محمد ناصر الحكيمي : تعز
ضمن فعاليات حملة 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة وفي إطار مشروع تمكين المرأة لمواجة التغيرات المناخية ، نظم مركز البحوث ودراسات تنمية المرأة في جامعة تعز صباح اليوم الأحد فعالية توعوية هامة تحت عنوان " الاحتباس الحراري وتأثيراته المناخية يضاعف العنف على النساء " في إطار جهوده المستمرة للتوعية بالتحديات البيئية التي تواجهها النساء نتيجة التغيرات المناخية وتأثيراتها المباشرة على حياتهن .
وفي الكلمة الإفتتاحية للفعالية التي ألقتها مديرة مركز البحوث ودراسات تنمية المرأة بالجامعة الدكتورة إشراق هائل أشارت إلى أن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية أصبحت تشكل تحدياً كبيراً على المستوى العالمي لاسيما في المجتمعات التي تعاني من هشاشة اقتصادية واجتماعية مما يضاعف من معاناة النساء ويزيد من تعرضهن للعنف ، كما أضافت أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي يحرص المركز على تنظيمها لرفع الوعي حول القضايا التي تمس حقوق المرأة وسبل تمكينها في مواجهة التحديات والأزمات .
من جانبه ألقى عميد كلية التربية الدكتور محمد سعيد الحاج كلمة أشار فيها إلى الدور الكبير الذي تلعبه الجامعات في تعزيز الثقافة المجتمعية حول قضايا العنف ضد المرأة وضرورة تصدي المجتمع لهذه الظواهر السلبية ، كما تحدث عن أهمية تطوير حلول عملية لمكافحة العنف مؤكداً على التزام الجامعة بتقديم الدعم الأكاديمي والمجتمعي في هذا المجال .
بعد ذلك ألقى الدكتور قائد طربوش أستاذ القانون في جامعة تعز كلمة شكر فيها مركز البحوث ودراسات تنمية المرأة بالجامعة على تنظيم هذه الفعالية الهامة ، وأكد على ضرورة توسيع نطاق النقاش حول تأثيرات التغيرات المناخية على القوانين والحقوق القانونية للنساء مشدداً على أهمية حماية حقوق المرأة في مواجهة جميع أنواع العنف سواء كان اقتصادياً أو اجتماعياً بما يتماشى مع التشريعات الوطنية والدولية التي تدعم حقوقها .
وتضمنت الفعالية تقديم ثلاث أوراق علمية متخصصة في الموضوع حيث قدمت الورقة الأولى الدكتورة إشراق هائل بعنوان " مناهضة العنف ضد المرأة وتمكينها لمواجهة الاحتباس الحراري وتغيراته المناخية " والتي تناولت فيها دور تمكين المرأة في التصدي لتأثيرات التغيرات المناخية مع التركيز على العلاقة بين الاحتباس الحراري وازدياد العنف ضد النساء في المجتمعات المعرضة لتغيرات البيئية وناقشت الورقة أهمية زيادة الوعي المجتمعي والسياسات الحكومية التي تدعم حقوق المرأة في مواجهة التحديات البيئية مع تسليط الضوء على ضرورة تعزيز المشاركة النسائية في اتخاذ القرارات المناخية كما أكدت على أن تمكين المرأة لا يقتصر على التعليم فقط وإنما يشمل تمكينها اقتصادياً واجتماعياً لتكون قادرة على التصدي للعواقب المترتبة على هذه التغيرات .
أما الورقة الثانية فقد قدمتها الدكتورة عائدة العكادي بعنوان " العنف الاقتصادي ضد المرأة الريفية وعلاقته بالتغيرات المناخية " حيث تناولت فيها تأثير التغيرات المناخية على الوضع الاقتصادي للنساء الريفيات وكيف أن التدهور البيئي مثل الجفاف يزيد من الضغوط الاقتصادية على النساء ويعرضهن لمزيد من أشكال العنف الاقتصادي ، وأشارة أن النساء الريفيات يتعرضن للتمييز في الحصول على الدعم والموارد الاقتصادية مما يزيد من معاناتهن في ظل الأزمات المناخية ، كما تطرقت إلى أهمية تطبيق سياسات متكاملة تدعم المرأة الريفية من خلال توفير القروض الصغيرة والتدريب المهني وتحسين الوصول إلى الأسواق .
وفي الورقة الثالثة قدمت الدكتورة أفراح سلطان ناجي ورقة بعنوان " أثر التغيرات المناخية على الزواج المبكر " حيث تطرقت فيها إلى العلاقة بين الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن التغيرات المناخية وزيادة معدلات الزواج المبكر في بعض المجتمعات وقد أوضحت أن الأسر الفقيرة قد تلجأ إلى تزويج بناتها في سن مبكرة كحل اقتصادي للتخفيف من الأعباء المعيشية حيث يكون الزواج المبكر في نظر هذه الأسر حلاً لتقليل التكاليف الاقتصادية ولكنه في الوقت نفسه يعرض الفتيات لمخاطر صحية ونفسية ، كما أكدت على أن هذه الظاهرة تزداد في المناطق التي تعاني من تدهور بيئي حيث تجد الأسر نفسها غير قادرة على توفير احتياجاتها الأساسية مما يدفعها إلى اتخاذ قرارات صعبة تؤثر سلباً على حياة الفتيات ودعت إلى ضرورة تبني سياسات اجتماعية تعليمية تهدف إلى توعية الأسر حول مخاطر الزواج المبكر وتعزيز فرص التعليم للفتيات كأداة لتمكينهن .
كما تناولت الأوراق المقدمة بعض التوصيات المهمة لمواجهة العنف ضد المرأة في ظل التغيرات المناخية منها ضرورة تعزيز التعليم والتدريب للنساء في المناطق الريفية ، وتوفير الدعم القانوني والاجتماعي لحمايتهن من أشكال العنف المختلفة وتفعيل السياسات الحكومية للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على النساء .
شهدت الفعالية حضوراً متميزاً من أكاديميين وطلاب حيث تفاعل الحضور مع الموضوعات المطروحة التي أثيرت مما يعكس أهمية الموضوع بالنسبة للمجتمع ، وأشاد المشاركون في الفعالية بالمحتوى العلمي الغني والمواضيع التي تم تناولها مؤكدين على ضرورة تكثيف الجهود البحثية والتوعوية لمواجهة التحديات التي تطرأ على حقوق المرأة نتيجة التغيرات المناخية وكذا تعزيز الجهود الأكاديمية والمجتمعية لمكافحة العنف ضد المرأة داعين إلى المزيد من التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لمواجهة هذه التحديات الكبيرة .