وماهوا السر الذي جعل سالمين يتواضع ويتخضع ويبوس يد العم سالم بن هادي الحنشي في كل لقاء ..وهو في لحظة كبرياء وتعالي ..تعالوا احكي لكم تلك القصة المدهشة والتي لاتخطر على البال ..فهاكموها كما يلي…
في منتصف الخمسينات من ماضي السنين العابرات ..اجتمعا كلا من الأخوين الرئيس الراحل سالم ربيع علي والعم سالم بن هادي الحنشي، وكانا يعملان لأحد المنشاءات البريطانية العم سالم حارس وربيع كراني اداري.
وبقيادة هامفري فلين ..ولاتسألوني عن اسم جده وابوه ..كان الانجليزي عنده كلب مدلل يتركه احيانا عند العم سالم وكان إذا ولغ في وعاء سالم اعطاه بالعصاء ..وكان سالمين يحذره بعدم التمادي في ضرب الكلب فإذا ما عرف الانجليزي بذلك سيتعرض سالم للعقاب والتوبيخ وربما الطرد من العمل.
فرق الزمان بين الرفاق ابن هادي وبن ربيع… ربيع اختار النضال منطلق من جبال يافع ..عر وكذا سباح وسناح والسيلة البيضاء والعم سالم بن هادي اختار الوطن حراثة الارض والارض ياسلمى .
وهر آلب والزبيدي غلب واشعاب سمعان قالت انا الوطن والحلالي ثار شعب الجنوب ضد الاستعمار البريطاني وشعب الجنوب هيا هيا هيا ناضل لتتحرر ثم تحرر الجنوب.
وتقلد فيما بعد سالم ربيع علي لرئاسة مجلس الرئاسة ولم ينسى رفيقة سالم بن هادي ..وذات يوما من عام 1974 ...افتتح سالمين مشورع مياه صرة النخعين ..وسأل عن سالم بن هادي فأحضروه وتعانق الصديقين عناقا حارا ولحلاوة اللقاء ذرفت الدموع وتهدجت النفوس، فقال الرئيس سالمين لسالم بن هادي أي خدمة لك يابن هادي ..فأخذه جانبا وقاله لي خدمة واحده فقال له ابشر ..قال العم سالم كلما سنحت لك الفرصة بزيارة المنطقة الوسطى سل عني وسلم علي ..وسلم ولو حتى بكف الإشارة،يامن على قلبي وليت الامارة، ثم خذني جانبا وتظاهر انك تشاورني وان الأمر مهم وسري لتشعرني بأهميتي امام اصحابي ..فضحك سالمين حتى ظهرت نواجذه الجميلة ...وبن سالمين بعهده وكلما زار المنطقة سأل وبلهجة اهلنا اهل ابين الرائعة فين سالم بن هادي ..وكانوا يأتون به ويصافحه والعم سالم رافع رأسه متزينا بعمامته ابو نجمة ويتظاهر بعد المبالاة ثم يأخذه سالمين جانبا ..لتبدا فصول المسرحية الدارماتيكية وهكذا دواليك .
وفي أواخر الثمانينات وفي العيد الاضحى جمعتني الايام بالعم سالم بن هادي وسألته بحضور الشيخ فضل علي حيدرة الطريقي والشيخ محمد فضل مقبل ابن القاضي والشيخ محمد حسن باخرش فقلت ماهوا السر ياعمي في ذلك فقال العم سالم وبلهجته البدوية الرائعة رعها جحبوب كنت اتظاهر ان معي مهرا مهم لسالمين وحينما روح يمسون اهل السواد وزه قال وزه استالهم ان معي اسرار وفازعين من الاختطافات وانا كنت اشتي من تلك المسرحية سلم ارضي من التأميمات.
ومن شعار الرفاق الذي يقول… سلم سلم يأقطاع هذه ارضا للجياع رحم الله الاخوين سالم بن هادي وسالم ربيع علي وقل للزمان ارجع.
