قال القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، إنه يجب أن يكون هناك "عقد اجتماعي" بين الدولة وكل الطوائف في بلده لضمان "العدالة الاجتماعية".
وأضاف الشرع، في بيان صدر ليل الاثنين - الثلاثاء، أن "سوريا يجب أن تبقى موحدة، ما يهمّنا هو ألا تكون هناك محاصصة".
وأكد الشرع في تصريحاته، التي جاءت خلال اجتماع مع عدد من أبناء الطائفة الدرزية، اعتزام الإدارة السورية الجديدة "إدارة الأمور من منطلق مؤسساتي وقانوني".
وفي السياق أكد الشرع أنه سيتم "حلّ الفصائل" المسلحة و"انضواء" مقاتليها في الجيش السوري الجديد.
من زعيم جهادي إلى سياسي معارض: كيف أعاد الشرع تجديد صورته؟
وقال "يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة (...) سيتم حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون".
هذا وقالت وزارة الخارجية الروسية، الاثنين، إن السوريين هم من يجب أن يقرروا مستقبلهم، ودعت إلى تشكيل حكومة "شاملة" تأخذ في الاعتبار المصالح العرقية والدينية المتنوعة في البلاد.
رفع العقوبات عن سوريا..
والتقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الاثنين، بدبلوماسيين بريطانيين في العاصمة دمشق، حيث شدد على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده لتسهيل عودة اللاجئين الذين فروا بسبب الحرب.
ومن المقرر أن تصل إلى دمشق، اليوم الثلاثاء، بعثة دبلوماسية فرنسية في خطوة غير مسبوقة منذ 12 عاماً.
يأتي ذلك في حين نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الشرع دعوته الحكومات مثل الولايات المتحدة إلى إزالة تصنيف الإرهاب عن هيئة تحرير الشام، ورفع العقوبات المفروضة على الحكومة السورية السابقة التي قال إنها "كانت مفروضة على الجلاد الذي رحل الآن".
"شعرت وكأنني جثة تتنفس": روايات سجناء محررين من صيدنايا..
وفي مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية قال القائد العام للإدارة السورية الجديدة إنه لن يسمح باستخدام سوريا كنقطة انطلاق لشن هجمات ضد إسرائيل أو أي دولة أخرى، مطالباً إسرائيل بالانسحاب من المواقع السورية التي دخلتها.
وقال الشرع: "كان مبرر إسرائيل هو وجود حزب الله والمليشيات الإيرانية والآن اختفى هذا المبرر، وسيتعين على إسرائيل التي سيطرت على منطقة عازلة بعد سقوط الأسد الأسبوع الماضي، الانسحاب".
وأضاف في مقابلته مع التايمز أن اهتمامه الرئيسي هو استقرار سوريا، داعياً الغرب إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا خلال حكم الأسد.
الأسد: لم أفكر في أي لحظة بالاستقالة أو طلب اللجوء..
في غضون ذلك، نشرت قناة تابعة للرئاسة السورية عبر تليغرام بياناً منسوباً لبشار الأسد، لم تتمكن بي بي سي من التأكد من صحته.
وحسب البيان، الذي نسب إلى الرئيس السوري المخلوع، أكد الأسد أن مغادرته سوريا لم يكن مخططاً لها، مشيراً إلى أنه بقي في البلاد حتى الساعات الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر 2024.
وذكر البيان أن الأسد انتقل إلى اللاذقية بالتنسيق مع "الحلفاء الروس"، مشيراً إلى أنه عند وصوله إلى قاعدة حميميم الجوية في صباح الأحد، تبين أن "قواتنا قد انسحبت تماماً من جميع خطوط الجبهة، وأن آخر المواقع العسكرية قد سقطت".
وأكد البيان أن الأسد لم يفكر في أي لحظة خلال تلك الأحداث في الاستقالة أو طلب اللجوء، بل كان الخيار الوحيد أمامه هو الاستمرار في القتال ضد "الهجوم الإرهابي".
ما هو مصير الأسد وعائلته؟
وأوضح البيان المنسوب للرئيس السوري المخلوع، أنه منذ اليوم الأول للحرب، "رفض الأسد أن يساوم على إنقاذ وطنه مقابل مكاسب شخصية أو على شعبه مقابل العروض والإغراءات".
وأضاف البيان أن الأسد خلال السنوات الماضية، "بقي في سوريا مع عائلته إلى جانب شعبه، يواجه الإرهاب تحت القصف والتهديدات المتكررة بالتسلل الإرهابي إلى العاصمة طوال 14 عامًا من الحرب".
كما شدد البيان على أن الأسد لم يسعَ إلى المناصب لأجل "المكاسب الشخصية".
وفي ختام البيان المنسوب للأسد، قال إنه عند "وقوع الدولة في أيدي الإرهاب يصبح أي
"لا مكان للتطرف وإيران" في سوريا..
وفي سياق متصل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، كايا كالاس للصحفيين، الاثنين، بعد اجتماعها مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن التطرف وروسيا وإيران يجب ألا يكون لهم مكان في مستقبل سوريا.
وأضافت كالاس "شدد كثير من وزراء الخارجية على أن القضاء على النفوذ الروسي (في سوريا) يجب أن يكون شرطاً على الإدارة الجديدة".
وقالت، إن التكتل "سيثير مسألة" القاعدتين العسكريتين الروسيتين مع القيادة الجديدة لسوريا، بعدما دعا عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أثناء اجتماع في بروكسل قادة سوريا الجدد إلى إخراج موسكو.
وأكدت أن رئيس البعثة الأوروبية إلى سوريا زار دمشق الاثنين، والتقى السلطات الجديدة، موضحة أن الحفاظ على سيادة سوريا وتمثيل جميع الأطياف في الحكومة أمور أساسية.
وشددت كالاس أن على سلطات سوريا الجديدة التخلص من نفوذ روسيا كشرط لعودة العلاقات، مشيرا إلى أن الاتحاد يدرس مسألة العقوبات، وينوي اتخاذ خطوات إيجابية "إذا لمس أفعالا".
"مقبرة جماعية تحوي ما لا يقل عن 100 ألف جثة"
وعلى صعيد التكلفة البشرية للحرب الأهلية السورية التي امتدت لـ 13 عاماً، قال رئيس منظمة حقوقية سورية، مقرها الولايات المتحدة، إن هناك مقبرة جماعية خارج دمشق تحوي ما لا يقل عن 100 ألف جثة لأشخاص قتلتهم حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال رئيس المنظمة السورية للطوارئ، معاذ مصطفى، في مقابلة هاتفية مع رويترز إن الموقع في القطيفة على بعد 40 كيلومتراً شمال العاصمة السورية كان واحداً من خمس مقابر جماعية حددها على مر السنين.
وأضاف "مئة ألف هو التقدير الأكثر تحفظاً لعدد الجثث المدفونة في الموقع. إنه تقدير متحفظ للغاية وغير عادل تقريبا".
وقال مصطفى إنه متأكد من وجود مقابر جماعية أكثر من المواقع الخمسة، وإن القتلى السوريين من بينهم مواطنون أمريكيون وبريطانيون وأجانب آخرون. ولم تتمكن رويترز من تأكيد مزاعم مصطفى.