أقام المركز الثقافي اليمني بالقاهرة أمس الخميس، حفل توقيع كتاب "جلوسا على العين أو وقوفا" للشاعر أوراس الأرياني.
وفي بداية الحفل ألقى نائب مدير المركز الثقافي في القاهرة أ. نبيل سبيع، كلمة مؤكدا على تميز تجربة اوراس الارياني الشعرية، وقدرته على توظيف الكلمات في البوح عما يجول في فكره بتكثيف يجذب المتلقي ويبهرة، ويجبره على قراءته من أول كلمة إلى آخر كلمة.
وأكد الصحفي يونس عبد السلام، في تقديمه الحفل، أن الارياني كاتب ساخر، يرسم حدود هواجسه في قالب كوميدي، ببصمة وامضاء اوراس، وقدم رئيس تحرير مجله أدب ونقد د. عيد عبد الحليم، قراءة نقدية للمجموعة الشعرية الأولى للأرياني، التي صدرت عن دار "أروقة للنشر" في القاهرة، مشيرا إلى أن الإصدار تميز بالتناقضات بين سيرة الحزن، المسيطرة على حياة المواطن اليمني، وشغف الشاعر بالحب في أدق تفاصيله وفي متاهات فضاءاته.
متجاوزًا رياح القلق وعواصف الخوف وسحب الاضطراب الكامنة في رأسه، ضمن يوميات بلد تتآكله الحرب بكل بشاعتها ومآسيها، اكتوى بنارها، ونفس عن احتقانه واختناقه، في ديوانه الأخير، الذي فتح من خلاله نافذة تطل على عالم يعج بالحزن، واقتفى أثر الألم كمصدر دائم للإلهام.
وكان الإجماع بأن قصائد أوراس ليست مجرد كلمات؛ بل هي احداثيات على خطوط الشوارع الترابية، ومنعرجات الحرب، وما صاحبها من أحاسيس إنسانية عميقة تمزج بين المقالة والقصيدة في تركيبة فريدة تتماهى مع واقع مأزوم، كان هو من ضحاياه أسوة بغيره، وتميز عنهم بمهاراته كسارد شهادة إنسانية على عصر مضطرب، يقف على أعتاب خط النار، مشهرا قلمه، ووردته البيضاء والحمراء.