في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بمحافظة لحج، اضطرت العديد من الأسر اللّحجية إلى اتخاذ خطوات قاسية لمواجهة الفقر والجوع الذي يهدد حياتها اليومية. مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وتدهور العملة المحلية، لجأت الكثير من الأسر إلى بيع مقتنيات منازلها لتأمين قوت يومها وسد احتياجاتها الأساسية.
يقول أحد المواطنين في مدينة الحوطة رفض ذكر اسمه : "لقد بعت معظم أثاث منزلي، من أدوات كهربائية وحتى الأثاث البسيط. لم يكن أمامي خيار آخر بعدما نفدت جميع الموارد، والأوضاع أصبحت لا تطاق". هذه ليست حالة فردية، بل هي واقع يعاني منه العديد من العائلات في لحج، حيث أصبح بيع الممتلكات الشخصية حلاً أخيرًا لتأمين لقمة العيش.
في مناطق عدة من المحافظة، يشير السكان إلى أن الأوضاع أصبحت كارثية، حيث باتت العديد من الأسر تبيع ممتلكاتها الخاصة مثل الأجهزة الكهربائية، المجوهرات، وحتى الأدوات المنزلية الضرورية. ويؤكد البعض أن هذه الخطوة تأتي بعد أن استنزفت جميع الخيارات الأخرى مثل الاقتراض أو الاعتماد على المساعدات الإنسانية التي تضاءلت في الآونة الأخيرة.
الفقر والجوع المتزايدان جعلا الحياة اليومية لهذه الأسر أشبه بمعركة من أجل البقاء، في ظل غياب أي تدخل حكومي وسلطة محلية فعال أو برامج دعم كافية لتخفيف العبء عنهم. في الوقت الذي كانت فيه هذه الأسر تعتمد سابقًا على مداخيل محدودة أو مساعدات إنسانية، فإن انعدام فرص العمل وارتفاع تكاليف المعيشة جعل هذه الحلول غير كافية.
الحالة الاقتصادية المتردية في لحج تعكس الأزمة الأكبر التي تعاني منها البلاد ككل، حيث تتزايد معاناة السكان مع مرور الوقت، وتضطر المزيد من الأسر إلى اللجوء لبيع ممتلكاتها كوسيلة أخيرة للصمود في مواجهة الظروف القاسية. ومع استمرار هذا الوضع، ترتفع أصوات المواطنين مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذهم من هذه المعاناة المستمرة.
تجد الأسر اللحجية نفسها عالقة في دائرة لا تنتهي من الفقر والجوع، حيث بات بيع مقتنيات المنازل الخيار الأخير الذي تلجأ إليه هذه العائلات لمواصلة الحياة. ومع استمرار الأزمات الاقتصادية وتراجع الدعم، تتعاظم الحاجة إلى تدخلات عاجلة من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة وإنقاذ هذه الأسر من الانزلاق نحو واقع أكثر سوداوية. فلا يمكن أن تستمر هذه المأساة دون أن تجد من يمد يد العون ويعيد الأمل لسكان يعانون في صمت.