آخر تحديث :الثلاثاء-15 أبريل 2025-06:02ص
أخبار وتقارير

الصحفي صلاح السقلدي: حضرموت تمر بلحظة مفصلية.. ومطالبها عادلة في وجه التجاذبات الإقليمية

الأحد - 13 أبريل 2025 - 05:35 م بتوقيت عدن
الصحفي صلاح السقلدي: حضرموت تمر بلحظة مفصلية.. ومطالبها عادلة في وجه التجاذبات الإقليمية
(عدن الغد) خاص:


قال الصحفي صلاح أحمد السقلدي إن ما يجري في محافظة حضرموت من تحركات قبلية وشعبية، خصوصًا اللقاء الحاشد الذي نظمه حلف قبائل حضرموت في هضبة حضرموت، يُعد تطورًا لافتًا، حتى وإن لم يكن بالحجم الكبير الذي صوّره الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.


وفي مداخلته خلال برنامج “المساء اليمني” على قناة بلقيس، مساء الأحد، بمشاركة الصحفيين صبري بن مخاشن وبدر بن هلابي، أوضح السقلدي أن الحشد الأخير وإن لم يكن ضخمًا من حيث العدد، إلا أنه يحمل دلالة رمزية قوية، باعتباره أول مهرجان بهذا الطابع ينظمه الحلف، مشيرًا إلى أن استمراره بدعم إعلامي وسند سياسي – خصوصًا من السعودية – قد يوسّع تأثيره ويعيد إلى الأذهان بدايات الحراك الجنوبي.


وأشار السقلدي إلى أن حضرموت تستحق الوقوف إلى جانبها، لما لها من مكانة تاريخية وثقافية، ولما عانته من تهميش ونهب ممنهج خلال عقود طويلة. وأضاف: “حضرموت تعامل معها الجميع كبقرة حلوب، واليوم من حقها أن تستعيد حقوقها ومكانتها”، لافتًا إلى أن المجلس الانتقالي نفسه يقر بضرورة أن تكون الدولة الجنوبية المنشودة ذات طابع فيدرالي تضمن لكل محافظة إدارتها الذاتية دون هيمنة أو إقصاء.


وانتقد السقلدي تردد الانتقالي في التعامل مع الملف الحضرمي، وربما خوفه من الاصطدام بالمواقف الإقليمية، مؤكدًا أنه بدأ يدفع ثمن هذا التجاهل، رغم أنه فتح قنوات حوار مع قوى حضرمية متعددة، تجاوب بعضها وتردد آخرون. وقال: “الانتقالي يجب أن لا يتوجس من الحراك الحضرمي، بل أن يتعامل معه كعامل مساعد للقضية الجنوبية، فحضرموت درة الوطن، وأهلها ركن أصيل من نسيجه”.


ودعا السقلدي إلى الالتفات إلى المطالب المشروعة لأبناء حضرموت، وعلى رأسها تمكينهم من إدارة ثرواتهم ومقدراتهم، وتسليم الملف الأمني والعسكري لأبنائهم، بما في ذلك المناطق العسكرية الأولى والثانية، مطالبًا بخروج القوى المسيطرة حاليًا والتي لا تنتمي للمحافظة.


وانتقد بشدة ازدواجية بعض القوى السياسية التي تهاجم “النخبة الحضرمية” – وهي من أبناء حضرموت – في الوقت الذي تتغاضى فيه عن وجود قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي تتألف غالبًا من أفراد من خارج المحافظة. وقال: “لا يُعقل أن تستمر هذه الأحزاب في التضليل، تتحدث عن حقوق حضرموت لكنها ترفض حتى منحها 10% منها”.


كما وجّه السقلدي رسالة إلى المجلس الانتقالي، مؤكدًا أن دعم تطلعات حضرموت العادلة هو المحك الحقيقي لصدقية كل القوى. وأضاف: “من يرفض تمكين حضرموت من إدارة نفسها هو بالضرورة أحد الناهبين لها”.


واستنكر السقلدي ما وصفه بـ”الخطاب المتعالي” لبعض المشاركين، مشيرًا إلى أن وصف بعض أبناء الجنوب بـ”المطايا”، كما ورد على لسان أحد الضيوف، أمر مرفوض، قائلاً: “إذا كنا نرفض الهيمنة الإماراتية، فيجب أن نرفض أي هيمنة، من أي جهة كانت، لا أن نمارس الانتقاء حسب المزاج والمصلحة”.


وختم السقلدي حديثه بالتأكيد على أن حضرموت، رغم وقوفها في عين التجاذبات الإقليمية والدولية، ستظل قادرة على تجاوز محنتها، مضيفًا: “حضرموت التي أشاعت نور الإسلام في شرق آسيا وأفريقيا، قادرة على النهوض من جديد، واستعادة دورها ومكانتها في خارطة اليمن والمنطقة”.