آخر تحديث :الإثنين-23 ديسمبر 2024-01:17ص
أخبار وتقارير

بريد حوطة لحج.. من مركز حيوي إلى مبنى خاوٍ

السبت - 12 أكتوبر 2024 - 08:17 ص بتوقيت عدن
بريد حوطة لحج.. من مركز حيوي إلى مبنى خاوٍ
لحج | صدام اللحجي :

كان مكتب بريد حوطة لحج يمثل لسنوات طويلة شريانًا حيويًا للخدمات البريدية والمالية في المدينة والمناطق المجاورة. غير أن هذا المعلم الخدماتي أصبح اليوم خاوياً على عروشه، بعد أن تم سحب العديد من الخدمات الرئيسية التي كان يقدمها، وعلى رأسها صرف مرتبات الموظفين في أكثر من 30 مكتبًا حكوميًا.


هذا التدهور في وضع مكتب البريد لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة لعدة عوامل تراكمت على مر السنين. كانت البداية مع تقلص تدريجي للخدمات التي يقدمها المكتب، حيث تم نقل بعضها إلى جهات أخرى دون تقديم بدائل ملائمة. ومع ذلك، فإن سحب خدمة صرف المرتبات، التي كانت واحدة من أهم الأدوار التي يقوم بها البريد، شكل الضربة القاصمة التي أفقدت المكتب دوره الحيوي في خدمة المجتمع.


لم يعد الموظفون في المكاتب الحكومية في حوطة لحج يعتمدون على البريد لصرف مرتباتهم، مما أدى إلى إغلاق أبوابه أمام مئات المواطنين الذين كانوا يقصدونه بشكل شهري. هذا الانسحاب التدريجي للخدمات أثر بشكل كبير على ثقة الناس في هذا المرفق الذي كان يشكل جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية. وتسبب ذلك في إهمال المكتب وعدم توفير الموارد اللازمة لتطويره أو تحسين خدماته.


اليوم، أصبح مكتب بريد حوطة لحج مجرد مبنى فارغ، بلا حركة ولا حياة. الأرضيات التي كانت مزدحمة بالموظفين والمراجعين أصبحت الآن مهجورة، والمكاتب التي كانت تعج بالعمل اليومي باتت مغلقة. هذا الوضع المؤسف يعكس حالة من الإهمال التي يعاني منها قطاع البريد والخدمات العامة في العديد من المدن اليمنية، وسط غياب واضح للجهات المعنية في إصلاح الوضع أو إعادة تفعيل هذه المرافق.


المجتمع المحلي في حوطة لحج يعاني من هذا الوضع، حيث أصبح الموظفون يعتمدون على بدائل غير فعالة لصرف مرتباتهم، مما يفاقم معاناتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. كما أن غياب الخدمات البريدية الأخرى، مثل التحويلات المالية وخدمات البريد العادي، يزيد من عزلة المدينة ويحد من القدرة على التواصل والتعامل مع الجهات الخارجية.


إن إعادة إحياء مكتب بريد حوطة لحج يتطلب جهودًا كبيرة من الجهات الحكومية لإعادة الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى توفير استثمارات لتحسين البنية التحتية وتدريب الكوادر. المجتمع في حاجة ماسة إلى هذه الخدمات التي كانت توفر له الكثير من التسهيلات في الماضي، والوقت قد حان لإعادة الحياة إلى هذا المرفق الحيوي.