تعد مؤسسة حضرموت للتوحد من المؤسسات الخيرية النبيلة التي ترعى أبناء التوحد والفئات الخاصة وتنمية الطفل على تقديم خدمات متطورة لمرضي التوحد ونستثمر مواردنا وطاقاتنا في بيئة إيجابية لتمكينهم تعليمياً ووظيفياً وثقافياً واجتماعياً بما يناسب إمكاناتهم وتطلعاتهم وتسهم في زيادة تفعيل أدوار المجتمع وتحقيق التنمية الاجتماعية لأطفال مرضى التوحد، والتي تسعى جاهدة لتعمق السعادة والتمكين المجتمعي للأشخاص من اضطراب التوحد، وتكافح المؤسسة وبإمكانيات محدودة من أجل دعم الأطفال المصابين بمتلازمة التوحد ومساعدة أسرهم في تأهيلهم وتدريبهم وإدماج هذه الفئة في المجتمع، لكنها باتت اليوم تواجه تحديات عدة، رغم أهميتها.
موقع "عدن الغد" حاور الأستاذ عبدالله سعيد باصمد رئيس مجلس إدارة مؤسسة حضرموت للتوحد الذي أوضح العديد من أنشطة المؤسسة وفكرة تأسيسها، نتابع ذلك من خلال الحوار الآتي:
حاوره / عبدالعزيز بامحسون
حدثونا عن البدايات الأولى للمؤسسة، والصعوبات التي واجهتكم في البداية؟
تأسست مؤسسة حضرموت للتوحد في العام 2012م تحت مسمى (جمعية حضرموت لذوي الإعاقة الذهنية) وكانت ترعى (50) طفلا من ذوي الإعاقات (التوحد، متلازمة داون الضمور، صعوبة التعلم)، وفي عام 2015م تم تغيير اسمها إلى (جمعية حضرموت للتوحد) وازداد عدد الأطفال حينها ليبلغ (120) طفلا، وفي العام 2017م شهدت الجمعية نقلة نوعية تحول المسمى بعدها لتصبح (مؤسسة حضرموت للتوحد).
كانت البدايات مليئة بالتحديات، من أبرزها نقص الوعي المجتمعي حول اضطراب التوحد، وصعوبة الوصول إلى الموارد المتخصصة والكوادر المؤهلة، إضافة إلى التحديات المالية المتعلقة بتأمين التمويل اللازم لتقديم الرعاية والتدريب للأطفال.
من أين استلهمتم فكرة تأسيس مؤسسة للتوحد في حضرموت؟
جاءت فكرة تأسيس المؤسسة بعد ملاحظة الفجوة الكبيرة في الرعاية المتخصصة للأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد في حضرموت، لم يكن هناك أي من المراكز المتخصصة على تقديم الدعم، مما دفعنا إلى إنشاء مؤسسة تسعى لسد هذه الفجوة وتقديم بيئة شاملة ومتخصصة لدعم هؤلاء الأطفال وأسرهم.
ما هي أبرز أهداف المؤسسة، وأهدافها التشغيلية التي سعت لتحقيقها؟
هناك العديد من الأهداف التي أنشئت من أجلها المؤسسة منها: رفع الوعي المجتمعي بالتوحد، ودعم وتحفيز أسر التوحد، وتعزيز البناء المؤسسي للمؤسسة، وتعزيز الشراكة والتكامل بين الجهات العاملة في قطاع التوحد، وتعزيز ثقافة البحث العلمي في مجال التوحد، وتطوير البنية التنظيمية لقطاع التوحد، ورفع كفاءة القدرات البشرية العاملة بقطاع التوحد، وتمكين الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من مساعدة أنفسهم وأسرهم والقيام بأدوارهم الفعالة في المجتمع ومساعدتهم للاندماج وسط المجتمع، من خلال توفير بيئة مناسبة ووسائل تعليمية حديثة للأطفال في المؤسسة.
كما أن هناك أهداف تشغيلية منها: تحقيق الانتماء والولاء تجاه المؤسسة، وتحسين وتجويد حياة ذوي التوحد وأسرهم، وتحقيق الرعاية الشاملة لذوي التوحد وأسرهم، وتوحيد وتنسيق الجهود بين الجهات مقدمي الخدمات لذوي التوحد، والنهوض بمستوى الوعي والإدراك المجتمعي حول اضطراب طيف التوحد، وكيفية التعامل مع ذويه، وتجويد الخدمات المقدمة لذوي التوحد وأسرهم، ورفع سقف العمل في قطاع التوحد.
هل اضطرابات التوحد منتشرة في حضرموت، وما أسبابها؟
نعم، اضطراب التوحد موجود في حضرموت كما هو في معظم أنحاء العالم، ومع ذلك قد لا تكون الإحصاءات الدقيقة متاحة بالكامل.
أسباب التوحد ليست معروفة بشكل قاطع، لكن العوامل الوراثية البيئية قد تلعب دورًا مهمًا في زيادة احتمالية الإصابة.
ما أكثر الحالات التي تستقبلها المؤسسة؟
تستقبل المؤسسة حالات متنوعة من اضطراب طيف التوحد، تتراوح من الحالات الخفيفة التي تظهر صعوبات بسيطة في التواصل والتفاعل الاجتماعي إلى الحالات الأكثر تعقيدًا التي تحتاج إلى دعم مستمر ومتخصص في الجوانب التأهيلية والسلوكية، كما تستقبل المؤسسة حالات متلازمة الداون وصعوبة التعلم والإعاقة العقلية واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
ما أكثر الفئات العمرية التي تستقبلها المؤسسة؟
تستقبل المؤسسة الأطفال من مختلف الفئات العمرية، ولكن النسبة الأكبر من المستفيدين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 10 سنوات، وهي الفئة التي يمكن أن تستفيد بشكل كبير من التدخل المبكر.
ما هي أبرز الحالات التي تتميزون بها؟
نتميز في المؤسسة بتأهيل وتدريب حالات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تقدم لهم الكثير من الخدمات المساندة مثل تنمية المهارات (الفردي والجماعي)، جلسات التخاطب، جلسات التكامل الحسي، تعديل السلوك، التربية الرياضية، التربية الفنية حيث تهدف إلى تحسين التواصل اللغوي والاجتماعي والسلوكي للأطفال، ونجحنا في تحقيق تقدم ملموس في عدة حالات حيث تم تخرج أكثر من (102) طفلاً وإلحاقهم بالتعليم العام والعمل المهني ودمجهم في المجتمع.
هل لكم مشاركات خارجية؟
نعم، لدينا مشاركات خارجية متعددة، حيث شاركنا في تقديم العديد من الدورات عبر الاتصال المرئي وكانت المشاركات على الصعيد المحلي والدولي، مما ساعدنا في تبادل الخبرات والاستفادة من أحدث الأبحاث والدراسات في هذا المجال.
هل لكم شركاء محليين أو إقليميين؟
نعم، نحن نفخر بشراكتنا مع عدد من الجهات المحلية والإقليمية التي تساهم في دعمنا، إضافة إلى منظمات غير حكومية تقدم لنا الدعم التدريبي، وهناك العديد من المراكز التدريبية التي تعمل في المجال نفسه قمنا بدعمها بالوسائل التعليمية وتدريب كوادرها بدورات متخصصة.
من هم أبرز الداعمين للمؤسسة ونشاطاتها؟
حظينا بدعم من أهل البر والإحسان وأصحاب الأيادي البيضاء إلا ان الدعم محدود ولا يفي بمتطلبات النشاطات التي نطمح في تنفيذها ويحول دونها عدم توفر الميزانيات المالية المطلوبة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
هل لكم برامج أخرى تنفذها المؤسسة؟
بالإضافة إلى برامج الرعاية والتأهيل الخاصة بالتوحد، نقدم أيضًا برامج توعوية مجتمعية تهدف إلى نشر الوعي حول اضطراب التوحد وكيفية التعامل معه، كما نسعى لتمكين أسر الأطفال من خلال دورات تدريبية تقدم لهم الدعم النفسي والاجتماعي.
هل الأشخاص الذين يتعاملون مع الحالات متخصصون؟
نعم، جميع العاملين في المؤسسة يمتلكون خبرات تخصصية في التأهيل والتدريب حيث يتم تدريب الكوادر بشكل مستمر ويتم الاستعانة بمدربين من خارج الوطن لضمان مواكبة أحدث الأساليب العلاجية والتربوية المتبعة عالميًا.
هل لديكم متطوعون، وكم عددهم؟
نعم، لدينا عدد من المتطوعين الذين يساهمون في تنفيذ أنشطتنا وبرامجنا المختلفة، في فترات معينة، يبلغ عددهم حوالي 15 ـــ 20 خلال العام الواحد وهم جزء لا يتجزأ من دعمنا المجتمعي.
ما هي أكثر المعوقات والتحديات التي تواجه المؤسسة؟
أكثر التحديات التي نواجهها تتعلق بنقص التمويل المستدام، إذ أن الكثير من الخدمات التي نقدمها تحتاج إلى موارد مالية كبيرة لضمان استمراريتها، كما نواجه تحدي نقص الوعي المجتمعي حول اضطراب التوحد وأهمية التدخل المبكر.
هل لكم من كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟
نشكر جميع من يدعمنا ويؤمن برسالتنا في تحسين حياة الأطفال من ذوي الهمم حيث نسعى جاهدين لأن نكون جزءً من التغيير الإيجابي، ونأمل في استمرار التعاون مع المجتمع لتقديم أفضل رعاية ممكنة لهؤلاء الأطفال، الإعاقة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية لطريق جديد مليء بالتحديات والفرص.