آخر تحديث :السبت-12 أبريل 2025-07:16م
أدب وثقافة

قصة قصيرة "استاذي القدير

السبت - 12 أبريل 2025 - 05:51 م بتوقيت عدن
قصة قصيرة "استاذي القدير
عدن((عدن الغد))خاص

بقلم: احمد محمد ادريس


في مرحلةٍ. من. مراحلَ دراستِنا .كان الاستاذُ فؤاد من انبلِ المدرسين الذين طبعََ صورةً في اذهانِنا .

كان. مثالَا للمدرس الخلوقِ الحنونِ الشهم . كنا نحن. الطلبةَ نحبُّه ونحبُّ مادتَة ونُصغي إليه بشغف.

كنا نستوعب المادةَ التي يدرسُها من. خلال شرحِه. وابتسامتِة. الدائمةِ التي لاتفارقُ مُحيّاه!!!!


كان يعلِّمُنا. كيف نحبُّ الوطنَ ولا نفرِّطُ بأي حقٍ من. حقوقِِ ارضِنا الحبيبة.علَّمنا كيف نحبُّ بعضَنا البعض!!!

علمنا التعاضُد والتراحُم. فيما بيننا !!!


كانت له كاريزما في شخصيتِه الجذابةِ. واناقتِه البسيطةِ وثقافتِه الواسعةِ الممتعة...

استفدتُ انا شخصيا منه الكثير والكثير..


كان عطوفا على كثير من الطلبةِ. الفقراء.. فأصبحَ حديثَ المجتمع..يساعدُ الفقراء. بنفسٍ طيبة ، لايكِلُّ ولايمِل.. كان يُعطي بطيبِ خاطر ، وكرمٍ فاقَ كرمَ كثيرٍ من الرجالِ الأغنياء وميسوري الحال.

هذة أخلاقُك ايها العملاقُ لايضاهيك احدٌ عليها. هي انسانيةٌ زُرعت في نفسِك وتجدَّرت ... ومن الصعب ان ينازعَك عليها احد !!!

اعظمُ مدرسٍ رأيتُه في حياتي ..كرمٌ واخلاقٌ و عطفٌ وادب!!!


انتقلنا. الى مرحلةٍ اخرى من الدراسة وكانت.صورةُ الاستاذُ فؤاد حاضرةٌ أمامي. تعلمتُ منه. الكثيرَ. والكثير!!!

و دارت. عجلةُ الزمن .ومرت كثيرٌ من المراحلَ الدراسييةِ.... كبُرنا وكبُرَ الاستاذُ فؤاد ولم. نعُد نلتقيه. ولكنه كان. حاضراً دائما في مُخيلتي. إنه. الصرحَ. الذي لايمكنُ ان تُمحى صورتُه من أذهانِنا ...

مرّت. السنواتُ متسارعةً ..وفي يومٍ من الأيام رايت زميلا لي

في الدراسةِ يقودُ سيارةً فارهة. توقفَت السيارةُ في ركنِ الشارع. ابتسمَ لي و كانت علامةُ الثراءِ ظاهرةً عليه ...هذا الزميل كان طالبا فاشلا مُشاغبا، لايفقهُ من التعليم. شيئا... كيف وصلَ إلى هذة الحالةِ !!!.. صافحتُه. ولكنه. مدَّ يدَه بفتورٍ مُفتعل..وهو يبتسمُ. ابتسامةًصفراءَ. تدلُّ على انه. رجلٌ واطي وحقير...

ظروفَ البلدِ هي من

أعلَت. من. مكانتِه الاجتماعية. والوساطةُ لعبت دورا في وصولِه الى هذا المركز ......


وفجأةً وقفَ امامنا رجلٌ مُسِنٌ يحملُ في يدية قطعةً قطنيةً يمسحُ بها سيارةَ زميلِنا الفاشل ...امعَنتُ. النظرَ إليه ، عرفته ! ياللهول. إنه الاستاذُ فؤاد... انه العملاق ....تسمرتُ في مكاني!!!

كيف وصلَ به الحالُ الى هذا المستوى..ناديته " استاذ فؤاد !" نظرَ ناحيتي ولم يعرفْني. واستمرَّ يمسحُ السيارة..أخرجَ زميلُنا الطالبُ الفاشل من محفظتِة بعضَ النقودِ ورماها على الأرضِ. وانطلقَ من امامِنا مسرعا وهو يضحك. نزلَ

الاستاذُ فؤاد على الأرضِ بصعوبةٍ ليلتقطَ النقودَ..ذُهلتُ

من المنظر !....كيف وصلَ حالُ هذا الصرحِ الى هذا الدِّرك من الحالِ ! وكيف وصلَ حالُ هذا الفاشلِ عديمِ النفعِ الى هذا المستوى !..

هذا هو الوطنُ الذي احببتَه أستاذ فؤاد ،، هذا الوطنُ الذي أوصلكَ الى ماسحِ سياراتِ اللصوصِ والفاشلين. هذا هو الوطنُ الذي تعلمنا منك كيف نُحبُّه ونَصونُه. هذا هو الوطنُ الذي من المُفترضِ ان يبنيَ لك صرحا شرفاً لِمابدلتَه من. عطاءٍ وخدمةٍ بضميرٍ حي لكثيرٍ من. الهاماتِ. العلميةِ التي تتلمذت على يديك. .

ذهبَ الأستاذُ فؤاد من امامي وهو يبحت عن سيارةٍ. أخرى ! لأجلِ عَيش أولادِه !!!.


الفَ تحيةً ومحبة لك استاذ فؤاد .... ماقصَّرت في حقِّ أبناءِ وطنِك ، لكنهم خذلوك وسلبوا حقَّك العلمي والثقافي وجعلوا منك. بعد هذا العمرِ ماسحَ سيارات ..

الفَ تحيةً لك ايها العملاقُ الشامخُ !!!.


🥀 آاااه يا وطن 🥀