؤتمر هو نسخة تحضيرية ستعقبها لقاءات أوسع للمثقفين اليمنيين.

- خلق منصة للمثقفين 

 القائمون على المؤتمر بدورهم أوضحوا أنه يهدف إلى خلق منصة للمثقفين والمثقفات اليمنيين الذين خفتت أصواتهم، منذ بداية الحرب، ووضعهم في قلب النقاشات عن مستقبل بلادهم، والمسؤوليات المختلفة للأطراف السياسية الفاعلة.

ويؤكد المشاركون من الصحفييون والنشطاء السياسيين وصناع الرأي، أن المؤتمر اثار أسئلة صعبة حول مستقبل ومفاهيم ملتبسة، وقضايا متعلقة بشأن مستقبل اليمن الذي تمزقه الحرب للعام السابع على التوالي.


- توصيف فضفاض!

بالمقابل انتقد شريحة واسعة من أطياف المجتمع اليمني اطلاق اسم مؤتمر الثقافه اليمنيه كون التوصيف فضفاض بشكل كبير .
وبحسب اقوال مختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي جاء المؤتمر دون تعريف حقيقي عن ماهية الأمر، ناهيك عن كون المؤتمر للثقافه والمدعويين غالبيتهم  ناشطين وإعلاميين ما اعتبره الكثيرون تغييبا كلي لرموز الثقافه والادب في الساحه الوطنيه.

واثار أطلاق توصيف المثقفين على المؤتمر سخرية واسعه للنشطاء الذين أبدوا اعتقادهم أن المؤتمر الأول من نوعه في العالم على حد علمهم، متسائلين هل باتت الثقافة مهنة أو حرفة حتى ينظم لها مؤتمر.. وماهو معيار إختيار المشارك، وكيف يمكن فرز المثقف من غيره؟


إضاعة الجمالية باحتكار الحدث 

ويعترف رواد مواقع التواصل الاجتماعي بجمالية إقامة مؤتمر ينظر للثقافة بعين الاعتبار، لكن تضيع هذه الجمالية باحتكار الحدث، كون  أن التوصيف احتكاري خصوصا أن غالبية المدعوين ليس لهم رصيد في الفعل والتأثير الثقافي، ولايوجد تنوع لمختلف الأطياف إن كان هدفهم الخروج برؤية تقارب، كذلك غابت أسماء مفكرين وباحثين ومثقفين لهم مؤلفات ونقاشات ورؤى مهمة مثل الدكتور حمود العودي وغيره.

ويعتقد صحفيين يمنيين انه من الأدق لو تم استبدال توصيف المثقفين بالصحفيين كون إطلاق تسمية مؤتمر الصحفيين اليمنيين سيكون ادق في الوصف من المثقفين .

ومن جهتهم انتقد سياسيون يمنييون اختزال المشاركة في المؤتمر لأعضاء الحزب الاشتراكي واصحاب التيار اليساري، وعدم حدوث تنوع من مختلف الطيف السياسي والاجتماعي كي تكون المخرجات أفضل.

-من هم المثقفون ؟
-‏
واعتبر  ادباء وناشطون أنه في  كل الأحوال لا يمكن إقامة عمل تحت هذا الإسم بالذات لأنه سيكون ناقصاً. وتسائلوا من هم المثقفون؟ وما هو المعيار في تصنيفهم ومن يصنفهم؟ 
لافتين إلى أن هذه المشاريع الفضفاضة كغيرها من المشاريع عبارة عن ثقب أسود لابتلاع أموال المانحين وتبرير هدرها لا غير.

ويرى الكاتب احمد الاغبري ان الموضوع ليس بالقدر الذي نعتبره تجديدا أو ابتكارا أو تناولا وتحقيقا للمهم والأهم كجديد على الساحة، بل إن الموضوع تمويل واشتغال على الحرب كقضيةنقاش مدني مدعومة التمويل على صعيدي النساء أو الشباب . أما الاسم فلم يصل العالم لتعريف للانتلجنسيا أو ما يعرف بالمثقف لكنه يقصد (المركز) أجاد استخدامه وتوظيفه.


- نشاط جميل 

في الجانب الآخر كان هناك رأي  لرئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن مصطفى نصر  والذي قال في تدوينة له على موقع"تويتر" نشاط جميل أن ينعقد  مؤتمر المثقفين اليمنيين في المكلا، صحيح أن الاسم يحمل دلالة أنه يخص كل المثقفين اليمنيين مع ما يثيره مصطلح كهذا من إشكالية في عموميته إلا أن فعالية من هذا النوع خطوة مهمة في ظل عسكرة الحياة في اليمن.

واعتبر نصر الحفاظ على حرية الفضاء المدني والحريات العامة وحرية التعبير مسئولية الجميع.

ولم يفوت نصر الفرصة في شكر  الاصدقاء في مركز صنعاء؛ فارع المسلمي وماجد المذحجي وكافة فريق المركز ، كما وأبدى اللتقدير لكل منظمات المجتمع المدني التي تعمل على إبقاء رمق للحياة المدنية في ظل التحديات الراهنة.


مفهوم الثقافة ومفهوم المثقف

عن مؤتمر المثقفين اليمنيين يرى الكاتب مصطفى ناجي أنه من الجيد جداً الاهتمام والرعاية ولم شتات المشتغلين بالفن والثقافة في اليمن فهم الطرف الأكثر يتماً وربما اختفى صوتهم امام صوت البندقية ورائحة البارود في هذه المرحلة، على أن تُحتَرم خياراتهم الخاصة ومواقفهم ولا تكون الرعاية نافذة لتضخم الذات والافراط في الادعاء والتوقف عن الاشتغال الجاد (كيف يمكن الحديث عن مثقف لم يبدأ مشواره الثقافي المعرفي ولم ينتج شيئا ملموساً في بعض الاحيان) أو محاولة اخصاء وتدجين.

ويوضح ناجي: "مفهوم الثقافة ومفهوم المثقف اشكاليان الى حد كبير ويصعب على أحد ان يدعي لنفسه صفة المثقف. فهو التوصيف العام المتداول لتندرج تحته توصيفات تقنية أكثر وضوحاً. فنان ، رسام، مسرحي، كاتب، روائي، أكاديمي لذا لا معنى لمؤتمر لمثقفين. على الاقل لا يستسيغ المتلقي العربي هذه التسمية بينما تبدو أقل تشدقا في اللغات الاخرى. واذا كان لا بد من تسمية لمولد ثقافي معين يبنغي ان تكون التسمية ادق وليس كسلا ترجميا او كسلا في البحث عن دلالات تقنية"

ويستطرد ناجي: "لا يخلو منشط من المناشط في يمن اليوم من التهم والتهم المضادة ومن الاستقطابات الحادة واللمز والهمز. 
نحن في بيئة مفسدة فاسدة وكل المشاريع الصحفية والثقافية والمعرفية تفقد القها بعد فترة وجيزة وتفقد ايضا مهنيتها ونكهتها وتتضح ايضا نزوة عابرة او محاولة استحواذ على الفضاء العام." 

ويتابع: "ما زلت اراهن على حسن نوايا الاصدقاء في مركز صنعاء ولا ازكيهم. ولدي قناعة ان مشاريع اللحظة لا تخرج عن الخطوط العامة التي يتحرك فيها الجميع وليست نابعة من بيئة مستقرة بالتالي فهي تتعثر بالرمال المتحركة، وبعد التحفظ على الاسم مع جهلي بأهداف الملتقى، انا سعيد ان ثم ملتقى جمع شباب وشابات من مختلف محافظات اليمن وفي حضرموت.

 وتمنى ناجي:" ان تحذو المنظمات العاملة في قطاعات اخرى حذو مركز صنعاء وان تجعل من حضرموت منصة محلية لجمع اليمنيين وتسيير انشطتها وتوسيع رقعة المشاركة واتمنى ايضا على مكتب المبعوث الاممي وعلى مكاتب الامم المتحدة المعنية باليمن الانتقال الى حضرموت مؤقتا" 

واختتم ناجي حديثه بالتأكيد على ان موضوع الثقافة أكبر من البت فيه ومن تزكية ممثليه وهذا شأن كل زمان.

 

توصيف للمؤتمر بشكل عام 

وبدوره كان  للناشط شاهر ثابت رأي شخصي حيث يعتبر أن 
إطلاق صفة المثقفين على المشاركين في المؤتمر هو ليس توصيف للمشاركين فقط بقدر ما هو توصيف للمؤتمر بشكل عام أو لكيان يدعو جميع المثقفين للإصطفاف حوله ودراسة الإشكاليات التي حالت دون وقوف المثقف في المكان الذي يفترض أن يكون به وحالت دون توصيل الرسالة التي تقع على عاتق المثقف أمام مجتمعه ، والمثقف بالأول والأخير هو حامل رسالة فإذا لم تصل رسالته للناس فلا معنى لثقافته ، ومؤتمر المثقفين اليمنيين خطوة جيدة وجديرة بالإحترام في مسار توحيد الصفوف وتكثيف الجهود لتحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح في مهماتهم والعمل معاً كمؤسسة تستثمر جهود أعضاءها الفردية. 
ويستطرد ثابت:" بغض النظر عن هل كان منظمي المؤتمر جديرون بلقب المثقفين أو لا ؟! ، لأنه غالباً ما تكون مثل هذه الأحكام صادرة من تحيزاتنا السياسية او الثقافية -أو حتى علاقاتنا الشخصية - وغيرها ،   وبغض النظر عن تغيب أشخاص عن المؤتمر هم أكثر وأرفع ثقافةً من الحاضرين لأن هذه هي طبيعة البدايات وللمبادرين شرف المبادرة ، وكما هو معروف لدى الجميع -بمن فيهم من إنتقدوا إنعقاد المؤتمر للتسمية أو لقائمة المشاركين أو غيرها - نحن نعاني من أزمة ثقافية بكل ما تعنيه الكلمة - بالإضافة الى سلسلة الأزمات اللانهائية ، وهو ما تجلى في حالة التشظي التي تعيشها نخبة المثقفين والتي ظهرت في الآونة الأخيرة على شكل مهاترات ومناوشات سخيفة داخل صفوف نخبة المثقفين أنفسهم ، أسفرت بدورها الى الزج بهم في هامش المشهد الذي يخوضه الشعب اليمني كما مكنت من عملية إقصاء المثقف -بشكل عام - عن المشاركة في حياة المجتمع ، وساد المشهد نخب من نوع معين على مستوى كافة المكونات السياسية داخل البلد ، لسنا في صدد تفاصيلها.

ويضيف:كل ما أريد قوله هو أننا واقعون في أزمة ولن يكون الخروج منها بالوقوف على قبر البردوني أو سرير المقالح في إنتضار إرشاداتهم أو عقد مؤتمر المثقفين ، ليس لشيء سوى أنهم أجدر من أي شخص آخر بلقب المثقف ، بل إن مؤتمر المثقفين اليمنيين المنعقد خلال هذا الأسبوع هو خطوة جيدة في الطريق السليم للخروج من تلك الأزمة اذا نجح فعلا في إرساء كيان بأدبيات ولوائح وخطط عمل وبرامج تنفيذية مستوعباً في ذلك أكبر قدر ممكن من شريحة المثقفين وخلق طاقة متحررة من كافة الإرتباطات السياسية المحلية والإقليمية بحيث تكون قادرة على الفعل والعمل وفقاً لما تقتضيه مصلحة المجتمع لا مصالح الإرتباط