قال الناشط الحقوقي اسعد ابوالخطاب : في ظل تصاعد التوترات في الجبهات الحدودية مع شمال اليمن، هل نستطيع حقًا تحقيق الأمن والاستقرار عبر تعزيز الجاهزية القتالية وحدها ؟
مضيفاً: هذا التساؤل الجريء يعكس قلقًا عميقًا حول مستقبل الجنوب في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
فمن جهة، هناك تهديدات ملموسة تتطلب استجابة عسكرية حازمة.
ومن جهة أخرى، يبقى السؤال الأكبر: هل القوة وحدها تكفي لحماية مكتسبات الشعب الجنوبي؟
وتابع : هل رفع الجاهزية القتالية يعني أننا نقترب من تحقيق الاستقرار، أم أننا نقترب أكثر من دائرة جديدة من الصراع؟
وأشار إلى أن الجنوب خاض معارك طويلة من أجل نيل استقلاله وضمان سلامة أراضيه، لكن هل يجب أن يكون الثمن استمرار حالة الطوارئ والتعبئة المستمرة؟
وأكد أن تعزيز الجاهزية القتالية ليس مجرد إجراء عسكري، بل هو رسالة واضحة بأن الجنوب مستعد للدفاع عن مكتسباته. وقال: الجاهزية لا تعني الحرب، لكنها تعني أننا لن نسمح بتكرار المآسي السابقة التي جعلت حدود الجنوب عرضة للانتهاكات.
وأضاف: أن حماية السيادة تتطلب تكاملًا بين القوة العسكرية والرؤية السياسية، لضمان ألا تتحول الحدود إلى ساحات مواجهة دائمة.
ولفت أبو الخطاب إلى أهمية ألا تكون الجاهزية القتالية على حساب المجتمع الجنوبي وتنميته. وقال: بينما نستعد للحرب، هل نسينا أن السلام يحتاج إلى بنية تحتية قوية، وخدمات أساسية توفر للمواطنين وحياة كريمة؟
وأوضح أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا عندما يشعر المواطنون بالأمان في حياتهم اليومية، وليس فقط في حدودهم.
واختتم الناشط الحقوقي بقوله: رفع الجاهزية القتالية واجب، لكن يجب أن نضعه في سياق رؤية شاملة للسلام. ولا يمكن للجنوب أن ينهض وهو يحمل السلاح في يد، ويتجاهل احتياجات شعبه باليد الأخرى.
مشيراً أن الجنوب يحتاج اليوم إلى استثمار في الإنسان والبنية التحتية، تمامًا كما يستثمر في حماية أراضيه.
لأن النصر الحقيقي هو نصر الأمن والتنمية معًا، وليس انتصار المدافع فقط.