آخر تحديث :الأربعاء-03 يوليه 2024-11:05ص

أخبار وتقارير


الحرب اليمنية .. هويات متنازعة وتدخل إقليمي محدود.

الخميس - 20 مايو 2021 - 12:11 ص بتوقيت عدن

الحرب اليمنية .. هويات متنازعة وتدخل إقليمي محدود.

تقرير / غمدان ابو اصبع

 
 ..اليمن أزمة هوية .


الإرث الأمامي أهم أسباب الصراع.

ازمة اليمن ليس دستور


تمثل الحرب اليمنية عائق حقيقي أمام الحلول المقدمة من المجتمع الإقليمي والدولي وهي مشكلة تفوق مشكلة ليبيا وسوريا  الذي  يعد العنصر الأجنبي والإقليمي أبرز أدوات الصراع  ما جعل تدخلهم  يشكل عقبة حقيقية أمام توصل القيادات السورية والليبية إلى حلول جوهرية وإنهاء أمد  الحرب بين النظام والمعارضة نتيجة التجاذبات الدولية ودعمها لفصائل الصراع في الدولتين لما تمثله من اهمية سياسية للقوى الدولية والإقليمية..

اليمن أزمة هوية 

وهذا لا يعني أن التدخل الدولي والاقليمي غائب عن الصراع في اليمن إلا أنه تدخل محدود وجد من الصراعات اليمنية وسيلة للتدخل النتائج عن ازمة هوية وهي الأزمة التي تعيق انهاء الحرب واستعادة الدولة ضمن رؤية سياسية توحدها .


الإرث الأمامي أهم أسباب الصراع


ويقول الكاتب الصحفي سعيد الجعفري أن الحوثية تقف وراء الحرب لكونها  تستمد وجودها   من ارث الامامة الزيدية وتسعى لاعادتها ما يجعل صراع مع القوى السياسية التي ترى الحوثية تشكل خطر على الثورة اليمنية وعلى مستقبلها السياسي أحد أهم الدوافع لرفض الحوثية بصفتها تعيد حكم الامامة  التي اسقطت بدعم من جمهورية مصر عام 62 بثورة السادس والعشرين من سبتمبر..

وبحسب الجعفري أن تدخل المملكة العربية السعودية ومعها دول التحالف العربي أنقذ اليمن من نفق مظلم في حال سيطرة مليشيات الحوثي على اليمن وهو تدخل ايجابي اعاد لليمنيين امل واستعادة الدولة 

وقال قائد المقاومة التهامية  في تصريح سابق لصحيفة الشرق الأوسط أن   الحراك التهامي يسعى  لانتزاع حكم ذاتي يجنب تهامة  الارتهان لسيطرة الهضبة لتجنب عود  التهميش مرة اخرى  وان المقاومة التهامية تطالب بان تكون ضمن اي مفاوضات قادمة تدعو الى حل الازمة اليمنية .

محذرا من تجاهل مطالب الإقليم التهامي سوا كان ضمن الجمهورية العربية اليمنية في حال قرر الجنوب الانفصال او ضمن اليمن الموحد من استبعاده من أي تسوية سياسية.

ازمة اليمن ليس دستور .

ويقول الباحث المصري الدكتور احمد يوسف احمد المختص بالشؤون اليمنية في مقابلة له على قناة ميديا  Ne3Raf مع الصحفي المصري  المتألق سيد جبيل  أن المشكلة الداخلية في اليمن تشكل 90 بالمائة من جوهر  الصرع بينما يشكل التدخلات الاجنبية عشرة بالمائة بعكس سوريا وليبيا الذي يمثل التدخل الدولي والإقليمي بنسبة 70 بالمائة .

وقال الدكتور أن اليمن تعيش فترة عصيبة لم يسبق لها في تاريخها أن واجهت نفس المشكلة وهو ما يشكل تحدي حقيقي أمام نخبة الوطنية التي الى اليوم لم تتخذ اي نشاط يذكر أمام التحديات التي تواجه بلادهم.

واعتبر الدكتور احمد يوسف أن اليمن أكثر الدول تمتلك معطيات لإنهاء الحرب الداخلية مقارنة بغيرها من الدول العربية فبينما يقف السوريين والليبيين أمام معضلة كتابة  دستور يحمل مطالب كل القوى السياسية في بلدانهم يمتلك اليمن دستور تم صياغته عبر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والذي شمل كل اليمنيين بما فيهم الحوثيين والذي يمثلون ستة بالمائة من مجمل  عدد سكان اليمن .

واكد الباحث المصري أن الدستور تناول الازمة اليمنية بكل معوقاتها بما فيها حل المظلوميات الجنوب وتهامة التي ظلت تشعر باستاثار المركز على مقدرات الجنوب وتهامة على حساب السكان وهو دستور اجمع عليه اليمنيين وبرعاية دولية وعربية ضمن المبادرة الخليجية.

واعتبر  الدكتور احمد يوسف أن التدخل السعودي كان ضروري لإنقاذ الشرعية ومنع سقوط اليمن بيد الحوثيين وحزب الرئيس السابق صالح نتيجة مخاوفمخاوفة من التواجد الإيراني على حدودها الجنوبية هو مالم تسمح به باعتباره أمن قومي .

واضاف  الدكتور يوسف أن  صراع الهويات المناطقية  شكل عائق امام استقرار شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في المحافظات المعروفة بالمحررة بما فيها العاصمة عدن .

فظهور كتل متعددة  في المحافظات المحررة  أبرزها الانتقالي   وفصائل الحراك الجنوبي يقابله الهبة الحضرمية ومؤتمرها الجامع الذي يتخذ من مظلومية الحضارم شعار يسعى من خلاله للاستقلال بحضرموت عن ما كان يعرف باليمن الجنوبي اعاق استقرار حكومة الرئيس هادي .

مؤكدا بالوقت نفسه صعوبات امام الباحث عن جوهر الازمة اليمنية بسبب  التفكك الداخلي وظهور الهويات المناطقية التي حلت محل الهوية الوطنية الام ما جعلها   تشكل أبرز المعوقات امام الحلول الذي يسعى المجتمع الإقليمي والدولي أمام  لايجاد حلول تنهي الحرب باليمن …

الخاتمة .

يظل استمرار الحرب في اليمن مشكلة سياسية يمنية وان كانت هناك ايادي إيرانية إلا أن خلاصة ما ذهب اليه التقرير يؤكد أن التدخل الايراني يمكن انهائه ضمن اتفاق مع المملكة العربية السعودية المعني الابرز بالحرب اليمنية باعتبار الحرب الدعم الايراني اليمن لا يشكل اولوية لدى القيادات الايرانية امام اهتمامهم بالجانب السوري واللبناني والعراقي إلى جانب أطماعهم بالبحرين .

وإن غياب هوية الانتماء للوطن وإحلال الهويات المناطقية والطائفية هي من تطيل أمد الحرب وتعيق جهود اللاعب الدولي للتوصل الى حلول تنهي امد الحرب وتعيد اليمن الامن والاستقرار في ظل غياب حقيقة لنخب الوطنية أمام ما تشهده اليمن من تشظي لهويتها الوطنية