استطلاع | صدام اللحجي
بعد سنوات من تعيينه محافظًا لمحافظة لحج، يظل السؤال مطروحًا: هل نجح أحمد عبد الله تركي في إدارة المحافظة أم أخفق في تلبية تطلعات المواطنين؟ الإجابة على هذا السؤال تعتمد على منظور كل فئة من أبناء لحج وتقييمهم للواقع الذي تعيشه المحافظة اليوم.
*الإنجازات المحققة*
لا يمكن إنكار أن هناك جهودًا بذلها المحافظ أحمد عبد الله تركي في بعض المجالات. تمكنت لحج، ولو بشكل محدود، من استعادة جزء من استقرارها الأمني في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، إضافة إلى بعض التحسينات في البنية التحتية التي شهدتها بعض المناطق. كما يثني البعض على جهوده في دعم الأمن ومكافحة التحديات التي تواجه المحافظة، مثل انتشار السلاح والجماعات الخارجة عن القانون.
*التحديات والإخفاقات*
في المقابل، يرى السواد الأعظم من أبناء لحج أن المحافظة لا تزال تعاني من مشكلات كبيرة في الخدمات الأساسية، كالكهرباء والنظافة والصحة والفساد والغلاء الذي ينخر جيوب الفقراء . شبكات الطرق في لحج بحاجة ماسة إلى صيانة وتأهيل، بينما تعاني الأسواق والأحياء من الإهمال الواضح.
كما يواجه المحافظ انتقادات حادة لعدم قدرته على معالجة قضايا البطالة بين الشباب، وغياب المشاريع التنموية الكبيرة التي يمكن أن تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي في لحج.
*رأي الشارع*
الشارع اللحجي منقسم بين مؤيد ومعارض. هناك من يرى أن المحافظ بذل جهوده في ظل الظروف الصعبة التي تواجه البلاد بأكملها، خصوصًا في ظل شح الموارد وضعف الإمكانيات. بالمقابل، هناك من يعتبر أن هذه التحديات لا تبرر الفشل في تحسين الخدمات أو معالجة الملفات الأساسية، مشيرين إلى غياب الشفافية والمحاسبة في إدارة الموارد المتاحة.
*مفترق طرق*
تقف اليوم المحافظة عند مفترق طرق، حيث تحتاج إلى إدارة قوية ومشاريع تنموية جادة تسهم في النهوض بمستوى الخدمات وتحسين حياة المواطنين. نجاح أحمد عبد الله تركي أو فشله يظل موضوعًا خاضعًا للنقاش، لكن المؤكد أن هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم الأولويات ووضع خطط عملية تستجيب لتطلعات أبناء لحج.
*لحج تعاني*
يبقى تقييم نجاح أو فشل التركي مرهونًا بمدى قدرته على مواجهة التحديات المتراكمة وتلبية تطلعات المواطنين. المحافظة لا تزال تعاني من أزمات كبيرة، تتطلب رؤية واضحة وإرادة حقيقية لتغيير الواقع. النجاح في إدارة محافظة بحجم لحج ليس مجرد شعارات، بل أفعال ملموسة تنعكس على حياة المواطنين. وفي ظل الانتقادات المتزايدة، يبقى السؤال الملح هل سيستطيع المحافظ في المرحلة المقبلة تصحيح المسار وتحقيق إنجازات فعلية، أم أن لحج ستظل عالقة في دائرة الإخفاقات؟