أجرى اللقاء/ عارف الضرغام
التقت صحيفة وموقع "عدن الغد" الأستاذ أدهم جواد عبدالله أحمد أمين عام الاتحاد السمكي لصيادي الجنوب القائم بأعمال رئيس الاتحاد ورئيس جمعية الربان السمكية ومدير حراج ساحة الباروت مركز إنزال الضربة بمديرية البريقة محافظة عدن تحدث إلينا بكل شفافية عن تأسيس الاتحاد ومراحل نشأته وتطوره وإنجازاته والصعوبات التي اعترضته وطموحاته وتطلعاته في إعادة الألق إليه وجمع شتاته لينهض من جديد ليقوم بالدور المأمول منه سواءً في خدمة الصيادين وتأمين احتياجاتهم، أو في توفير الأسماك الطازجة للمواطنين بأسعار مناسبة.
فهلم نرحل مستمتعين بهذا اللقاء ذي الشجون لعل وعسى نصل إلى ما يشبع نهمنا من خلال متابعتنا لهذه السطور.
* أستاذ أدهم حدثنا عن التأسيس والبدايات الأولى لها
* تم تأسيس الاتحاد في نهاية عام 2018م وبداية عام 2019م، حيث اجتمع مجموعة من الشباب وكنا كلنا من أعضاء مجلس إدارات الجمعيات السمكية، وكان الاجتماع في حضرموت في دورة تدريبية للبناء المؤسسي وتقويم المهارات تحت رعاية وإشراف وكالة المنشآت الصغيرة والأصغر (سمبس)،
ثم عدت إلى عدن، وبقيت الفكرة في ذهني، وعلى ضوئها لجأنا للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي قدم الدعم لنا ولاسيما الدائرة الجماهيرية في الأمانة العامة، تحت إشراف الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ أحمد حامد لملس، ونائبه الأستاذ فضل محمد الجعدي، ورئيس الدائرة الجماهيرية الدكتور محمد فضل القطيبي.
* وكيف كانت البداية؟
* أوكلت لي أول مهمة من المجلس الانتقالي الجنوبي للنزول لجميع المحافظات الجنوبية لطرح الرؤية على رؤساء الجمعيات السمكية بتكليف رسمي لتعريف وتوضيح وشرح أهمية وفوائد تأسيس الاتحاد، للدفاع عن حقوق الجمعيات السمكية وحل مشاكلها، كون الجمعيات كانت مشتتة ولا تجد من يدافع عنها، بعد ذلك تم تشكيل لجنة تحضيرية برئاسة الأستاذ عمر سعيد عميران أمين عام الاتحاد التعاوني السمكي بمحافظة عدن، وتواصلت مراحل تأسيس الاتحاد بالنزول أولاً للمحافظات الجنوبية ومعه الأخ محمد هادي السباعي المسؤول المالي للجنة التحضيرية اللذين بذلا جهداً كبيراً في إقناع الجمعيات السمكية وتسليمهم استمارات طلب الانضمام للاتحاد، ولكن شاءت الأقدار أن يمر الأستاذ عميران بوعكة صحية أدت إلى توقف نشاط وعمل اللجنة التحضيرية لعدة أشهر، ولكن إصرار الأستاذ فضل محمد الجعدي والدكتور محمد فضل القطيبي على إعادة تفعيل دور اللجنة التحضيرية وتطعيمها بكوادر نشطة وبإسهام كبير وفعال من قبل الدكتور عادل الغوري الذي كان له الدور الاكبر لتأسيس الاتحاد التعاوني السمكي لصيادي الجنوب، وبمشاركة الأخ أحمد جمعان باحبارة عضو مجلس إدارة تعاونية صيادي الشحر، الذي كان له دور كبير في إقناع محافظ حضرموت بتأسيس الاتحاد، وبمشاركة الأخ سعيد قمبوع من أبناء محافظة شبوة المسؤول المالي لجمعية الجويري بالمحافظة.
* وكيف تم تأسيس الاتحاد؟
* في 2021/8/26م تم تأسيس الاتحاد بقوام 91 جمعية سمكية من المحافظات الجنوبية السبع، وكان توزيع المهام بالمحاصصة ومن ثم بالتوافق، حيث كانت الرئاسة لحضرموت والأمانة العامة لعدن والدائرة المالية لأبين، وتم اختيار هيئة إدارية مشكلة من 14 عضواً من 13 دائرة، وتشكيل لجنة رقابة من 3 دوائر الرئيس والنائب والمقرر.
* ما هو أول عمل جدي للاتحاد؟
* كان أول عمل جدي لاتحاد صيادي الجنوب بعد أسبوعين من تأسيسه هو إيجاد مقر للاتحاد وتأثيثه بجميع احتياجاته، وذلك بدعم سخي وكريم من اللواء القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وبدأت أول خطوة ملموسة للاتحاد بإنشاء كاسر أمواج في منطقة فقم بمديرية البريقة محافظة عدن الذي وفر منطقة آمنة لمعدات الصيادين للحفاظ عليها من التلف بسبب العواصف و الأرياح الموسمية والذي تقدر مساحته 400 متر طولاً، و 100 متر عرضاً، ومازال حتى يومنا هذا قائماً على أرض الواقع، ثم بدأت مرحلة تأسيس الفروع في المحافظات الجنوبية، حيث تم تأسيس أول فرع في محافظة حضرموت ثم تتالى تأسيس الفروع في بقية المحافظات.
* وما الذي قدمه الاتحاد للجمعيات السمكية؟
* عمل الاتحاد على تنظيم إدارة شؤون الجمعيات السمكية والتنسيق الكامل بين الاتحاد والمصائد السمكية ووزارة التخطيط والمنظمات الدولية لتنظيم وتوزيع الدعم للجمعيات والصيادين ، وكذلك من خلال اللقاء مع منظمات دولية لتنفيذ مشاريع استثمارية اقتصادية وخدمية، وكان أولى هذه المشاريع إنشاء سوق مركزي بمديرية البريقة لتنظيم وتوزيع الأسماك وحصر البائعين المتجولين وذلك لتخفيف الأعباء على المواطنين، وكذلك إنشاء دراسات تفصيلية لتخفيض أسعار الأسماك حتى تكون في متناول الجميع، وتم تقديم هذه الدراسات لكل الجهات المختصة بالتنسيق مع منظمة UNDP والتنسيق مع بنك القطيبي لمنح الصيادين قروض شبه بيضاء، بربح بسيط، وكذلك عمل الاتحاد على إنزال عدة منظمات دولية لأهم المناطق بمحافظة عدن، أهمها الخليج الفارسي الذي يعتبر محمية طبيعية صالحة للاستزراع السمكي بنسبة 100% والاستثمار بهذه المشاريع لرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة، وهذه المنطقة غنية بالجمبري وابو مقص وأسماك العربي.
* فما الذي جرى بعد ذلك؟
* كان الاتحاد يسير في عمله بكل سلاسة وتنظيم في تلك الفترة بتنسيق بين الجميع تحت قيادة ربان السفينة المرحوم عمر سالم قمبيت رئيس الاتحاد، ولكن شاءت الأقدار أن تعصف المشاكل والخلافات بيننا نتيجة المصالح الشخصية لبعض الأشخاص في الهيئة الإدارية للاتحاد، ولكن تم تجاوز هذه المشاكل من قبل الدائرة الجماهيرية في المجلس الانتقالي الجنوبي، وتم توقيع محضر صلح للم الشمل من جديد، ولكن القلوب لم تكن صافية، حيث عادت المشاكل بسبب استخدام بعض الأشخاص، وتم كذلك لم الشمل مرة أخرى في اجتماع المكتب التنفيذي الذي عقد في محافظة حضرموت، وتم توقيع محضر بذلك.
* وكيف سارت الأمور بعد ذلك؟
* استمر الاتحاد لفترة من الزمن في عمله إلى أن تقدم رئيس الاتحاد والمسؤول المالي بشكوى رسمية للأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي يتهموني فيها بتجاوزات لم يستطيعوا إثباتها علي، وهي في الأساس اتهامات غير صحيحة وليس لها أي وجود على أرض الواقع، وقدمت رداً رسمياً عليها للأستاذ فضل محمد الجعدي دفاعاً عن نفسي، طالبت فيه بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، بإحالتي وإحالتهما للتحقيق، وإيقاف الجهة المعرقلة، واتخاذ العقوبات الصارمة بحق الجهة المعرقلة، وبالفعل تم تشكيل لجنة برئاسة الأستاذ صالح المرفدي رئيس الدائرة القانونية أجرت التحقيق مع الجميع، وتم إحالة الأوراق للأستاذ فضل محمد الجعدي للنظر فيها، ولكن فوجئنا بإصابة رئيس الاتحاد بوعكة صحية، فتم استدعاء رئيس لجنة الرقابة الأخ سعد سالمين ديموري للحضور إلى محافظة عدن لحل الإشكالية، الذي اجتمع بالطرفين في جلسة ودية وليست رسمية، وتم الاتفاق على الدعوة إلى عقد اجتماع استثنائي والترتيب له في محافظة عدن، ولكن فوجئت في اليوم التالي بمغادرة الأخ سالمين ديموري إلى محافظة حضرموت، وتغير موعد ومكان الاجتماع، حيث تم نقله إلى محافظة حضرموت رغم بقاء القضية والتحقيق في الأمانة العامة.
* وكيف آلت الأمور بعد سفر سالمين ديموري؟
* تم التواصل معي من قبل الأخ سالمين ديموري للحضور إلى محافظة حضرموت، ولكني لم أتمكن من الحضور أولاً لضيق الوقت وثانياً لعدم السماح لي من الأمانة العامة لمغادرة عدن، وتم عقد الاجتماع الاستثنائي في محافظة حضرموت بتاريخ 2022/11/13م والذي قام فيه رئيس لجنة الرقابة والتفتيش بتجميد عضويتي في الاتحاد، رغم أن القضية رهن التحقيق، وهذا التصرف مخالف لانظمة وللوائح الاتحاد، الأمر الذي سبب لي هذا التصرف ضرراً نفسياً كبيراً، لكني تقدمت بطعن إلى الأستاذ فضل محمد الجعدي، الذي أصدر توجيهاته بإيقاف أي إجراءات كون القضية منظورة أمام الأمانة العامة، ولدي ما يثبت أن هذا الإجراء غير قانوني ومخالف للوائح الاتحاد، وتم توقيفه برد واضح من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وأصبح وضع الاتحاد لا يحسد عليه، بعد هذه التصرفات غير القانونية تجاهي.
* ثم ماذا حدث؟
* اللي حدث فوجئنا بوفاة ربان السفينة رئيس الاتحاد بعد إجراء عملية قلب مفتوح، فشدينا الرحال لمحافظة حضرموت لعمل واجب الدفن والعزاء، وبعدها تم إصدار مذكرة رسمية من قبل معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور الزعوري تم فيها إصدار بعض البنود والتوصيات ومن ضمن هذه التوصيات تم تكليفي مؤقتاً بممارسة مهام وأعمال رئيس الاتحاد وبالتنسيق مع المكتب التنفيذي للاتحاد على تسيير الأمور لحين عقد المؤتمر ولكن تعنت بعض الإخوة وإصرارهم على افتعال المشاكل استوجب مني أن أتخذ قراري بالمضي قدماً إلى الأمام دون النظر خلفي لكل هذه المهاترات، فعملت على دعوة كل الإخوة من الهيئة الإدارية بكل الطرق الممكنة للجلوس معاً على طاولة واحدة لحل كل الخلافات، ولكن للأسف لم يتم الاستجابة لي، ولكني لم أيأس بل توجهت لوزارة الثروة السمكية وقدمت خطاباً رسمياً لتدخل الوزارة لمساعدتي للم الشمل، ولم تتم الاستجابة لي، فقررت أن أذهب في رحلة المواجهة، فانطلقت إلى أغلب المحافظات على نفقتي الخاصة للترتيب من أجل عقد المؤتمر الانتخابي الأول للاتحاد، والتقيت بأغلب الجمعيات ورؤساء الفروع ومدراء مكاتب الشؤون الاجتماعية والعمل للتنسيق معهم لعقد المؤتمر، وقدمت إليهم خطابات رسمية بهذا الخصوص ولدي نسخ من هذه الخطابات.
*حسناً سيد جواد.. وبعد أن عدت ماذا عملت؟
*عملت على بذل مرحلة جديدة وهي إعادة هيبة الاتحاد واستعادة دوره الريادي الذي كان يؤديه، فدعوت جميع الموظفين للاستمرار في العمل رغم توقف رواتبهم لمدة ستة أشهر بسبب المشاكل، وعلى أن أتحمل جميع نفقاتهم، وكان ذلك بدعم سخي وكريم من مالك حراج الباروت الشيخ معاذ جواد الذي دعم جهودي لانتشال الاتحاد وإعادة هيبته، فدعمنا بالمال لتسيير أمور الاتحاد من رواتب الموظفين ونفقات الكهرباء والماء وبدل المواصلات والدورات التدريبية والرحلات السياحية البحرية والندوات العلمية والاجتماعات الدورية والتكريم للشخصيات المخضرمة من الصيادين القدامى ذات الخبرات الكبيرة التي لم يهتم لأمرهم الكثير من ذوي الاختصاص، وبدل المواصلات للمتدربين وبدعم المرأة الساحلية ومراكز محو الأمية بمستلزمات وحوافز مادية وكل ماهو في مصلحة الاتحاد، واستمر الدعم لمدة ستة أشهر تقريباً.
ولذا فإنني أخلي مسؤوليتي أمام الله ثم أمام الجميع تجاه ما آلت إليه الأمور في الاتحاد، خاصة وأنني بعد أن عدت من مصر التي ذهبت إليها للعلاج بعد تعرضي لحادث، وجدت مقر الاتحاد مغلقاً، دون أي مبرر لذلك التصرف.
* وفي الختام ما هو الإجراء الذي تراه مناسباً لحل كل هذه الإشكاليات؟
* الإجراء المناسب في هذه الأحوال هو الدعوة إلى انتخابات عاجلة لاختيار هيئة إدارية جديدة ذات كفاءة مهنية عالية تقود دفة الاتحاد خلال المرحلة الزمنية القادمة.. وهو الإجراء المناسب لحل كل الخلافات، حتى يتمكن الاتحاد من النهوض مجدداً لتحمل مهامه تجاه الجمعيات السمكية في المحافظات الجنوبية.