أبَّن المهندس الزراعي عبد القادر خضر السميطي، ذو الخبرة الواسعة في القطاع الزراعي الممتدة لأكثر من 46 عامًا، محاولات الإصلاح الزراعي بنظام "المدارس الحقلية"، مؤكدًا أنها لم تحقق النتائج المرجوة رغم الجهود المبذولة، بل أسفرت عن هدر للوقت والمال. جاء ذلك في تصريح خاص، حيث عبَّر السميطي عن استيائه من استمرار تنفيذ هذا النظام الذي وصفه بـ"التجربة الفاشلة" التي لم تُثمر في اليمن ولا في بلدان أخرى، مثل مصر والعراق.
وأشار السميطي إلى محاولات تطبيق هذا النظام في دلتا أبين ودلتا تبن وحضرموت منذ الثمانينيات، والتي لم تحقق النجاح بسبب ظروف المزارعين المختلفة وتباين احتياجاتهم، كما أفاد بأنه تمت محاولات مشابهة في مناطق أخرى ضمن النظام الزراعي اليمني بدعم من خبراء عرب وأجانب، دون تحقيق نتائج ملموسة.
السميطي طالب بضرورة العودة إلى نظام الإرشاد الزراعي القديم الذي أثبت فعاليته في السبعينيات، والذي استخدم أساليب متعددة للوصول إلى المزارعين، مثل النشرات الزراعية، البرامج التلفزيونية والإذاعية، والأسواق، مؤكدًا أن هذا النظام كان أكثر ملاءمة لاحتياجات المزارعين المحليين وأكثر ارتباطًا بواقعهم.
وفي ختام تصريحه، دعا السميطي إلى تقييم شفاف وعملي لنظام "المدارس الحقلية" وإيقاف "التجارب الفاشلة" التي لم تحقق التغيير المطلوب. كما أشار إلى أهمية تعزيز البحوث الزراعية وتطوير وسائل الري التقليدية لدعم التنمية الزراعية المستدامة في اليمن، داعيًا المنظمات الدولية، وعلى رأسها "الفاو"، إلى مراجعة سياساتها الزراعية في البلاد.
"عذرًا يا وطني الجريح، فشلنا في تضميد جراحك وتسكين آلامك"
