آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-12:13ص

أخبار وتقارير


(هجمات دامية) .. واحاديث صباحية تحول عشرات من الناس إلى محللين سياسيين بعدن

الخميس - 03 أبريل 2014 - 09:31 ص بتوقيت عدن

(هجمات دامية) .. واحاديث صباحية تحول عشرات من الناس إلى محللين سياسيين بعدن
مواطنون بعدن خلال تجاوزهم اغلاق امني لطريق واصلة الى مدينة التواهي يوم الاربعاء -عدن الغد

عدن(عدن الغد)خاص:

الساعة السابعة صباحا .. الأجواء هادئة وطبيعية يقف محمود علي وهو موظف بمؤسسة المياه بعدن ويبلغ من العمر 37 عام يقطن بحي "القاهرة" بمديرية المنصورة .

 

بالقرب من محطة حافلات عتيقة بالقرب من جولة "القاهرة" بالشيخ عثمان يقف محمود قبل ان يستقل حافلة صغيرة نوع "هايس" في طريقها إلى مدينة "كريتر" إلى الجنوب من القاهرة .

 

على طول الخط يبدأ حديث الركاب حيث تتحول الاحاديث وفي مواقف كهذه وبعد ساعات من وقوع احداث كثيرة مثل الهجوم على مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة إلى حديث سياسي مطول يستعرض فيه كل شخص من الركاب على متن الحافلة الصغيرة مايملكه من معلومات عن الحادث .

 

يلقي سائق الحافلة نظرة على احد الركاب ممن يجلسون إلى جواره وهو يحمل صحيفة ورقية بيده ويطالع بعض الصور الناتجة عن الهجوم ويبدأ مدشنا حديثا مطولا عن الحادث واسبابه والجهات التي تقف خلفه .

وفي الغالب يدور حديث كالتالي

سائق السيارة – شفتم بالله كيف دخلوا .. قال لي واحد صاحبي اجو وفجروا سيارة مفخخة وجابوا سيارة ثانية وفجروها وبعدين فجروا قذيفة اربيجي قبل مايهاجموا .

 

يرد احد الركاب من الخلف برواية مغايرة ويقدم معلومات أخرى وبينها كيف ان المهاجمين قدموا من البحر على متن زورق بحري ربما يكون قادم من دولة أخرى .

 

يشارك ركاب الوسط في السيارة في تقديم روايات أخرى مغايرة ويغرق الباص بمن فيه في تحليلات سياسية متعددة ومعقدة لكل ماحدث لكن جميع الروايات التي تقال في هذه الحافلة الصغيرة ربما لاتكون متصلة بالواقع بشكل دقيق .

 

يجد كثير من الناس بعدن في مثل وقائع هذه فرصة للحديث باستفاضة عن الكثير من القضايا .

 

لايصل الناس في الغالب وعلى متن الحافلة إلى رواية واحدة موحدة لكل الاحداث التي تعيشها مدينتهم كما أنهم لايصلون إلى اتفاق موحد حول هوية الجهات التي تنفذ مثل هكذا جهات لكنهم يتفقون في الغالب على  تورط جهات نافذة في صنعاء بماحدث .

لاينتهي الحديث بايصال الحافلة كل موظف إلى أمام مؤسسته الحكومية والخاصة يتوقف الباص بالقرب من مؤسسة المياه بعدن .

يترجل "محمود علي" من الحافلة ويتجه صوب مكتبه وهناك يواجه حديث أخر لكنه متصل بما حدث يوم امس .

 

عقب كل هجوم دام بعدن أو تفجير انتحاري أو مواجهة قوات الأمن للتظاهرات السلمية التي تودي بحياة أشخاص ينشغل الناس في عدن وخاصة موظفي الحكومة بتفسير كل ماحدث .

يحاول موظف أو أكثر بكل مؤسسة حكومية تقديم روايات جديدة ومعلومات يقول أنها خاصة ولم تنشر قبل لما حدث .

 

وينشغل موظف أو أكثر بكل مؤسسة حكومية أو خاصة لتقديم تحليلات سياسية لما حدث .

مع حلول الساعات الاخيرة من الدوام الوظيفي عقب كل يوم يتلو الحادثة ينصرف جميع الموظفين بعد ان تحدثوا كثير عن الحادث الذي وقع في اليوم الذي سبق  لينتهي كل شيء .

 

بعد أيام وربما أسابيع يجدون أنفسهم على موعد مع حديث جديد لهجوم جديد وحديث أخر وتحاليل سياسية أخرى .

لايتوقف حديث الناس في عدن .. ولاتتوقف الاحداث الدامية ايضا .