يا أول التاريخ
يا كل العرب..
بيروتُ بُحَ صَهيلُها
ولا مجيب ولا غضب.
بيروتٌ تتبع غزةَ
والنار فوق سمائها
والصبر صبرا.. شتلا
بالأمس عاث
بها اليهود
ودنسو كل الحقب.
بيروت حاضنة السلام..
وسلامها موتٌ
وقهرٌ واغتصاب..
وسيل من الدماء
وواصلٌ حتى الركب.
بيروت ما عادت
تفتش في الكتاب
عن بعض الأهِلةِ
والصحاب
ما عادت تعاتب
من عتب.
تفتش عن أخوةِ
يوسفِِ..
ومن رماها
في بئر المهالك
واللهب.
بيروت وجعُ السلام
وجع المحارب
ولا سلام بلا
مدافع.. أو مواجع
أو مدامع
من كُرَب.
بيروت مسألةٌ
والكل يبحث
عن حلول..
ولا حلول
بلا غضب.
بيروت ضاحيةٌ
وأُضحية العرب
سنظل مهزلة لهم
ونمدهم ما يشتهون
دم الخليج
عطر الخليج
من خيرة الأخيار
إلى ضفافك
في النقب.
بيروت لا عون
ينفعنا ولا معين
النار حقد الأقوياء
من كل صوب
ولربما نطفي
الحرائق باللهب.
بيروت ما عدنا
رجالا كما تتخيلين
وما عاد لنا النزال
وطموحنا في
آخر الطابور
ذَنَبٌ ويالكِ
من ذَنَب.
عامٌ من التقتيل
وحماس تنتظر
العرب.
عامٌ من التنكيل
والكل يشحذ
سيفه..
وسيوفهم ورقٌ
وأميزهم خشب.
مليون شرده العدو
وبَقِية الأعراب
شردها التعب.
مليون ينتظر
الهزيمة
وبقية الأعراب
تبكيها العرب.
الكل يبكي وضعه..
وناحبِ وما نحب.
بيروت غزة
وبعدكن عواصم
أخرى وقوافلٌ
من شعب الحفاة
يسبقها العجب.
ستشربون كأس
المذلة يا عرب
وستركعون لمن
أذل ومن نهب.
ستهاودون
وتهتدون
إلى اليهود
من غير
ضيم أو تعب.
ستسقطون
الآمرون.. الحاكمون
من الملوك
ومن الرتب.
بيروت!!
هذا المقاوم وحده
في ساحة التنكيل
يحمي نفسه
ولا حماة
من العرب.
هذا مقاوم غزة
يغزو بكل رجاله
ويموت منتصرا
وعدوه مهزوم
وآخره الهرب.
بيروت
كنا نجامل
بعضنا بالشجب
والتنديد
وفي بعض
الخطب.
اليوم لا شجب
ولا تنديد
والخوف يقتل
من يساند؟
بالكلام والأنين
يقتل من
شجب.
الأمرعند وليهم
في الغرب
من يمنع الأزلام؟
عن بعض الكلام
الأمر بكل لغات
العالمين اصمت
شتب.
صنعاء رغم حصارها
نبض يساندك لهب.
يمن بحاضره
وماضيه..
وأوله.. وآخره
بأمجاد الحقب.