قال تقرير بحثي إن السلام في اليمن يتطلب استراتيجية تعالج الأبعاد السياسية والإنسانية للأزمة، داعيا المجتمع الدولي للتوحد والضغط على جميع الأطراف لإنهاء دعمها للأطراف المحلية المتنافسة.
وأكد التقرير الذي نشره المركز العربي واشنطن دي سي، وأعدته الباحثة أفراح ناصر، أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يدفع نحو استراتيجية متماسكة تعيد تركيز الجهود على استقرار اليمن ككل، وليس تفتيته أكثر.
وتطرقت الباحثة إلى جانب من جذور الصراع الراهن، لافتة إلى أنه قبل وقت طويل من أن ينتبه العالم في عام 2014، كانت جماعة الحوثيين متورطة بالفعل في حلقة من الصراع، حيث خاض الحوثيون بين عامي 2004 و2010 ، ست حروب شرسة ضد حكومة صنعاء في سلسلة من المواجهات المعروفة مجتمعة باسم حروب صعدة.
وتابعت أنها "لم تكن مجرد مناوشات، بل كانت صراعات مطولة تغذيها شبكة معقدة من الحرمان السياسي والإهمال الاقتصادي، شحذت هذه السنوات من الحرب المستمرة الاستراتيجيات العسكرية للحوثيين وعززت بنيتهم التنظيمية".
وأشار التقرير إلى الصراع المعقد لهذه القوى المتنافسة والذي أدى إلى تفاقم الأزمة وتعميق الانقسامات الداخلية، وتحويل اليمن إلى ساحة معركة لمنافسات جيوسياسية أوسع نطاقا.
ولفت إلى ضرورة توحد الأطراف المحلية وجلوسها على طاولة المفاوضات لمعالجة المظالم الأساسية التي تدفع الحرب، موضحة أن اليمن اليوم مجزأ بشدة، ومتورط في صراع طويل الأمد يتميز بهدنات هشة وتوترات متصاعدة وأزمة إنسانية متفاقمة.