أطلقت المنظمة الدولية للهجرة، بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مشروعاً حيوياً بقيمة 2.25 مليون دولار لتحسين خدمات الصرف الصحي لأكثر من 185 ألف يمني في محافظة مأرب من المجتمعات المستضيفة والنازحين داخلياً.
وتهدف المبادرة الممتدة 12 شهراً، وفق بيانات الهجرة الدولية، إلى توفير الدعم الأساسي في مجال الصرف الصحي والنظافة من خلال تحسين المرافق، ودعم القدرات المحلية لإدارة النفايات، وتعزيز الظروف المعيشية لتكون صحية وأكثر أماناً، وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل للمجتمعات المتضررة بشدة من الصراع القائم في اليمن.
وقال عبد الستار عيسويف، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: «إن هذا المشروع يعد شريان حياة لسكان مأرب الذين يواجهون بعضاً من أصعب الظروف في البلاد، في ظل معاناة مئات الآلاف من الناس للحصول على خدمات الصرف الصحي الأساسية». وأضاف أن هذه المبادرة «توفر الإغاثة الفورية مع وضع الأساس لحلول دائمة يقودها المجتمع. ومن خلال تقديم الدعم الحاسم»، إذ إنها لا تلبي الاحتياجات العاجلة فحسب، بل «تساعد أيضاً المجتمعات على استعادة الشعور بالكرامة والأمان والاستقرار».
وتعد مأرب المنطقة التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن، حيث تؤوي نحو 1.6 مليون شخص فروا من الصراع وانعدام الأمن وتدهور الظروف المعيشية في جميع أنحاء البلاد. وبعد أن كان عدد سكانها لا يزيد على 350 ألف نسمة، ارتفع عدد سكانها الآن إلى أكثر من مليوني نسمة؛ ما وضع ضغوطاً هائلة على بنيتها التحتية وخدماتها الأساسية. وأدى هذا الارتفاع غير المسبوق في معدلات النزوح إلى اكتظاظ مواقع النزوح، وزيادة الضغط على الموارد المحلية؛ ما جعل كثيراً من الناس لا يصلون إلى الخدمات الكافية من الصرف الصحي والمياه النظيفة وأنظمة إدارة النفايات.
ويستضيف موقع الجفينة وحده، أكبر تجمع للنازحين في اليمن - أكثر من 73000 شخص - يعتمد كثير منهم على المساعدات الخارجية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
لمواجهة الضغوط التي تقف أمام قدرة الموارد المحلية والحاجة الملحة لتوسيع خدمات الصرف الصحي، تنفذ المنظمة الدولية للهجرة، بتمويل كبير من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، استجابةً منسّقة لتلبية هذه الاحتياجات الحرجة.
وتشمل التدخلات المخطط لها بناء 200 مرحاض منزلي، وإعادة تأهيل 600 حفرة صرف صحي، وتوفير المعدات الأساسية لتعزيز إدارة النفايات محلياً.
كما سيدعم المشروع صندوق تحسين النظافة في مأرب من خلال توفير شاحنات للنفايات والشفط لتعزيز جمع النفايات وإدارة الحمأة، وجعل البيئة أكثر نظافةً وأماناً.
ومن خلال رفع القدرات المحلية وتعزيز البنية التحتية، توفر هذه المبادرة الإغاثة الفورية، وتزيد من القدرة على الصمود على المدى الطويل، وتعزز الاكتفاء الذاتي للمجتمعات في مأرب.
ووفق المنظمة الأممية، تعد هذه الشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية استمراراً لتكريس دعم المركز للجهود الإنسانية التي تبذلها المنظمة في اليمن، حيث يواجه الملايين احتياجات حادة.
ومع تقدم المشروع، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أنها ستواصل العمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية لضمان تقديم حلول فعّالة ومستدامة للصرف الصحي والنظافة، والتي من شأنها حماية الصحة العامة، ودعم الاستقرار الاجتماعي، وإعادة الأمل لأولئك الأكثر تضرراً من الأزمة القائمة في اليمن.