تعد النجاحات التي تحققها النساء اليمنيات الرياديَّات في مجال الأعمال التجارية ومنهن النساء الحضرميات لا شك إنها تعكس قدرتهن على التأقلم مع التحديات التي تمر بها البلاد خاصة في الجانب الأمني والاقتصادي، وخلق ابتكارات متنوعة في مجالات متعددة وهذا ما يجعل لتمكينهنّ دوراً حيوياً في تعزيز الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، ويجعل من تلك النجاحات قوة قادرة على تخطي الصعوبات؛ الأمر الذي يؤكد أهمية دور سيدات الأعمال في دعم الاقتصاد المحلي.
موقع "عدن الغد" حاور الأستاذة بركة مبارك الحدري رئيس قسم سيدات الأعمال بغرفة تجارة وصناعة حضرموت الوادي والصحراء، نتابع ذلك من خلال الحوار الآتي:
حاورها / عبدالعزيز بامحسون
ممكن تحدثينا عن أبرز نشاطات قسم سيدات الأعمال خلال الفترة الماضية ، ومتى أنشأ؟
يعد قسم سيدات الأعمال بالغرفة التجارية بوادي حضرموت والصحراء الواجهة الرسمية والبيت الحاوي لمالكات ورائدات الأعمال في حضرموت الوادي والصحراء والذي أنشئ وافتتح في يونيو من العام 2014م، والذي يسعى منذ افتتاحه لمساعدة النساء ودعمهن في مجال التنمية والتجارة والصناعة وذلك من خلال تنفيذ البرامج التدريبية وورش العمل والمحاضرات والدورات التدريبية والتأهيلية والتي نهدف من خلالها للرفع من مستوى الوعي وتعزيز توظيف المرأة وريادة الأعمال لضمان حصول النساء على مشاريع دائمة وليست منح مؤقتة للتأثير في التنمية الاقتصادية حيث يعد التدريب والتأهيل من أهم أهداف القسم لتتمكن النساء من الدخول إلى سوق العمل و حصولهن على احتياجات الحياة الأساسية فتصبح النساء أكثر وعياً بكيفية إدارة المشاريع.
ومن أبرز الأنشطة التي نفذها القسم ملتقى مالكات المشاريع لكل من ترغب في أن يكون لها مشروع خاص واقيم في الملتقى دورة بعنوان (خطوة بخطوة لأنشاء مشروعك الخاص) وكذلك أقام القسم دورات متنوعة مثل دورات المشاريع الاحترافية، والتسويق للمشروع، واعداد خطة المشروع، والخياطة والكوافير والمعجنات والطرطات، والتصوير والفوتوشوب وصناعة الثيمات وغيرها، وكذلك إقامة بعض الدورات بالشراكة مع جهات أخرى مثل الكوافير، والخياطة والطباخة والحناء والكوافير، وورشة تعريفية حول أهمية السجلات التجارية وعضوية الغرفة التجارية لسيدات الأعمال وكذلك المشاركة في عدد من البازارات أو المعارض التي من خلالها تعرض مالكات المشاريع أعمالهن فالغرفة التجارية وقسم سيدات الأعمال يطمح أن يكون لمالكات المشاريع سوق خاص بهن وغيرها الكثير من الأنشطة والأعمال التي ينظمها القسم ويقوم بها.
إذن ما هي الأهداف المنشودة من إنشائه؟
هناك عدة أهداف أبرزها:
ــ تفعيل دور ومشاركة سيدات ورائدات الأعمال والمبدعات في القطاع الخاص والمساهمة في المحافظة على استدامة واستمرارية أعمالهن.
ــ تقديم الاستشارات اللازمة لتذليل الصعوبات التي تواجه سيدات ورائدات الأعمال وتساهم في تطوير أعمالهن واستدامتها.
ــ نشر وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال والإبداع والابتكار لدى المرأة في بيئة العمل التنافسية.
ــ دعم إنشاء حاضنات الأعمال المتكاملة والمبتكرة وتشجيع الأفكار الإبداعية لدى المرأة وتبنيها وتطويرها وتوفير البيئة اللازمة لاستدامتها.
ــ تعزيز دور البحث والتطوير العلمي في مجال ريادة الأعمال.
ــ توفير البرامج الداعمة لتمكين المرأة من خلال تطوير مهاراتها وقدراتها كالتدريب والتأهيل في مجال ريادة الأعمال.
ــ تقديم المقترحات حول تطوير التشريعات والسياسات والإجراءات المنظمة للعمل الاقتصادي بما يدعم تعزيز مشاركة المرأة في القطاع الخاص.
ــ تنظيم ممارسة المرأة العاملة ضمن الرخص المنزلية وإدماجها في منظومة العمل الخاص.
ــ المساهمة في زيادة مشاركة المواطنات في وظائف سوق العمل في القطاع الخاص.
ما هي الإنجازات التي حققها قسم سيدات الأعمال؟
الانجازات التي حققها قسم سيدات الأعمال كثيرة منها:
إشراك مجموعة من سيدات الأعمال في برنامج بريف (1 ــ 2) وحصولهن على منحة تماثلية، كما قدمت الغرفة ضمانات تجارية لمالكات المشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر لبنك التضامن للتمويل الأصغر حتى يتمكن من الحصول على تمويل البنك لمشاريعهن، ومنح عدد من مالكات المشاريع رسوم السجل التجاري،
ومشاركة سيدات الأعمال في افتتاح مشاريعهن الخاصة، وإشراك سيدات الأعمال الحاصلات على عضوية الغرفة في البرامج والأنشطة التي تنفذها الغرفة التجارية أو التي تنفذها جهات حكومية أو مؤسسات محلية، وتقديم قروض بيضاء لمالكات المشاريع تصل قيمة القرض إلى (3000) ريال سعودي، وتقديم خصم (50) % لسيدات الأعمال عند استخراج عضوية الغرفة التجارية.
كيف يسهم قسم سيدات الأعمال في تمكين رائدات الأعمال بحضرموت الوادي والصحراء؟
نحن في قسم سيدات الأعمال بغرفة تجارة وصناعة وادي حضرموت والصحراء نرحب بالنساء مالكات المشاريع ويتم تسجيلهن ومنحهن عضوية الغرفة ليستفدن من التسهيلات التي تقدمها الغرفة للتجار والموردين لجعل مشروعاتهن ناجحة وقادرة على المنافسة السوقية وذلك من خلال استكشاف احتياجاتهن، وزيادة قاعدة السيدات صاحبات ورائدات الأعمال وتقديم المشورة لهن، وتقديم خدمات متخصصة لتأهيل سيدات الأعمال مثل الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة.
ما هي الخدمات التي يقدمها قسم سيدات الأعمال للسيدات؟
قسم سيدات الأعمال يهتم برعاية سيدات الاعمال وتقديم كافة التسهيلات الممكنة لهن كما يعمل على تشجيع النساء على إقامة المشاريع الصغيرة وتقديم الدعم اللازم لهن لمساعدتهن على تطوير وإدارة مشروعهن الخاص بهن وتوسيع مجالاتهن بما يسهم في تحسين حياتها وحياة أسرتها المعيشية وتعزيز حالتها الاقتصادية و الاجتماعية والأسرية والذي بدوره يساعد على تقدم المجتمع والوطن اقتصادياً.
برأيك ما هي المقومات الواجب توفرها في سيدة الأعمال الناجحة؟
لكي تصبح المرأة سيدة أعمال ناجحة وتضمن الاستمرارية لأعمالها يجب عليها من وجهة نظري أن تتسم بصفات ومقومات أساسية عديدة يجب توفرها لعل من أبرزها: الثقة بالنفس، والشجاعة في التقدم، والتوسع في المشروع، والتعرف على نقاط القوة لتقويتها أكثر فأكثر، ونقاط الضعف لتحسنها وتحولها لنقاط قوة، والتخطيط، والتعلم، وتمتلك الوعي الكافي بالمشروع وبالبيئة المنافسة أيضا ولديها المرونة وقابلية التكيف مع مختلف الأوضاع.
• ما المساعدات التي تقدمونها لمساعدة وتمكين المزيد من السيدات للوصول إلى مواقع قيادية في مجالاتهن؟
نحن في قسم سيدات الأعمال نسعى لمساعدة سيدات الأعمال وذلك من خلال تنفيذ البرامج التدريبية وورش العمل والمحاضرات والدورات التدريبية والتأهيلية والتي نهدف من خلالها الرفع من مستوى الوعي بامتلاك المشروع وتعزيز توظيف المرأة وريادة الأعمال وكما يؤمن قسم سيدات الأعمال بأهمية التوعية والتثقيف لمساعدتها في التحديات التي تواجهها لتكون واثقة من قدراتها وملمة بتحديات العمل ليصبحن قادرات على تحقيق التميز والنجاح في مشاريعهن، كما نعمل على تسهيل الفرص وتعزيز التغيير الإيجابي في المجتمع لتقبل المرأة في عالم الأعمال وبالتالي تمكينهن وتحفيزهن ليصبحن سيدات عاملات في المجتمع الاقتصادي، ويعد تحقيق تمكين المرأة في سوق العمل أمرًا متعدد الجوانب، حيث يتطلب كسر الحواجز الثقافية بالإضافة الى أن يجب تعزيز الوعي وتغيير الأفكار والمعتقدات الجامدة التي تقيد تقدم المرأة وتقلل من دورها القيادي بشكل عام، ويجب توفير الفرص التعليمية والتدريبية المناسبة للنساء، بما في ذلك تطوير القدرات القيادية وتنمية المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل.
• ماهي نقاط الالتقاء بين التمكين الاقتصادي للمرأة ودعمها النفسي والاجتماعي من خلال موقعك في قسم سيدات الأعمال ؟
نقاط الالتقاء بين التمكين الاقتصادي للمرأة ودعمها النفسي والاجتماعي مهمة جدا ولا يمكن أن يتحسن وينجح المشروع مالم يصحبه دعم نفسي واجتماعي يساعدها على إدارة مشروعها إدارة ممتازة وتأهلها لمواجهة التحديات التي قد تعترض لها في مشروعها، لذا جمع قسم سيدات الأعمال بين التدريب المهاري والحرفي والتدريب التنموي من أجل منح سيدات الأعمال فرصة أكبر للنمو والتقدم في المشاريع مما يوفر لهن فرصة كبيرة للعمل لاكتساب خبرات مختلفة ما ينعكس على حياتهن.
• هل هناك خطوات جادة يستعد من خلالها قسم سيدات الأعمال في تنفيذها خلال السنوات القادمة؟
نحن نسعى في قسم سيدات الأعمال لاستقطاب عدد كبير من النساء ودخولهن عالم التجارة والصناعة وأيضاً نسعى إلى أن ترتب سيدات الأعمال مشاريعهن ويستخرجن سجل تجاري وعضوية الغرفة التجارية وتوثيق هويتهن التجارية والصناعة والمحافظة عليها لتكون سيدة أعمال ورائدة على المستويين المحلي والخارجي.
•ممكن تحدثينا عن أبرز شراكات قسم سيدات الأعمال مع المنظمات؟
هناك العديد من الشراكات التي عملناها مع عدد من المنظمات المحلية والدولية لما من شأنها خدمة سيدات الأعمال ومن أبرز الشراكات: مكاتب وزارة الصناعة والتجارة، ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي، ووزارة الأشغال العامة واللجنة الوطنية للمرأة وعدد من المؤسسات والجمعيات منها؛ وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (semps)وجمعية المستقبل، وجمعية المرأة، وجمعية البدر، ومركز الكاف الخيري، ومؤسسة تمكين.
•ماذا عن جانب التدريب والتأهيل في القسم؟
نحن مستمرون في جانب التدريب والتأهيل وإقامة الدورات وورش العمل بهدف تطوير مشاريع سيدات الأعمال لتلبي متطلبات سوق العمل من أجل النهوض بالمرأة لتكون رائدة أعمال متميزة.
•ما الكلمة التي توجيهها لسيدات حضرموت الوادي لتشجيعهن على تحقيق النجاح؟
أقول لسيدات الأعمال أن تحقيق النجاح في المشاريع التجارية ليس بالطريق السهل ولا يمكن السير به دون المرور بالعقبات والعوائق التي تعيق رحلتها وتُعرقل مسيرتها نحو أهدافها، لذا فإن بذل الجهد والمثابرة والصبر إلى جانب الاستفادة من تجارب الآخرين ونصائح الخبراء يساعدها في فتح كافة الأبواب التي تقف بينها وبين تحقيق النجاح، بالإضافة إلى تطوير قدراتها وتنميتها والتي تلعب دوراً حاسماً لتحقيق التميز في المجال التجاري والصناعي.
• ما هو أكبر التحديات التي تواجهينها؟
الصعوبات التي تواجهنا تكمن في ضعف الثقافة لدى سيدات الأعمال فيما يخص التجارة والصناعة وإدارة المشاريع والتوسع فيها، والوعي بأهمية استخراج السجل التجاري والعضوية التجارية، وضعف وعي منظمات المجتمع المدني والدولي بمهام ودور قسم سيدات الأعمال بالغرفة التجارية.
• كلمة أخيرة تودين قولها في ختام هذا اللقاء؟
أدعو جميع النساء أن تستغل الموارد المتاحة لها وأن تستفيد من مهاراتها وتطور نفسها كي تحصل على مشروع خاص لها لتكون سيدة نفسها كما أدعو الخريجات وأقول لهن لا تنتظرن الوظيفة بل يجب أن تستغلين الصناديق التي تدعم المشاريع وأن تفتحن لكن مشروع خاص بكن وأن تطورن من أنفسكن حتى تصبحن رائدات أعمال على مستوى المحلي والوطن العربي، كما أدعو كل مالكة مشروع أن يكون مشروعها معمد رسميا بحيث تستخرج لها سجل تجاري ومن ثم تحصل على عضوية الغرفة كي تستفيد من التسهيلات التي تقدمها الغرفة التجارية، كما أقول لكل مجال أو نشاط أن يؤسس له كيان يجمعه تحت مظلة الغرفة يدافع عن حقوقه.