آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-02:54م
أدب وثقافة

الممر الضيق (أقصوصة)

السبت - 12 أكتوبر 2024 - 02:58 م بتوقيت عدن
الممر الضيق (أقصوصة)
بقلم / فاطمة عصام مريسي

نمر بالممر الضيق حتى نصل لتلك الغرفه المعزوله المظلمه وذات الروائح الكريهة يفتح الباب ليظهر لنا ذاك الجسد الملقى في زاويه من زوايا هذا المكان الذي يستحيل ان يقال عنه غرفه مكان ضيق يكاد منعدم الزوايا من ضيقه ومعتم بدون اي ثقب حتى لمرور الضوء منه يدخل احد العسكر الى حيث الجسد الدامي الملقى على الارض يقوم بشتمه وهو يركله بقدمه لكي يستيقظ وحتى لا يضطر لحمله لكن يبدو ان نزيل هذه الزنزانه لايريد النهوض او هو لايستطيع كان الرد منه فقط بعض الهمهمه فيلتفت الى الاخر الذي ظل في الخارج لعدم ازعاج نفسه والدخول لهذا المكان يتنهد هذا الآخر الذي يبدو انه مجبر على الدخول فيقوم بركل الجسد الملقى ليس ليستيقظ لكن لينفس عن ضيقه وانزعاجه فيه

فيقومان بسحبه من ذراعيه والتوجه به الى غرفة التحقيق وهم يجرونه على طول الممر المؤدي الى هناك فيقومان برميه على اول كرسي امامهم بتلك الغرفة الواسعه ذات المكتب الالمهترئ المصنوع من أردئ أنواع الخشب يجلس هناك عسكري آخر يبدو انه اعلى رتبه منهما فيظهران له التحيه العسكريه ويغادران وهما ينفضان أيديهما ويشتمان همساً فيقوم العسكري ذي الرتبة العليا من خلف كرسيه العتيق بالبدله الفاخره إلى حيث يجلس نزيل تلك الزنزانه وهو محني رأسه غير قادر على رفعه بملابس مهترئه وجسد مدمى ليس فيه مكان الا وممتلئ بالجروح الداميه بعضها بدم متحجر يبدو انها جروح قديمه واخرى ما زالت رطبه ويبدو انها حديثة يخرج صوته المظلم والمليئ بالكراهيه

الضابط:هيا وقع اعترافاتك وانك جاسوس تحاول الانقلاب .

يقابله الصمت من الجهه الاخرى يتراى للبعيد أن القاعد على الكرسي ماهو الا جثه هامده لا يدل على بقاء روحه في جسده سوى ٱنات الشهيق والزفير المنخنقة المتصاعدة من تنفس بطيء وهادئ

فيعيد السؤال ذاك العقيد وهو يشتاط غضباً وغيضاً من تجاهله هو بكل تلك الرتب التي وصل لها

الضابط: ألن تعترف يا هذا

اجاب عليه بكل بساطه :متى ستزورني عائلتي

الى هنا ولم يستطع العقيد التماسك فقام بركل الكرسي القاعد عليه الشاب والذي سقط بكل قسوه على الارض الجافة البارده والتي احتضنت جسده برحابة صدر وكأنها كانت تنتظر قدومه إليها بفارغ الصبر وما نتج عن ذلك ان انبثقت الجروح ولم يكتفي الا بان انهال عليه بالركل بالحذاء القاسي على كل ما يطاله من جسده

بالنسبه للسجين فالمشهد مكرر ولا جديد فلقد اعتاد على ذالك في كل جلسه.

يعاود الحارسان سحبه من ذراعية والعودة به عبر الممر الضيق إلى مضيفته في الزنزانة ٱخر الممر .


فاطمة عصام مريسي