في قلب النضال الوطني اليمني تبرز هناك كثير من الشخصيات الوطنية والنضالية التي كان لها دور كبير في أحداث نقلات نوعية في الأحداث التي يشهدها الوطن.. ومن تلك الشخصيات التي برزت في النضال الوطني في محافظة الحديدة اللواء الركن خالد خليل الذي برز كرمز للصمود والإصرار في وجه الظلم..
كرّس خليل حياته للدفاع عن حقوق أبناء تهامة، مؤسسًا وقائداً الحراك التهامي السلمي ليكون صوتًا لشعب تهامة عانى التهميش والإهمال لعقود طويلة.. وقم اعتقل اللواء خالد خليل من قِبَل مليشيات الحوثي، ليقضي خمس سنوات في ظروف قاسية داخل السجون، حيث واجه خلالها أبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي. هذه التجربة لم تكسر إرادته، بل عمّقت إيمانه بعدالة قضيته التهامية، وأكسبته مكانة فريدة في ذاكرة النضال الوطني حيثُ يعتبر الشخصية العسكرية الرابعة بعد اعتقال وزير الدفاع الاسبق الفريق محمود الصبيحي والفريق ناصر منصور والفريق فيصل رجب. ويعتبر ثاني عضو من اعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل تم اعتقاله بعد الاخ محمد قحطان الذي لازال في المعتقل الله يفك اسره.
وعلى الرغم من المحنة التي مر بها، خرج خليل من السجن ثابتًا على مبادئه، ليواجه واقعًا مختلفًا؛ حيث خذله رفقاء النضال من الحراك والمقاومة التهامية وجد أن الكثير منهم قد انجرفوا نحو البحث عن المكاسب الشخصية تحت غطاء الامتيازات الممنوحة من التحالف العربي.
ما يزيد من ألم القصة هو غياب الدعم الكافي من التحالف العربي لشخصية بحجم خالد خليل، رغم تاريخه الحافل بالتضحيات. بينما حصلت شخصيات أخرى على رواتب شهرية وإقامات، ظل اللواء خالد خليل يُواجه المرض والظروف المعيشية الصعبة بمفرده، مما يثير تساؤلات حول معايير التقدير والدعم التي تُقدمها الأطراف المؤثرة.
لم تُثنِ هذه التحديات عزيمة اللواء خالد خليل. لا يزال يحمل على عاتقه همّ الدفاع عن حقوق أبناء تهامة، مستندًا إلى رؤية تدعو للسلام والتنمية والعدالة الاجتماعية. رسالته تتجاوز الانتقام أو التصعيد العسكري، وتركز على إحياء روح النضال السلمي الذي يوحد جميع أبناء الوطن حول قيم العدالة والمساواة.
تجربة اللواء خالد خليل تقدم درسًا ملهمًا: أن النضال الحقيقي يتطلب الثبات على المبادئ رغم العواصف. في زمنٍ تتداخل فيه المصالح الشخصية مع القضايا الوطنية، يمثل خليل نموذجًا مشرفًا للقيادة المخلصة التي تضع الوطن فوق كل اعتبار.
ختامًا، حان الوقت لإعادة النظر في الدور الذي يمكن أن يلعبه القادة الحقيقيون مثل اللواء خالد خليل في تشكيل مستقبل تهامة بصفة خاصة واليمن بصفة عامة. إن دعم قضيته لا يعني فقط الاعتراف بتضحياته، بل يُمثل خطوة نحو بناء وطن قائم على أسس العدل والإنصاف والمساواة.