أصدرت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي القومي في اليمن بيانًا موسعًا يعبر عن القلق العميق إزاء الانهيار المستمر في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية وتفاقم معاناة المواطنين، خاصة في المحافظات المحررة التي تواجه أزمة مالية خانقة.
وأشار البيان إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور ينبئ باندلاع "ثورة جياع" في الأفق القريب، بسبب عدم قدرة الحكومة الشرعية والتحالف العربي على إيجاد حلول جدية لإنقاذ الاقتصاد المتداعي.. مؤكداً أن الأسباب الرئيسية لهذا التدهور تعود إلى تراكمات طويلة من الصراعات الداخلية والانقسامات، فضلًا عن التدخلات الخارجية وغياب مؤسسات الدولة، مما أدى إلى انتشار الفساد والمحسوبية.
وعدّ حزب البعث أن من أبرز عوامل الانهيار الاقتصادي كان قرار تعويم الريال اليمني الذي اُتخذ دون دراسة علمية دقيقة، حيث تسبب في توسع السوق السوداء، وزيادة عمليات غسل الأموال، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، ما عمّق معاناة الشعب.
وطرح الحزب في بيانه عددًا من المقترحات العاجلة للتخفيف من حدة الأزمة وإنقاذ الاقتصاد اليمني، أبرزها:
1- إلغاء قرار تعويم الريال كخطوة ضرورية لإعادة الاستقرار إلى السوق المصرفي، وتقليص السوق السوداء التي أدت إلى تفاقم الفوضى المالية.
2- عودة المسؤولين الحكوميين وأعضاء مجلس النواب والشورى المتواجدين في الخارج إلى العودة إلى البلاد وتحمل مسؤولياتهم الوطنية، بما يسهم في تحسين أداء الحكومة الشرعية ومواجهة التحديات الاقتصادية.
3- إصلاحات جذرية في المؤسسات الإيرادية، بما في ذلك مصلحة الضرائب والبنك المركزي، لضمان تحسين إدارة الموارد المالية وتفعيل الرقابة على الإيرادات العامة.
4- أهمية تعزيز قدرات القوات المسلحة الوطنية وتحويلها إلى جيش وطني قوي وقادر على حماية البلاد والحفاظ على سيادة الدولة.
5- ضرورة تبني خطة وطنية حقيقية لمكافحة الفساد وضرب الفاسدين، مع النأي بالوظيفة العامة والمال العام عن الأغراض الحزبية أو الجهوية.
6- الاهتمام بتنمية القطاعات الإنتاجية، خاصة الزراعة والثروة السمكية، مع التركيز على تطوير السياحة في المناطق الحيوية مثل أرخبيل سقطرى.
7- استكمال نقل كافة المؤسسات الحكومية إلى العاصمة المؤقتة عدن، والعمل على عودة السفارات والقنصليات لممارسة دورها من داخل الوطن.
8- استكمال تحرير محافظة تعز لما لها من أهمية استراتيجية وجيوسياسية، وكذلك تحرير الحديدة والشريط الساحلي لمحافظة حجة، نظرًا لأهميتهما الاقتصادية والعسكرية.
9- حث الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تجريم استهداف المؤسسات والمنشآت المدنية من قبل الميليشيات الحوثية، بما في ذلك موانئ تصدير النفط، وطالب مجلس الأمن بالضغط لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالتدخل الإيراني في اليمن.
وشدد حزب البعث على أهمية التحرك الشعبي السلمي لاستعادة الحقوق وحماية كرامة الشعب اليمني.. داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب اليمني وتجريم استهداف المنشآت الحيوية من قبل الميليشيات الحوثية.
وأكد حزب البعث العربي الاشتراكي القومي التزامه الكامل بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني في هذه المرحلة الحرجة.. مجددًا عهده بالدفاع عن حقوق المواطنين ومصالحهم، والعمل على تحقيق تطلعاتهم في الحرية والعدالة، وبناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات.