آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

أدب وثقافة


ملف متابعة !! (قصة قصيرة)

الثلاثاء - 08 يونيو 2021 - 02:27 م بتوقيت عدن

ملف متابعة !! (قصة قصيرة)

قصة قصيرة للقاصة : صوفيا الهدار

كان جسده لايزال يرتعش وقلبه ينبض في رأسه عندما خرج  من المبنى . كان يسير في غيبوبته إلى حيث تحمله قدماه، المهم أن تأخذه بعيداً عن هذا  المكان.
كان يسأل نفسه هل كان بالإمكان تجنب ما حدث، أو  على الأصح هل كان بإمكانه أن يجنب نفسه كل هذا؟
لماذا هذه المرة بالذات؟ لماذا تصرف على هذا النحو؟ فهي  ليست المرة الأولى التي كان يجب أن  يصمت فيها، أو  أن يقول فيها " للكلب" يا "سيدي"، فقد قالها ضمنياً في حياته مرات عديدة، إما بالصمت أو بالمسايرة ، في سبيل نيل حق أو لتسيير أبسط الأمور المشروعة ،  قالها  للموظف الصغير قبل الكبير، فلا يشترط أن يكون "الكلب" مسؤولاً كبيراً ، أو شاغلاً لمنصب مهم، يكفي أن يكون في وسعه إذلال الناس، فتجده يتلذذ برؤيتهم يدفعون جزءاً من كرامتهم مقابل حصولهم على حقوقهم، ويستمتع بصمتهم وهم يحاولون  الحفاظ  على ما تبقى من كرامة، لقد كانت الأمور  تسير وفق مقولة " إذا  لك حاجة عند الكلب قول له يا سِيدي!".  
كان بإمكانه أن يمرر ما حصل ويغض الطرف، لكن هذه المرة، تصرف بشكل مغاير، حتى أنه فاجأ نفسه، لقدحطم رأس الكلب بحجر الكرامة! 
ولكن لماذا كان قلبه يخفق بشدة؟ ولماذا ارتعشت كلماته في حلقه وهو يدافع عن حقه؟ لماذا ارتجفت يداه؟ وارتعدت ساقاه بشكل ملحوظ؟
كيف يمكن لجسد الإنسان أن يخذله إلى هذه الدرجة في اللحظة التي يريد أن يكون فيها شجاعاً؟!
هل كان خائفاً؟ 
ربما... ولكنه فعلها... 
وعليه إذن تحمل نتيجة ما فعله، مهما كلفه  الأمر...
صحيح أنه خسر كثيراً ، فثمن الكرامة باهظ.. باهظ جداً، ولكن يكفيه شرف الدفاع عنها .. 
عندها وجد نفسه على الرصيف، توقف هناك وقذف بملف متابعاته إلى البحر !.