آخر تحديث :الأربعاء-26 مارس 2025-03:19ص
أخبار وتقارير

تسريب خطة الهجوم على الحوثيين يكشف ارتباكًا أمنيًا داخل إدارة ترامب ومطالبة بتعويضات من أوروبا ومصر

الثلاثاء - 25 مارس 2025 - 12:27 ص بتوقيت عدن
تسريب خطة الهجوم على الحوثيين يكشف ارتباكًا أمنيًا داخل إدارة ترامب ومطالبة بتعويضات من أوروبا ومصر
القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

كشفت تسريبات جديدة نشرها الصحفي الأمريكي المعروف جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتك”، عن وقوع خطأ فادح داخل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، أدى إلى تسريب خطة عسكرية حساسة للهجوم على الحوثيين في اليمن، قبل تنفيذها بساعتين، عبر تطبيق مراسلات مشفر.


وقال غولدبرغ إنه تلقى عن طريق الخطأ رسالة من وزير الدفاع بيت هيغسيث في تمام الساعة 11:44 صباحًا يوم الجمعة 15 مارس، تتضمن تفاصيل كاملة عن العملية العسكرية ضد أهداف للحوثيين، شملت التوقيت، الأهداف، وأنواع الأسلحة المستخدمة، قبل أن تبدأ الضربات فعليًا عند الثانية ظهرًا بتوقيت الساحل الشرقي.


وأوضح أن التسريب جاء نتيجة إضافته غير المقصودة إلى مجموعة دردشة على تطبيق “سيغنال” تحت اسم “مجموعة الحوثيين الأساسية الصغيرة”، والتي تضم شخصيات رفيعة من إدارة ترامب، من بينهم مستشار الأمن القومي مايكل والتز، نائب الرئيس جي دي فانس، وزراء الخارجية والدفاع والخزانة، ومدير الاستخبارات الوطنية.


وبحسب الرسائل التي اطلع عليها غولدبرغ، بدأت المناقشات بتشكيل فريق تنسيق للعمليات المرتقبة ضد الحوثيين خلال 72 ساعة، مع ترشيح ممثلين من الوزارات المختلفة لمتابعة توجيهات الرئيس. وأكدت الرسائل أن العملية جاءت ردًا على استمرار هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية بعد دعمهم لإيران وحماس.


المراسلات أظهرت كذلك خلافات داخل فريق ترامب حول توقيت العملية وجدواها السياسية والاقتصادية. حيث عبّر نائب الرئيس جي دي فانس عن مخاوفه من التبعات الاقتصادية، قائلًا إن “3٪ فقط من التجارة الأمريكية تمر عبر السويس، بينما 40٪ من التجارة الأوروبية تعتمد عليه”، مضيفًا أن “الرأي العام الأمريكي قد لا يفهم لماذا نخوض هذا التدخل”.


في المقابل، اعتبر وزير الدفاع هيغسيث أن التأخير قد يُفسر على أنه تردد، مؤكدًا أن العملية لا تهدف فقط لضرب الحوثيين، بل لإعادة فرض الهيبة الأمريكية التي تضررت في عهد الرئيس السابق بايدن. وقال: “هذه ليست فقط عن الحوثيين، بل عن استعادة الردع وحرية الملاحة، وهما مصلحة أمريكية عليا”.


كما أظهرت إحدى الرسائل أن إدارة ترامب تعمل على تحصيل مقابل اقتصادي من أوروبا ومصر نظير تدخلها، حيث كتب مايكل والتز: “بناءً على توجيه الرئيس، نعمل مع الدفاع والخارجية لتجميع التكاليف وفرضها على الأوروبيين”.


اللافت أن غولدبرغ، بعد انضمامه إلى المجموعة، لم يُمنح أي تحذير أمني، واستمر في تلقي الرسائل وكأنه أحد أعضاء الفريق، في واقعة وصفها بأنها “غير مسبوقة” في تاريخ الأمن القومي الأمريكي. وأكد أنه تردد في البداية بشأن مصداقية المجموعة، واعتقد أنها ربما حملة تضليل، قبل أن يتأكد من أن المعلومات حقيقية بعد تنفيذ الضربات كما وردت تمامًا في الرسائل.


تسريب الخطة قبل ساعات من تنفيذها، واستخدام تطبيقات مراسلة تجارية في تداول معلومات حساسة، يفتحان الباب أمام تساؤلات خطيرة حول بروتوكولات الأمن القومي والانضباط داخل إدارة ترامب، خاصة في ظل احتدام التوترات الإقليمية وتصاعد العمليات العسكرية في البحر الأحمر ومحيطه.


ومن المتوقع أن تُثير هذه التسريبات جدلاً واسعًا في الداخل الأمريكي، وسط دعوات إلى التحقيق في كيفية تسرب هذه المعلومات، وما إذا كانت هناك ثغرات أمنية أكبر تهدد إدارة عمليات الجيش الأمريكي في مناطق النزاع.