آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-03:26م
أدب وثقافة

"إيديارابيا": إبراز فاعلية الثقافة العربية الإسلامية في إسبانيا..

الأربعاء - 16 أكتوبر 2024 - 10:08 ص بتوقيت عدن
"إيديارابيا": إبراز فاعلية الثقافة العربية الإسلامية في إسبانيا..
(عدن الغد)متابعات

في عام 1996، قرّرت أستاذة الدراسات العربية والإسلامية في "جامعة أوتوناما" بمدريد، المترجمة كارمن رويث تأسيس مجلة أدبية تُعنى بالثقافة العربية المعاصرة، وثقافات العالم الإسلامي. هكذا كانت مجلة "إيديارابيا" (Idearabia) الإسبانية، والتي كانت أهدافها منذ البداية واضحة: في ظلّ الشح الكبير الذي تعانيه إسبانيا من حيث عدد المجلات التي تُعنى بالثقافة العربية والإسلامية، أو من حيث ترجمات الأدب العربي إلى الإسبانية، لا بدّ من وجود مجلة أدبية تغطّي هذا الشحّ وتنقل بجدٍّ وحرص الثقافة العربية الإسلامية إلى العالم الناطق باللغة الإسبانية، ترجمةً وكتابةً وبحثاً، فضلاً عن تغطية وضع اللغة العربية وتعليمها في إسبانيا.

أصدرت المجلة حينها ستة عشر عدداً، وأسهمت مع فريق من المحرّرين والمترجمين بخلق انتباه إزاء الأدب المكتوب باللغة العربية، فضلاً عن جذب الانتباه إزاء بانوراما الثقافة الإسلامية المتنوعة. اضطرت المجلة إلى التوقّف لأسباب متنوعة، لكنها منذ عام 2020، وبعد جهود حثيثة، استطاعت أن تصدر مجدّداً بحلة جديدة وبتنوّع يميّزها من غيرها من المجلات التي تُعنى بترجمة الأدب العربي.

ها هو العدد الحادي والعشرون من المجلة الموافق لخريف 2024 يصدر مؤخراً، وتتصدّره فلسطين، من خلال غلاف العدد وهو لوحة بعنوان "تطريز من أجل فلسطين" (2023) للفنان الإسباني إدواردو غورلات غوتييريز، في إشارة إلى التزام المجلة بقضايا العالم العربي وعلى رأسها فلسطين، وهذا ما كانت المجلة قد عبّرت عنه منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها "إٍسرائيل" على غزّة منذ أكثر من عام.

تنوّعت موضوعات العدد الجديد بين ترجمات وشعر ودراسات ومقابلات وعروض كتب. فقد استهلّت المترجمة كارمن رويث افتتاحية العدد بترجمة إلى الإسبانية لمقال "بين رضوى عاشور وهيجل: من جدلية العبد والسيد إلى عدالة الاعتراف"، لأستاذ الفلسفة بكلية الآداب في "جامعة القاهرة" أحمد عبد الحليم عطية. وفي فصل الدراسات، وتحت عنوان "الرواية والوضع السياسي في سورية بين أعوام 2000 و2020"، نشرت الروائية والشاعرة السورية ميسون شقير دراسة تناولت فيها الرواية السورية المعاصرة وتغيّراتها المرتبطة بالحدث السوري، حيث عالجت بشكل رئيسي كيف وثّقت الرواية السورية السمات الاجتماعية والاقتصادية وحجم القمع السياسي قبل الثورة السورية وبعدها.

وفي فصل المقابلات، أجرى المترجم وأستاذ الفن في "جامعة غرناطة" خوسيه ميغيل بويرتا مقابلةً باللغة العربية مع الكاتب العراقي نجم والي تحت عنوان "السرد هروباً من الجحيم" توقف فيها عند المحطات الرئيسية في تجربة الروائي العراقي. كذلك أجرت عائشة خانيرو مقابلة مع الفنان التشكيلي الموريتاني بشير معلوم، تناولت فيها تجربته الفنية التي يركّز فيها على التسطيح اللونيّ والميل كثيراً نحو الأزرق والألوان الشاحبة، وتوقفت عند أبرز لوحاته التي تتضمَّن مفردات مختزلة أقرب إلى الرسوم الصخريّة، بجانب مهاراته في الرسم السريع والإسكيزات التي ينفذها بخطوط تعبيريّة دقيقة.



التزام بقضايا الثقافة العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين..


وفي باب "ثقافة العالم الإسلامي"، كتبت الباحثة سعيدة جاسمي بحثاً بعنوان "طقوس قص الشعر ونزعه في الأدب الفارسي"، حيث عرضت نماذج من الشعر والنصوص الفارسية التي تتناول هذا الطقس الثقافي، وناقشت معناه في إطار الثقافة الإسلامية. وتحت عنوان "جبنة: الجبنة الجنية الفلسطينية"، حاول مونشو إغليسياس في بحثه تناول مظاهر من التراث الشفهي الفلسطيني لتقريبه إلى اللغات المحلية في إقليم جاليسيا.

وفي باب "الصوت والكلمة"، نشر كلّ من خوسيه مانويل دارو وآلين غونزاليس عباس وساراي بلانكو مجموعة من النصوص والقصائد التي عبروا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، حيث تناولت موضوعات التشرد والاستيطان والإبادة الجماعية.

وفي فصل "تقرير"، قدمت أستاذة اللغة العربية في مدرسة اللغات في لاكرونيا ثيليستي سيواني تقريراً مفصلاً تناولت فيه وضع تعليم اللغة والثقافة العربيتين في مدينة لاكارونيا.

واختُتم العدد بعرض مجموعة من الكتب الصادرة حديثاً، وهي: "تعلّم اللغة المغربية الدارجة" لـ باربرا هيريرو؛ و"تاريخ المغرب" لـ بيدرو كانو آفيلا، و"الذاكرة والهوية: الشتات العربي في تشيلي" لـ كارمن رويث، و"تفصيل ثانوي" لـ عدنية شبلي والتي ترجمها إلى الإسبانية سلفادور بينيا.

قد تكون المزية الأساسية لمجلة "Idearabia" هي تنوّع موضوعاتها، إذ تتميز من غيرها من المجلات بأنها لا تُعنى بترجمة نصوص أدبية من العربية إلى الإسبانية فحسب، كما تفعل غيرها من المجلات، بل فيها مساحات للفكر، والدراسة، والبحث ومقال الرأي، وهذا من شأنه أن يُبرز فاعلية الثقافة العربية الإسلامية، كما تصرّ إدارة المجلة.