آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:24م

حوارات


وزير الخارجية لـ السياسة الكويتية : على المجتمع الدولي أن يضغط على إيران والحوثيين إذا أراد تحقيق السلام الدائم في اليمن

الأربعاء - 07 أبريل 2021 - 06:02 م بتوقيت عدن

وزير الخارجية لـ السياسة الكويتية : على المجتمع الدولي أن يضغط على إيران والحوثيين إذا أراد تحقيق السلام الدائم في اليمن

حاوره / شوقي محمود:

رغم كل الصعاب والتحديات والمرحلة المفصلية للأزمة في بلاده، الا أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني د. أحمد عوض بن مبارك أكد قدوم الفجر وان طالت عتمة الليل، لافتا إلى الاستعداد لتقبل الجماعة الحوثية كمجموعة سياسية متخلية عن سلاحها ومشروعها الطائفي، محملا هذه الميليشيات رفض مبادرات السلام واستغلالها لتغيير موازين القوى على الارض وتتعامل معها وفقا لرؤية ايران ككارت تفاوض لخدمة ملفاتها النووية وقضاياها.

جاء ذلك في حوار صحافي خص به بن مبارك “السياسة”، بمناسبة زيارته للبلاد التي وصلها أمس، لإجراء محادثات مهمة اليوم لكون الكويت العون والسند في محطات مهمة من المصالحة والحوار اليمني، فضلا عن “وجود أجيال كاملة من اليمنيين تتلمذوا في مدارس وجامعات وتلقوا الرعاية الطبية في منشآت شيدتها الكويت.

ولفت بن مبارك إلى ان ما يصدر عن الجماعة الحوثية وايران بشأن المبادرة السعودية سلبي وغير مشجع مطلقا، مؤكدا ان الحوثيين قدموا اليمن على طبق من ذهب لخدمة طهران ومشروعها التوسعي في المنطقة.

واعتبر بن مبارك الانقسام بين صفوف الشرعية اليمنية امرا صحيا في اطار التنوع السياسي، داعيا إلى توحيد الصف لمواجهة التحديات التي تواجه الحكومة، ومشددا على ان معالجة الاوضاع الانسانية لن تأتي الا بإنهاء الانقلاب الحوثي والتخلص من آثاره.

وفي رسائل عبر “السياسة” للسعودية، اكد بن مبارك المصير المشترك مع اليمن، والأمل في زيادة الدعم الإماراتي، ومحملا ايران المساهمة بشكل مباشر في الازمة اليمنية. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

 

ما طبيعة زيارتكم للكويت في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الأزمة اليمنية؟

زيارتي الى الكويت زيارة عزيزة وتحمل دلالات خاصة لي ولكل يمني، فالكويت بالنسبة لنا تعني الموقف النبيل، وتعني التنمية، وتعني الأخوة، وتعني اشياء لا يمكن حصرها، واكاد اجزم هنا بأن أجيالا كاملة من أبناء الشعب اليمني تتلمذوا في مدارس وجامعات بنتها الكويت الشقيقة وتلقوا الرعاية الطبية في مستشفيات ووحدات صحية كانت الكويت الممول والداعم الرئيسي لإنشائها، ومدتهم مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية بمياه الشرب النظيفة وغيرها الكثير من مشاريع التنمية التي قدمتها الكويت الشقيقة بالإضافة لدورها السياسي تاريخيا في استضافة محطات مهمة من المصالحة والحوار اليمني.

وخلال العقود الماضية كانت هذه الدولة بحكمة قيادتها الرشيدة عوناً وسنداً لكل قضايا المنطقة، وأنا اليوم في الكويت لأبحث مع وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء اخي الشيخ د. أحمد الناصر تطورات الأوضاع السياسية والميدانية على الساحة الوطنية في ظل التطورات المتسارعة سياسياً وميدانيا وبخاصة في ظل التصعيد العسكري للميليشيات الانقلابية المدعومة من ايران على محافظة مأرب المدنية التي بات يقطنها اكثر من ثلاثة ملايين مواطن يمني معظمهم من النازحين الذين لجأوا اليها من مناطق سيطرة الميليشيات.

هذا التصعيد الذي يأتي في الوقت الذي اطلقت فيه العديد من المبادرات السياسية الدولية لانهاء الحرب وتحقيق السلام، واخرها المبادرة السعودية، هذه المبادرات التي كان تصرف الميليشيات بعدها بمثابة رسالة الى المجتمع الدولي بان هذه الميليشيات ترفض فكرة السلام وتستغلها فقط لالتقاط انفاسها ومحاولة تغيير موازين القوى على الارض، وهو الأمر الذي بات واضحاً منذ مشاورات الكويت والهدنة الانسانية التي رافقتها مروراً باتفاق ستوكهولم حتى الآن.

 

المبادرة السعودية

استبشر العالم خيرا بالمبادرة السعودية لحل الازمة اليمنية، ولكنها اصطدمت بالتعنت الحوثي – الإيراني، فهل يوجد في الافق ما يشير إلى التوصل إلى اتفاق؟ ومع ما تردد ان المبعوثين الاممي مارتن جريفتس والاميركي تيم ليندر كينغ اجريا مباحثات مع وفد الحوثي في مسقط كيف ترون التحركات الاميركية في عهد بايدن للتوصل إلى حل وخصوصا انكم عملتم كسفير لبلادكم في واشنطن لأكثر من 4 سنوات؟

رحبت الحكومة اليمنية بالمبادرة السعودية لإيقاف الحرب وقد لاقت ترحيباً واستحساناً اقليمياً ودولياً منقطع النظير الا انه لحد الان كل ما يصدر رسميا من الميليشيات الحوثية ومن ورائها ايران سلبي وغير مشجع مطلقاً علاوة على ذلك تصعيدها العسكري على محافظة مأرب واطلاقها الصواريخ البالستية على مخيمات النازحين والمدنيين العزل في مدينة مأرب وهذا مؤشر على تعنت الميليشيات وعدم جديتها للسلام ولهذا نطالب المجتمع الدولي بأن يقف وقفة جادة اذا كان فعلا يريد تحقيق السلام الدائم والمستدام في اليمن وفرض ضغوطه على النظام الايراني وعلى الحوثيين لوقف اطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات لحل الازمة اليمنية.

أما بخصوص دور الادارة الأميركية في عهد بايدن تجاه اليمن فقد رحبت الحكومة اليمنية بتعيين السيد تيم ليندركيغ مبعوثا خاصاً الى اليمن، وقد التقيت به مباشرة بعد تعيينه وناقشته في وجهة النظر الحكومية الداعمة لفكرة السلام الدائم والمستدام والمبني على المرجعيات المتوافق عليها محلياً والمدعومة اقليمياً ودولياً والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الأممية ذات الصلة بالشأن اليمني وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216.

وقد اتفقت الرؤية الأميركية مع رؤيتنا في الحكومة اليمنية من ان عملية السلام يجب أن تنطلق من مبادئ وقواعد راسخة لتحقيق السلام المستدام الذي يستحقه شعبنا اليمني، لكن وللأسف الشديد تتعامل الميليشيات الحوثية مع فكرة السلام وفقا للرؤية الإيرانية التي تعمل على تسخير قضية الشعب اليمني ومعاناته الانسانية وتحويلها الى كارت تفاوضي تستخدمه في خدمة ملفاتها النووية وقضاياها الاخرى، في الوقت الذي لا تدرك فيه الميليشيات الحوثية انها قد قدمت وطنها على طبق من ذهب لخدمة ايران ومشروعها التوسعي التخريبي في المنطقة.

أكرر مرة أخرى، نحن في الحكومة اليمنية منفتحون على كل مبادرات السلام ومستعدون لتقبل الجماعة الحوثية كمجموعة سياسة متخلية عن سلاحها ومشروعها الطائفي الذي لم يجن على بلادنا سوى الويلات والدمار.

 

جماعة ارهابية

ماذا يعني تراجع الولايات المتحدة عن تصنيف «الحوثي» جماعة ارهابية؟

كل ممارسات الميليشيات الحوثية منذ بداياتها مروراً بانقلابها توضح انها جماعة إرهابية، لم تترك ميليشيات الحوثي حقاً من حقوق الانسان الا وانتهكته ابتداء بالحق في الحياة وانتهاءً بأبسط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ماذا يعني فرض معتقدات طائفية على الآخر بقوة السلاح؟ وماذا يعني تهديد دول الجوار بالصواريخ والطائرات المسيرة؟ وماذا يعني تهديد ممرات الملاحة الدولية؟ ان لم يكن هذا إرهاباً! فما هو الإرهاب؟ وقد كشفت الأحداث بعد مراجعة القرار بأن هذه الجماعة إرهابية بكل ما تعنيه الكلمة عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت المنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية.. تصعيد الميليشيات على محافظة مأرب التي تحتضن الملايين من أبناء الشعب اليمني… قصف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين… اعتقد ان مثل هذه الممارسات دليل كاف على ان الميليشيات الحوثية جماعة ارهابية بامتياز.

الكثير من المنظمات الدولية العاملة في الشأن الانساني اعتبرت ان تصنيف الميليشيات الحوثية كمنظمة ارهابية سيحد من قدرتها على الوصول الى مناطق سيطرة الميليشيات وبالتالي مضاعفة الاوضاع الانسانية التي تسببت فيها هذه الميليشيات، علماً بان الحكومة اليمنية تعاطت مع الموضوع بمسؤولية عالية وقامت بتشكيل لجنة حكومية تضم كافة الوزارات المعنية للتعامل مع الوضع الانساني والتنسيق مع المنظمات الدولية لضمان استمرار تدفق المساعدات الى مناطق سيطرة الميليشيات في ظل القرار..

وقد بات من الواضح الان ان الولايات المتحدة الأميركية ادركت ان قرار الشطب كان مستعجلاً، وقد رأينا خلال الايام القليلة الماضية اضافة عدد من قيادات الميليشيات الى قائمة العقوبات بالإضافة الى تمديد مهمة فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن المعني باليمن، فضلا عن ان هناك دعوات من عدد من أعضاء الكونغرس لإعادة النظر في قرار الإدارة بالإلغاء.

 

حيادية غريفيث

بكل صراحة كيف ترون حيادية المبعوث الاممي مارتن غريفيث ومحادثاته مع طرفي الأزمة «الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي»؟

عمل المبعوث الأممي مارتن غريفيث منذ بداية تعيينه في هذه المهمة على محاولة تحقيق اختراق إيجابي في مسيرة السلام، لكن كل محاولاته اصطدمت برفض الميليشيات الانقلابية واصرارها على عرقلة جهود السلام، ولعل اتفاق ستوكهولم خير دليل على ذلك، فمنذ اكثر من عامين والميليشيات ترفض تنفيذ الاتفاق، وهو الان يبذل جهودا أخرى للتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار وفتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة وفقا لاتفاق استوكهولم والعودة لطاولة المشاورات ثانية، وهي ذات العناصر الواردة في المبادرة السعودية.

وكان موقفنا من تلك العناصر ايجابياً منذ البداية ونتعامل معها باعتبارها حزمة واحدة ستمهد لتحقيق السلام، ودور المبعوث بالنهاية هو التيسير ومحاولة إيجاد عناصر مشتركة كما حدث سابقاً في مشاورات الكويت التي كنا فيها قاب قوسين من التوصل لاتفاق سلام لولا تهرب الحوثيين.

وبالنسبة لطبيعة عمل المبعوث فهي تستند اساساً على تنفيذ القرارات الدولية التي توصف المشكلة اليمنية بوضوح باعتباره انقلابا من جماعة مسلحة على حكومة شرعية وتحدد كذلك المراكز القانونية لكل الأطراف وفقاً لذلك التوصيف، وذلك الاطار القانوني الذي يحدد طبيعة العلاقة بالمبعوث.

 

المساعدات

كيف ترون حجم المساعدات التي اقرتها الدول المانحة لتمويل الاغاثة في اليمن خلال المؤتمر الافتراضي الذي عقد مؤخراً ؟

المعاناة الانسانية في اليمن كبيرة جداً، وكلما طال أمد الحرب التي اشعلتها الميليشيات تزيد هذه المعاناة ويتفاقم الوضع الانساني ويزيد الطلب على الاحتياجات المالية لتخفيف حدة الاوضاع الانسانية.

وجهة نظرنا في الحكومة تقوم على ان معالجة الازمة الانسانية لن تأتي الا من خلال تحقيق السلام الدائم والمستدام وفقاً للمرجعيات المنظمة له، فالمعاناة الانسانية القائمة ليست الا نتيجة للانقلاب الحوثي المدعوم من ايران ومعالجتها لن تتأتى الا بإنهاء هذا الانقلاب ومعالجة اثاره، وقد ساهمت الحكومة على مدار السنوات الماضية قدر المستطاع في جهود حشد التمويلات اللازمة لخطط الاستجابة الإنسانية، وقدمت كل الدعم والتسهيلات المطلوبة لنشاط المنظمات الإغاثية، رغم أن هناك الكثير الذي ينبغي إصلاحه في آليات وصول المساعدات الى مستحقيها في مناطق سيطرة الميليشيات.. فيجب أن لا يتم التسامح إطلاقا مع إهدار هذه المساعدات أو نهبها أو حرفها عن مسارها ووصولها لمستحقيها.

ولا يجب ان نغفل تصريحات عدد من المسؤولين الامميين الذين تحدثوا صراحة عن ممارسات الميليشيات الانقلابية ومصادرتها لمواد الاغاثة والتي وصلت حد وصف احدهم «بأن الميليشيات تخطف الطعام من أفواه الجائعين».

ومن هذا المنطلق كان رئيس الوزراء د. معين عبدالملك واضحاً في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الاخير حين دعا الأشقاء والأصدقاء إلى دعم الحكومة والاقتصاد والشراكة معها لتعزيز عمل مؤسسات الدولة.. وحذر من خطورة التعامل خارج إطار مؤسسات الدولة، كونه يهدد بتقويضها وانهيارها، وهذا خطأ فادح يقود إلى الفوضى وأضرار طويلة الأمد، الامر الذي يستلزم ضرورة وضع آلية لمصارفة الأموال المقدمة من المانحين للعمل الإغاثي في اليمن عبر البنك المركزي اليمني.

 

تحديات

ما ابرز التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية بعد عودتها الى العاصمة المؤقتة عدن؟

التحديات كبيرة بحجم الاشكالات التي خلقها الانقلاب، يتحمل اليمنيون اليوم عواقب الدولة المركزية التي ظلت مؤسساتها متركزة في العاصمة صنعاء لاكثر من خمسة عقود، والتي تجلت نتيجتها بعد الانقلاب الحوثي، كل مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء وبسقوطها في يد الميليشيات الانقلابية اصبحت الدولة بدون مؤسسات حتى بعد تحرير ما يزيد عن 80 ٪ من مساحة اراضي الجمهورية اليمنية.

انهيار منظومة الخدمات والضربات التي تعرض لها الاقتصاد الوطني وانهيار العملة الوطنية كلها تحديات كبيرة تواجه حكومة الكفاءات السياسية في المرحلة المقبلة، وقد ركزت الحكومة في مشروع برنامج عملها للمرحلة المقبلة على سبعة محاور رئيسية، هي الأمني والعسكري واهمها في هذا الجانب استكمال تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض الذي يضمن توحيد كل الوحدات الأمنية والعسكرية تحت راية الدولة، السياسات المالية والنقدية، الاقتصاد والاستثمار، البنية الأساسية والطاقة والبيئة، الإدارة العامة والحكم الرشيد، التنمية البشرية، والعلاقات الخارجية والتخطيط والاعلام، وفي كل محور مجموعة من الأهداف، وتحت كل هدف هناك عدد من الأولويات التي ستعمل عليها الحكومة بكل قطاعاتها لانجازها.

وقد شهد العالم اجمع الحادث الارهابي الذي نفذته ميليشيات الحوثي الانقلابية باستهداف مطار عدن بالصواريخ البالستية لحظة وصول الحكومة الى عدن، لكن مشيئة الله افشلت مخطط الميليشيا في استهداف الحكومة بكامل اعضائها.

 

ما هي رسالتكم الى السعودية؟

السعودية هي الشقيقة الكبرى لليمن بيننا حدود مشتركة تزيد عن 1500 كيلو متر، وأي تهديد لأمن اليمن هو تهديد لأمن المملكة.. مصيرنا مشترك، ورسالتي للأشقاء في المملكة ستكون دوماً رسالة شكر باسم اليمن حكومة وشعباً على كل مواقفها المستمرة الداعمة لبلادنا وشعبنا والتي تجسدت في قيادة عاصفة الحزم والتحالف العربي الداعم للشرعية الدستورية في بلادنا وما تلا ذلك من دعم لخطط الاستجابة الانسانية وما يقدمه مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية من مساعدات للشعب اليمني في كافة محافظات الجمهورية وكذلك البرنامج السعودي للتنمية واعادة الاعمار من مشاريع تنموية وخدمية تساهم في عملية التعافي الاقتصادي لبلادنا.

 

ولدولة الامارات؟

الإمارات العربية المتحدة دولة شقيقة وقد قدمت من خلال مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية تضحيات مادية ومعنوية كبيرة في سبيل انهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها، ونأمل المزيد من الدعم لتحقيق التنمية واعادة الاعمار، ومن هذا المنبر أود أن اتقدم بجزيل الشكر والتقدير للامارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً على مواقفها الواضحة والصريحة الداعمة لأمن واستقرار اليمن والحفاظ على وحدته وسلامة اراضيه والتي تتجسد يومياً من خلال تصريحات القيادة الاماراتية ولمستها شخصياً من خلال لقاءاتي في زيارتي الى دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة.

 

وماذا عن ايران؟

ساهمت ايران بشكل مباشر في أزمتنا اليمنية من خلال دعمها للميليشيات الحوثية منذ بدايتها في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، حاولت ايران خلق نموذج اخر لحزب الله اللبناني في اليمن على مدى العقود الثلاثة الماضية، ولا زالت مستمرة في محاولاتها..

للأسف الشديد قدم الحوثيون بلدهم اليمن كورقة تفاوضية رخيصة الثمن لإيران، ورسالة الشعب اليمني لإيران اليوم تقول «ارفعوا ايديكم عن بلدنا ومنطقتنا العربية، احترموا حسن الجوار ومبادئ العيش المشترك و سيادة الدولة وقراراتها ودعوا شعوبنا تنعم بحرية العيش في ظل حقوق الانسان واحترام الاخر المختلف.. تأكدوا بأننا لن نقبل بتحويل بلادنا اليمن الى منصة لتهديد دول الجوار والأمن والسلم الإقليمي والدولي.

شعبنا اليمني العظيم الذي رفض التدخل الفارسي قبل قرون من الزمن سيرفضه اليوم ويقاومه بكل تأكيد.

 

– ودول التحالف؟

لا شك ان دول التحالف قد اسهمت مجتمعة في نصرة الشعب اليمني وشرعيته الدستورية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وما نتمناه اليوم هو استمرار هذا الدعم على كافة المستويات «العسكرية والسياسية والتنموية».

 

الحكم الرشيد والانقسام

اشترطت ضمان أسس الحكم الرشيد للتوصل الى أي صيغة تحقق السلام في اليمن وتضع نهاية للحرب فهل من تفاصيل؟ وماذا عن الانقسام داخل الصفوف اليمنية؟

الحكم الرشيد هو اساس بناء الدولة اليمنية الحديثة التي تضمن حقوق المواطنة المتساوية لكافة ابناء المجتمع اليمني بمن فيهم جماعة الحوثي – اذا تخلت عن سلاحها – وتحولت الى جماعة او حزب سياسي، وهذا ما اقرته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كانت جماعة الحوثي جزءاً منه، رغم ان تمثيلها حينها بما هو اكبر من حجمها ورغم حملها للسلاح، الا ان الفكرة كانت قائمة على احتواء كافة مكونات واطياف اللون السياسي والاجتماعي اليمني من اجل الخروج بصيغة توافقية لشكل الدولة الضامنة لحقوق الجميع والملزمة لواجباتهم.. للأسف الشديد بعد كل تلك التوافقات انقلبت جماعة الحوثي على تلك المخرجات وكشرت عن أنيابها وأثبتت للعالم اجمع انها ميليشيات طائفية مسلحة تتلقى تعليماتها من ملالي ايران وقيادة الحرس الثوري الايراني، ولم تكترث يوماً لمصالح الشعب اليمني وما ينشده من مستقبل آمن في ظل دولة مدنية تحفظ حقوق الجميع.

وفيما يخص الحديث عن انقسامات داخل صفوف الشرعية اليمنية فنحن نعتبر ان هذه الخلافات امر صحي يأتي في اطار التنوع السياسي، وقد جاء اتفاق الرياض الذي تم برعاية الاشقاء في المملكة العربية السعودية، وحظي بدعم من كافة الاشقاء في دول التحالف والمجتمع الدولي، لتنظيم وادارة هذا الخلاف وتصويب كافة الجهود لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب وتحقيق السلام.

 

اتصالات ام اجتماعات

هل توجد اتصالات او اجتماعات بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي؟

لا توجد اي اتصالات مباشرة بين الحكومة الشرعية والميليشيات الانقلابية، والاجتماعات الوحيدة التي تتم برعاية مكتب المبعوث الأممي في عمان بين فريقي تبادل الاسرى والمعتقلين، والمعنية بتنفيذ مقررات اتفاق ستوكهولم فيما يتعلق بتبادل الاسرى والمعتقلين، ورغم كل العراقيل التي تضعها الميليشيات امام استكمال تنفيذ الاتفاق والذي نص على صفقة تبادل الكل مقابل الكل، فإن الحكومة مستمرة في التعامل بحسن نية إيماناً منها بإنسانية هذا الملف وضرورة استكمال الافراج عن كافة الاسرى والمعتقلين بالرغم من ان الاسرى لدى الحكومة هم مقاتلون يتعبون الميليشيات تم اسرهم في جبهات القتال وعلى الجانب الاخر من تطالب الحكومة بالإفراج عنهم من سجون الميليشيا معظمهم مدنيون اختطفتهم الميليشيا من منازلهم ومقرات اعمالهم لانهم معارضون لسياساتها القمعية ومشروعها الطائفي، وخير مثال على ذلك الاربعة المشمولون بقرار مجلس الامن 2216 والتي ترفض الميليشيات الافصاح عنهم حتى الان والصحافيون المحكوم عليهم بالإعدام بالإضافة الى المئات من السياسيين والناشطين.

 

البعثات الديبلوماسية

تقوم السفارة اليمنية في الكويت والبعثات الديبلوماسية اليمنية في الخارج بدور جبار بالرغم من الظروف المادية والموضوعية والتحديات، هل من حل؟

تعمل بعثاتنا الدبلوماسية في كافة انحاء العالم من خلال الامكانات المتاحة لها على نقل صورة حقيقية لما تقوم به الميليشيات وما تمارسه من انتهاكات بحق ابناء الشعب اليمني، ومد جسور التواصل مع الجهات المعنية في كافة الدول الشقيقة والصديقة، بالاضافة الى تقديم الخدمات القنصلية والتسهيلات المطلوبة لأبناء الجاليات اليمنية التي تزايدت اعدادها خلال السنوات الاخيرة نتيجة للانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة ونزوح الكثير من ابناء شعبنا الى عدد من الدول الشقيقة.

ومن ضمن اولوياتنا في حكومة الكفاءات السياسية تطوير اداء البعثات الدبلوماسية لبلادنا في الخارج بما يتواكب مع متطلبات المرحلة وتفعيل دورها في تمثيل بلادنا وشعبنا وايصال رسالتنا الى كافة المحافل الدولية وتكثيف التواصل مع المجتمع الاقليمي والدولي ومجتمع المانحين.

أقول انه رغم كل الصعاب والتحديات التي تواجهنا اليوم الا انها تهون امام إرادة وتصميم اليمنيين الذين يستمدون عزيمتهم من ارثهم الحضاري التليد ومن اصرارهم على اللحاق بالمستقبل الذي يليق بهم وبتاريخهم وهم من قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم بان الحكمة يمانية والايمان يماني، فلا شك لدي بأن الفجر قادم وان طالت عتمة الليل.