حاوره/جميل مختار
تعيش محافظة شبوة مرحلة تحول تنموي بارزة، حيث تسعى السلطات المحلية، بالتعاون مع فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، إلى تنفيذ مشاريع تطويرية تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتلبية احتياجات التوسع العمراني والسكاني ، وفي هذا السياق أجرينا حواراً صحفياً مع الاستاذ محمد صالح المرزقي، مدير عام فرع الهيئة بالمحافظة، للحديث عن أبرز المشاريع والتحديات التي تواجهها الهيئة، بالإضافة إلى الرؤية المستقبلية لتطوير محافظة شبوة.
إليكم نص الحوار :
س: تطوير مدينة عتق يشهد تنفيذ مخططات جديدة في الجهتين الغربية والشرقية. ما هي أبرز ملامح هذه المخططات، وكيف تسهم في تلبية احتياجات التوسع العمراني؟
ج: نفذت الهيئة مخططات عمرانية شاملة في الجهتين الغربية والشرقية من مدينة عتق، وتشمل توزيعاً متوازناً للمناطق السكنية، التجارية، والخدمية، ضمن رؤية تنموية تتماشى مع التوسّع السكاني المتسارع، وهذه المخططات تلبي احتياجات المواطنين من السكن والخدمات، وتفتح المجال أمام الاستثمار العقاري المنظم، بعيدًا عن العشوائية، وتأتي تحت إشراف مباشر ومتابعة من رئيس الهيئة العامة للأراضي الاستاذ /أنيس بن عوض باحارثه، ومحافظ المحافظة الشيخ عوض بن الوزير.
س: الهيئة دشّنت نظام الأرشفة الإلكترونية في مارس 2024. ما هو أثر هذا التحوّل الرقمي على الأداء العام للهيئة؟
ج: نظام الأرشفة الإلكترونية حدث نقلة نوعية للهيئة من خلال آلية حفظ الوثائق والمستندات، وحفظ حقوق المواطنين والمؤسسات، وسهل الوصول السريع والدقيق إلى البيانات، ويتيح هذا النظام الشفافية في المعاملات، ويقلّص هامش الخطأ والتلاعب، مما يعزّز ثقة المواطنين بالمؤسسة ويزيد من كفاءة الأداء المؤسسي.
س: في نوفمبر 2024، دُشِّن أول مخطط حضري في مدينة عزان. ما أهمية هذا الحدث؟
ج: مخطط مدينة عزان الحضري يُمثّل بداية حقيقية لتنظيم المدينة على أسس علمية، ويراعي التوزيع المتوازن للخدمات والبنية التحتية.
نُعدّ هذا المخطط ليتماشى مع النمو السكاني لعزان، وننقل المدينة من حالة التمدد العشوائي إلى مدينة منظمة ذات رؤية عمرانية واضحة.
س: الهيئة نظّمت دورة تدريبية في يناير 2025 حول نظم المعلومات الجغرافية (GIS). ما الهدف من هذه الخطوة؟
ج: نُركّز على تأهيل كوادرنا لاستخدام أحدث أدوات التحليل والتخطيط، ودورة الـGIS اضافة للموظفين مهارات حديثة تساعدهم في إعداد المخططات، تحليل الواقع الميداني، واتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة، وهذا التدريب يُعزز قدرة الهيئة على التخطيط الذكي ومواكبة تطورات العصر.
س: ما الجهود الحالية للهيئة في مواجهة العشوائيات والنزاعات العقارية؟
ج: لقد خضنا مواجهة حقيقية ضد البناء العشوائي والتعديات على الأراضي، واتخذنا قرارات حازمة بوقف البيع والشراء في المخططات غير المعتمدة، وقمنا بإزالة المباني غير القانونية والعشوائية بالتعاون مع الجهات القضائية والأمنية، ونُعيد تأهيل المخططات القديمة وفق معايير التخطيط الحضري السليم، لضمان حق الدولة والمواطن معاً.
س: هناك نقاشات حول مستقبل مطار عتق. ما هو موقف الهيئة من إمكانية نقله؟
ج: موقع مطار عتق مسألة مرتبطة بقرار سيادي من الجهات العليا، والهيئة تقدّم الدراسات والمقترحات، وتضع الاعتبارات التخطيطية في صدارة اهتماماتها عند طرح أي موقع بديل.
س: الهيئة تعلن عن رؤية تمتد لخمسين عاماً لتطوير مدينة عتق.. ما أبرز ملامح هذه الرؤية؟
ج: رؤيتنا طويلة المدى ترتكز على تحويل عتق إلى مدينة ذكية ومتكاملة، تضم أحياء حديثة، حرم جامعي، مناطق استثمارية، وحدائق خضراء، ونعمل على خلق توازن بين الحاضر والمستقبل، بين الإنسان والمكان، بما يضمن بيئة حضرية متجددة، تخدم الأجيال القادمة وتنسجم مع خطط التنمية المستدامة.
س: ما دور المجتمع المحلي في إنجاح هذه الرؤية؟ وكيف تعززون الوعي المجتمعي؟
ج: نُدرك أن المواطن شريك أساسي في أي نجاح، وونفذ حالياً حملات توعية، ونعقد لقاءات مستمرة مع وجهاء المجتمع والمواطنين، لشرح أهمية الالتزام بالمخططات الرسمية، ونحث الجميع على عدم التعامل مع المخططات الوهمية والعشوائية، ونتطلع إلى تفاعل أكبر من المجتمع لدعم جهودنا وتحقيق مصلحة الجميع.
ختام الحوار:
التحول العمراني في شبوة لم يعد حلماً مؤجلاً، بل واقعاً يتم بناؤه يوماً بعد يوم بسواعد وطنية وخطط علمية مدروسة، وبينما تتعالى أصوات المدن وتتنظّم تفاصيلها، تبقى الهيئة العامة للأراضي في شبوة حارساً أميناً على مستقبلٍ أكثر اتزاناً ونظاماً.