آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:17م

أخبار وتقارير


قالت ان الوحدة حولت الجنوب إلى أرض محتلة..صحافية مصرية: الشعب الجنوبي أعطى وما زال أفضل النماذج للنضال السلمي الطويل لاستعادة وطنه المغتصب

الخميس - 03 أبريل 2014 - 09:48 ص بتوقيت عدن

قالت ان الوحدة حولت الجنوب إلى أرض محتلة..صحافية مصرية: الشعب الجنوبي أعطى وما زال أفضل النماذج للنضال السلمي الطويل لاستعادة وطنه المغتصب
عربة للجيش اليمني في احد شوارع مدينة عدن خلال انتشار عسكري الشهر المنصرم - عدن الغد

القاهرة(عدن الغد)خاص:

قالت صحافية وكاتبة مصرية بارزة ان " البحث عن وطن نرى انه يتجلى في وضع اليمن الجنوبي الجريح الآن بعد أن خاض شعب الجنوب العربي نضالا طويلا ضد المستعمر البريطاني الذي قام باحتلاله لمدة 129 عاما وأصدرت الجمعية العامة ، في عام 1959م ، قراراتها الملزمة لبريطانيا بمنح الجنوب العربي استقلاله".

 

وذكرت الصحافية سحر رجب في مقال نشرته وسائل اعلام عربية مختلفة ان " سلطات الاستعمار البريطاني سلمت الحكم للجبهة القومية ثم جاء الحزب الاشتراكي اليمني كامتداد للجبهة القومية"... مشيرة الى ان " الجنوب دخل تجربة قاسية سنة 1967م حتى إعلان الوحدة مع اليمن في 22 مايو 1990م , ودون الرجوع إلى الشعب لإستفتائه على هذه الوحدة".

 

وقالت " كان الاتفاق المعلن هو تحقيق مصلحة الشعبين في الجمهوريتان ، وسرعان ما ظهرت الخلافات الحادة التي برزت بين أحزاب السلطة التي أجهضت آمال الشعب في الجنوب".

 

وأضافت رجب في مقالها ان " الفوضى انتشرت واستشراء الفساد وغاب الأمن والنظام والقانون واصطدم بالمركزية الشديدة , ومورس الإجهاز المنظم على المؤسسات المدنية والعسكرية الجنوبية والأجهزة التنفيذية في الجنوب حيث بقيت المؤسسة العسكرية مؤسستين والأمن أمنين والعملة عملتين والقوانين لم تتوحد وكذا القضاء, وبقي كل طرف يدير بصورة أساسية منطقته حتى الوحدات العسكرية التي انتقلت من الجنوب إلى الشمال أو العكس بقيت مستقلة قيادياً وإدارة تصاعدت حدة الخلافات بين الطرفين وحاول الجنوبيون التعامل مع هذا الوضع بالطرق والوسائل السلمية ، ولكن القيادة في (صنعاء) اعتبرت أن الخروج من الأزمة لن يأتي إلا بالقوة العسكرية".

 

وقالت "لجأ النظام في (صنعاء) برغم التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق إلى الاحتكام إلى القوة بغرض حل الأزمة وتسوية وحسم الخلاف لصالحه, فكان خطاب رأس النظام في حينه علي عبدالله صالح الذي ألقاه في 27 أبريل 1994م في ميدان السبعين في (صنعاء) بمثابة خطاب إعلان الحرب إذ قال:(. . . ليس هناك من سبيل أمامه سوى الوحدة أو الموت . . .). ونشبت الحرب الشاملة التي شنّها النظام على كامل التراب الجنوبي وبكل أنواع الأسلحة الثقيلة، وشمل ذلك الطيران والصواريخ والمدفعية..... والخ".

 

وتابعت رجب " تم الاجتياح الكامل للأرض الجنوبية صاحبها عملية نهب وسلب , وبذلك أنهت الحرب، على أرض الواقع، الوحدة وحولت الجنوب إلى أرض محتلة, رغم أن القوة لا تستطيع أن تذيب هوية أي شعب , ثم أصدر مجلس الأمن قراريه 924 و931 عام 1994، تحت عنوان "الحالة اليمنية".

 

وشدد على وقف إطلاق النار وعدم جواز حل الخلافات السياسية بالقوة طالباً استئناف الحوار بين أطراف النزاع لكن النظام في "صنعاء" لم يلتزم بالقرارين ولا بتعهداته للمجتمع الدولي في 7 يوليو1994م".. – خدمة عدن الغد الاخبارية - مؤكدة ان " نظام صنعاء مارس بجبروته عن طريق الطرد والإحالة للتقاعد القسري لعشرات الآلاف من العاملين الجنوبيين المنخرطين في الخدمة المدنية والعسكرية ، والتصرف في عقارات وأملاك الدولة في الجنوب ومنحها للمتنفذين , مع عدم توقف عمليات القتل والاعتقال والمطاردة حتى اليوم , و قُتل الآلاف وجُرح مثلهم واعتقال الآلاف ومارس القمع بالحكم العسكري المباشر , والاستيلاء على الأراضي والممتلكات".

 

وقالت " جاء إعلان الحراك السلمي الجنوبي في 7 يوليو 2007 المنادي بتحرير واستقلال الجنوب وبناء دولة جنوبية ديمقراطية على كامل أرض الجنوب العربي ، مدشناً بداية لثورات الربيع العربي"... مضيفة " ها أنا هنا أحس بمشاعر أشقائنا الجنوبيين في إصرارهم وتصميمهم على استعادة وطنهم المسلوب ، وحقوق شعب الجنوب التواق لاستعادة كرامته وحريته التي سلبت منه منذ 1990، وأن معظم الشعب الجنوبي يعي تماما جدلية العلاقة بين الوطن والمواطنة والدولة باعتبار أن الدولة هي صورة ما تمثل الوطن ".

 

 وتابعت رجب "الشعب الجنوبي أعطى وما زال أفضل النماذج للنضال السلمي الطويل عبر سنوات عدة لاستعادة وطنه المغتصب ، - خدمة عدن الغد الاخبارية -  بعد أن جاءت الوحدة على غير ما يراه ، وظلت هواجس الوحدة الموهومة لا تجد صداها إلا عند من اغتصب وطن بمواطنيه ما اسمي وأعظم من أن يخرج ألآلاف البشر متحدين السلطة الغاصبة وكل من يقف بجوارها يطالبون باستعادة وطنهم الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا ، الوطن الذي يحفظ لي كرامتي ويكون فيه معاشي ولاشك أن حب الوطن والخوف عليه من المغتصب أو المستعمر واجب على كل فرد ينتمي في هذه البقعة العظيمة التي تسمى الوطن ، ولا غرابة أن نجد الوطن يبادلنا هذا الحب الذي منحناه إياه".

 

وتساءلت الكاتبة " لماذا يحب الإنسان وطنه ؟: إن محبة المكان الذي ولد فيه الإنسان ونشأ فيه وترعرع بين أحضانه أمر فطري، مجبول عليه الإنسان والحيوان، لأنه يجد فيه دفء الوطن وأمنه وذاته وثقافته وعاداته وتقاليده"... مؤكدة  ان " الإنسان الجنوبي متمسك بالانتماء لثقافته وهويته الجنوبية وقيمه الإنسانية التي اكتسبها من هذه البقعة العزيزة عليه – خدمة عدن الغد الاخبارية - و يتطلع إلى أن ينعم بحقوقه التي ضاعت منه فى استعادة هذا الوطن ويعي جيدا أن عليه واجبات كمواطن في هذا الوطن".

 

وقالت ان " الوطن هو الرقعة الجغرافية من العالم التي يكون المرء على استعداد دائم لفدائها بالنفس و المال و الولد ، الوطن مفهوم راسخ لدى المتعلم والجاهل وهو غير قابل للمقايضة حتى لو جار الحاكم فيه على بنيه و اضطرتهم القسوة للهجرة والاغتراب".

 

واضافت  ان " سوء العلاقة بين الدولة ممثلة في النظام الحاكم و المواطن لا يعني بأي حال تغير مفهوم الوطن لدى المرء, و إن هجر البعض و غادر أوطانه وسبها وشتمها، فالشتم والسب يقع فقط على رأس النظام الحاكم و لا ينتقص من قيمة الوطن لدى هذه الفئة ، ونجد أنه متى تغير النظام الحاكم فإن هؤلاء سرعان ما تهفو قلوبهم للعودة للوطن الحبيب"... مؤكدة ان " الشعور بالوطن والتعبير عن الحنين إليه شيء ذاتي شخصي – خدمة عدن الغد الاخبارية - إنه خلجات وجدانية , ونجده فى الشعر العربي آنذاك لم يكن شعراً ذاتياً. إنه تعبير عن مشاعر الجمع وحنين الجمع لاخفقات الفرد الوجدانية ,واصطلاحا هو البلد الذي تسكنه امة يشعر المرء بارتباطه وانتمائه إليها , أو بقعة الأرض التي تستقر فيها جماعة ما , وتكون هذه البقعة حاضنة دائمة لإفراد الجماع".

 

وقالت ان " الوطن والهوية : يتسع مفهوم الوطن اتساعا هائلاً ، إذ لم يعد الوطن مجرد تاريخ وجغرافيا ، بل أصبح مكونا للذات ومساهما عضويا في خلق الأنا، وأصبح واهب المفاهيم التي ننظر بها إلى أنفسنا وإلى العالم ، أي أصبح مرادفا للثقافة. هنا يصبح الوطن - الهوية (حركة ثقافية مستمرة ، ومتى وقفت هذه الحركة وقفت الهوية ، بمعنى أن الغياب المعرفي عن المشاركة في إنتاج الفكر هو غياب الإنسان نفسه وبالتالي غياب هويته)) – خدمة عدن الغد الاخبارية - (أدونيس / فاتحة لنهايات القرن) , ومثلما يقول المفكر محمود أمين العالم) أنه ليست هناك هوية واحدة ولا ثقافة واحدة في أي مجتمع, هناك ثقافة عامة وهوية عامة يكونهما التاريخ والجغرافيا والتفاعل الاجتماعي , وهناك هوية وثقافة خاصتان يصنعهما كل فرد حسب بنائه المعرفي وحسه النقدي ، إن الهوية العامة والثقافة العامة معطى طبيعي لا دخل للارادة فيه".

 

 وقالت " أما الذي يميز الفرد ويضع له هويته الخاصة فهو نضج وعيه وعمله الذاتي في النقد والاختيار في أي حقل من الحقول".. مضيفة "  ها هي عدن الغالية بكل محافظاتها ومدنها هذه الرقعة الجغرافية التي تعلق بها شعب جنوب اليمن تمني نفسها عروساً سوف ترتدي أبهى الثياب ، وهي ثياب الحرية المعبقة بعبير دماء الشهداء، والمطرزة من نضالات رجال ونساء الجنوب العربي ، والذين تهفو قلوبهم للعودة إليها عاجلا أو آجلا فالجنوب آت لا محالة مهما تآمر المتآمرون على بقاء الوضع كما هو عليه وحدة قسرية جاء على غير مراد شعب الجنوب".

 

واختتم الكاتبة المصرية مقالها بالقول " تحية اجلال وتعظيم للشعب الجنوبي على صموده وتصديه للانتهاكات الموجعة له ليل نهار ، وهو يسطر ملحمة عظيمة ستكتب في تاريخ البشرية بمطالبه المشروعة في تقرير مصيره عبر انتفاضاته الشعبية ومليوناته العديدة التي تملأ الساحات والشوارع والميادين بصمود حراكها الشعبي الأبي".

 

*من صالح أبوعوذل