آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

حوارات


مدير عام الصحة بالحديدة.. إمكانياتنا "شحيحة" لمواجهة كورونا وينقصنا المختبرات المتخصصة ونعاني من غياب "الوعي"

الثلاثاء - 08 يونيو 2021 - 05:30 م بتوقيت عدن

مدير عام الصحة بالحديدة.. إمكانياتنا "شحيحة" لمواجهة كورونا وينقصنا المختبرات المتخصصة ونعاني من غياب "الوعي"

الحديدة(عدن الغد) خاص:

بين تكتم شبه كامل من قبل المصابين واهاليهم وغياب تام للمستشفيات المؤهلة والمجهزة لاستقبال جائحة بحجم "كورونا" وإمكانيات محدودة في مركز العزل الوحيد في المديريات المحررة بمحافظة الحديدة والواقع في منطقة الوعرة التابعة إداريا لمديرية الخوخة، تشير الإحصائيات عن ارتفاع عدد حالات الإصابات بالفيروس التي بلغت ذروتها خلال الثلاثة الأشهر الماضية، في ظل غياب الوعي المجتمعي التي تكاد تنعدم  فيه الاحترازات الوقائية من الجائحة التي راح ضحيتها ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم .

والمعرفة تفاصيل كل ما يتعلق بجائحة كورونا وحالات الاصابة بال COVID-19   ومركز عزل الوعرة بمدينة الخوخة ودور مكتب الصحة أكد مدير عام الصحة بمحافظة الحديدة، الدكتور على الأهدل، في هذا الحوار الخاص: 

الخطوات الأولى في الاستعداد لمواجهة جائحة كورونا:

عن دور مكتب الصحة بالمحافظة في مواجهة الجائحة العالمية كورونا ، كشف الدكتور الأهدل، عن تعامل المكتب بجدية قصوى بعد انتشار مرض الكورونا COVID-19 حيث غُقد اجتماع رسمي برئاسة محافظ المحافظة الدكتور الحسن طاهر  وبحضور مكتب الصحة العامة والسلطة المحلية ومكتب الصحة في مديرية الخوخة،  لاختيار مكان لمركز للعزل ،  كون المنطقة تعاني من عدم وجود مستشفى وقلة عدد المرافق الصحية في الخوخة  وأقر الأجتماع تخصيص الوحدة الصحية بالوعرة لتكون مركزا لعزل الحالات، وهو عبارة عن مرفق صغير مكون من غرفتين ومخزن صغير ومحاط بسور يقع في اطراف المدينة في منطقة الوعرة. 

بدأنا العمل بإمكانيات محدودة قبل اعتماد المركز من وزارة الصحة:

اما عن بدء مباشرة العمل في المركز أوضح المدير الأهدل، بدء العمل في مركز العزل منذ شهر يونيو 2020م  بعدد محدود من الكوادر الصحية وعلى اساس انه سيتم البدء باعتماد موازنة له ، وتجهيزه وتوفير الأدوية والاحتياجات اللازمة لتشغيله و توفير اجور الكادر الصحي  بداية من تاريخ افتتاحه والعمل فيه، بعد أن تم تجهيزه وعمل الاصلاحات له من قبل المنظمات المتدخلة في شهر يوينو 2020م واستمرت اعمال الاصلاحات  والعمل على ترميمات للمبنى واضيفت اربع كونتيرات ومولدين ومنظومة طاقة شمسية واضيفت اربع كونتيرات  كتوسعة للمبنى وتم تزويده بالأدوية ولم تكتمل عملية التجهيز الا في شهر اكتوبر 2020م، بعد ان توفرت اجهزة التنفس الصناعي واجهزة المراقبة للمريض وغيرها من التجهيزات موضحا انه بالرغم من بدء العمل في المركز منذ شهر يونيو  2020م، إلا ان المركز لم يعتمد من قبل وزارة الصحة، ولم تصرف له الموازنة التشغيلية من قبل منظمة الصحة العالمية المشغلة  ولم يعتمد اجور الكادر المشغل الا منذ شهر اكتوبر 2020م، ورغم ذلك مازلنا حتى اليوم نطالب باعتماد الوقود لتشغيل مولدات المركز الا انه وكما هو الامر في  عدد من مراكز العزل الطرفية لم تعتمد له حصة من الوقود.

منظمة الصحة العالمية هي من تحدد نوعية الأدوية:

وفيما يتعلق باحتياجات المركز من أدوية وأدوات الوقاية قال الأهدل أن المركز يتسلم دفعات المواد والتجهيزات والالبسة الوقائية والأدوية الاساسية بعد ان يتم تحديد نوعيتها من قبل منظمة الصحة العالمية  والمنظمات المعنية بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة، وتوزع من خلال دفعات يستلمها المركز من بين فترة واخرى تحددها المنظمة بشكل مركزي وتوزعها بشكل موحد لكل مراكز العزل، ويتم توفير قيمة تعبئة الاكسجين  من قبل منظمة الصحة العالمية، ونحن في مكتب الصحة نقوم بتوفير اجور النقل لتعبئة اسطوانات الاكسجين والتي اصبحت تتكرر كل خمسة ايام نظرا لزيادة عدد الحالات المصابة والواردة الى مركز العزل . 

يدير المركز كوادر طبية مؤهلة: 

وأكد الأهدل أن مركز العزل يديره كوادر مؤهلة واختصاصية في التخدير والتنفس الصناعي اضافة الى الكوادر التي تم تأهيلها من خلال عدة دورات أقامتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية. 

يفتقر المركز إلى جهاز فحص  PCR وأدوية الحالات الحرجة: 

وعن ابرز المعوقات التي تواجههم في المركز  أوضح الأهدل ان مركز العزل يواجه الكثير من المعوقات ومن أبرزها  عدم توفر التجهيزات الأساسية واللازمة وخاصة فيما يتعلق بالفحوصات، لا يتوفر  مختبر كون المركز لا يقع ضمن اطار مستشفى او مرفق صحي متكامل الخدمة، ويقتصر الحال في المركز وبقية  مكاتب الصحة في جميع المديريات المحررة على  الفحص الاولي ( السريع ) للكورونا  الذي يمكن تسجيل الحالات من خلاله كحالات مشتبهة تحتاج الى فحص تأكيدي بجهاز البي سي أر  PCR، وهذا الجهاز  لم يصرف بعد  للمحافظة رغم المطالبات المستمرة لدى الوزارة لتوفير الجهاز والمكان الملائم لتشغيله، وهو ما يضطرنا لإرسال الفحوصات للحالات المصابة  بفيروس الكورونا الى المخا او الى العاصمة المؤقتة عدن، ويتحمل مكتب الصحة تكاليف الارسال للفحص واستلام النتيجة بالتعاون مع الجهات الداعمة، وكون المركز غير مكتمل بكافة التجهيزات وهو ما يجعلنا نعمل على نقل كل الحالات المصابة بالكورونا الشديدة التي تحتاج الى العناية وتوفير الاكسجين ، بكمية كبيرة ،الى مراكز عزل أخرى خارج المحافظة، ومن خلالكم نناشد الوزارة وكافة المنظمات المختصة التي سبق وطالبناهم  بتوفير الامكانيات التي تحسن من مستوى الخدمة الصحية ومساعدة المرضى ومن اهم تلك الاحتياجات توفير المختبر وشغيل سيارة اسعاف تخصص للمركز وتوفير الديزل والاكسجين واستكمال تجهيز الكونتيرات التي تم اضافتها وتوفير مخصصات للكادر المؤهل بصورة منتظمة.

غياب الوعي المجتمعي بخطورة الجائحة: 

وهناك اشكالية اخرى وهامة جدا تتمثل في صعوبة اقناع المرضى بالكشف عن حالاتهم  وتسجيلها  كما ان هناك الكثير يرفضون التجاوب مع الفرق الصحية  المكلفة بالنزول الى المجتمع للتأكد من حالات الاصابة، بل قد يصل الامر الى تهديد من يمكن ان يفصح عن الحالة المرضية من قبل أهل  المريض وهذا بدوره يمتد الى رفض اجراء الفحص الخاص بالكورونا والقبول بتلقي علاج الكورونا اللازم في الوقت المناسب  ومن خلال البرتكولات الطبية المعتمدة وهذا ما يؤدي الى تفاقم المضاعفات لدى معظم الحالات التي تحصل عند الاصابة الشديدة وهذا يحصل في معظم الحالات الشديدة  وهي الحالات التي تحتاج الى كميات كبيرة من الاكسجين ويحصل لها التهابات حادة وعالية  تحتاج الى ادوية متقدمة من انواع المضادات الحيوية وغيرها من الادوية  التي يضطر المرضى الى شراءها من خارج المركز كون معظمها ليس من ضمن الادوية التي تصرف لمراكز العزل. و هو الامر الذي نواجهه لدى معظم الحالات التي تم ترقيدها في المركز بعد بذل جهود كبيرة في اقناع مرافقي واهل المرضى بتحويل مرضاهم لتلقي العلاج واضطرينا في مركز العزل وحفاظا على حياة المرضى وطفي حالات محدودة وبصورة إسعافيه  وتحت رعاية صحية من قبل الطواقم الطبية المعنية الى توفير الاكسجين للمرضى في منازلهم لحين اقناع المصاب أهله بالانتقال الى مراكز العزل لتلقي العلاج اللازم. 

الوضع ما يزال مغلقاً رغم انحسار عدد الحالات المصابة بالفيروس:

وفيما يتعلق بتقييم مكتب الصحة لانتشار الجائحة في المديريات المحررة بالمحافظة وعدد حالات الإصابة بالفيروس.

قال الأهدل الوضع ما يزال مغلقاً رغم انحسار عدد الحالات المصابة بالفيروس بعد ان بلغت الذروة خلال الثلاثة الاشهر الفائتة وما زلنا حتى اليوم نسجل حالات سواءا من  المناطق المحررة او من المصابين القادمين من مناطق  مازالت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، وتقوم إدارة مكتب الصحة بالمتابعة المستمرة لمستوى الاداء والرفع الى الجهات ذات العلاقة بكل ما من شانه ضبط اداء العمل وتوفير امكانياته بناء على توجيهات قيادة المحافظة وتم  تشكيل عدة لجان للارتقاء بالمستوى الاداري والفني من خلال ايلاء ادارة المركز الى كادر فني مؤهل ومتابعة التقارير اليومية ، لتلافي الكثير من العوائق وتحسين مستوى الأداء.

لقيادة السلطة المحلية والكادر الطبي دور مشكور

وفي ختام اللقاء ثمن مدير عام مكتب الصحة الدكتور علي الأهدل الدور الكبير لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة الدكتور الحسن طاهر وكافة الطواقم الطبية التي تبذل الكثير من الجهود  في مركز العزل في الوعرة  في ظل تأخر المخصصات اللازمة لهم لشهورعديدة وفي ظل عدم توفير الامكانيات وصعوبة تنقلهم للوصول الى المركز. 

دعوة هامة وعاجلة لكافة شرائح المجتمع وفي مقدمتهم رجال الإعلام والكادر الصحي

واختتم حديثه بتوجيه دعوة لكافة شرائح المجتمع وخاصة الإعلاميين  والكادر الصحي في القطاع الخاص والعام الى نشر الوعي الذي يدفع بالمجتمع الى الالتزام بالممارسات الطبية التي تمنع انتشار المرض وتعزز مدى استجابة المرضى واقربائهم للكشف عن الحالات المصابة و تقبلها للتعليمات الطبية التي تقتضي تحوليهم في الوقت المناسب لتلقي العلاج في مراكز العزل وفقا للبروتوكولات العلاجية قبل دخولها في مضاعفات للتحسن فرص الشفاء لديها.