عقدت صباح اليوم بقاعة الثلايا في كلية الآداب بجامعة تعز ندوة بعنوان " التعليم في العهد الجمهوري المكتسب المهدد بالاندثار" والتي نظمتها مؤسسة ألف لدعم التعليم.
في بداية الندوة المتخصصة التي حضرها عميد كلية الآداب ونائبه والعديد من الأكاديميين في الجامعة والتربويات والتربويين ومديرات ومدراء المدارس في مدينة تعز تحدث الأستاذ / نجيب الكمالي _ رئيس مؤسسة ألف لدعم التعليم عن مؤشرات التعليم العام في اليمن بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر واتساع رقعة التعليم في أغلب جغرافيا الوطن اليمني وكذا مؤشرات التعليم العام حاليا والانتكاسة الحاصلة خلال العشر السنوات الماضية من زمن الحرب، موضحا الأهداف الرئيسية لمؤسسة ألف لدعم التعليم أهمها المساهمة في ضمان وصول التعليم إلى كافة فئات المجتمع اليمني خصوصًا الفئات الضعيفة وتعزيز الترابط بين التعليم والتنمية المستدامة وبناء قدرات المؤسسات التعليمية.
واستعرضت أوراق العمل الأكاديمية الخمس المقدمة في الندوة التي يسرها محمد الحريبي الحاجة إلى إنقاذ التعليم في اليمن وإلى تعليم ينقذ اليمن قدمها الدكتور مجيب الحميدي، وكذا مقاربة تاريخية عن التعليم في الجمهورية اليمنية قدمها الدكتور عبدالقادر الخلي أستاذ العلوم السياسية بجامعة تعز، وتطرقت ورقة الأستاذة غزة يحيى محمد إلى أثار الحرب على المباني المدرسية حيث استعرضت بلغة الأرقام الانتكاسة الحاصلة في المباني المدرسية منذ العام 2015 وما ألحقته الحرب من دمار في البنية التحتية التعليمية.
فيما تحدث الأستاذ آدم الحسامي في ورقته الخاصة حول تطييف التعليم عن الآثار الكارثية لعملية إقحام المذهبية والطائفية في المناهج والنظام التعليمي في اليمن وكذا في عدد من الدول العربية الخاضعة للنفوذ الإيراني ، من جانبه تحدث الأستاذ الدكتور عدنان القاضي نائب عميد كلية التربية للشؤون الأكاديمية عن آثار الحرب على الصحة النفسية والعقلية للطلاب.
تخللت الندوة العديد من النقاشات الهادفة من قبل التربويات والتربويين حضوريا وعبر الزووم حيث استعرضت الأستاذة رجاء الدبعي مديرة مدرسة نعمة رسام للبنات في مدينة تعز أهم المشكلات والاحتياجات التعليمية التي تعانيها البيئة المدرسية اليوم ، من جانبه تحدث الدكتور جميل سلطان حول العديد من المشكلات التي يعانيها التعليم في اليمن والتي تهدد بالقضاء عليه ومنها مشكلة تحويل المدرسين إلى العمل الإداري أو كمستشارين وأشار سلطان إلى أهمية ربط التعليم بالسوق لافتا إلى ضرورة وجود الرؤية الواضحة لدى وزارة التربية والتعليم وعدم بقائها مجرد منظم للعملية التعليمية ، مشيرا إلى مسألة التعليم الأهلي وانتشاره ومخاطر تسليع التعليم.
وأشارت الدكتورة هيفاء الشرعبي مدير عام التدريب والتأهيل في مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز إلى الحاجة الماسة لإصلاح التعليم في اليمن وإيجاد استراتيجية واضحة تهدف لبناء الإنسان ، وتحدثت شيماء رمزي من مؤسسة معد كرب حول أهمية إيلاء الجيل الأول المؤسس للتعليم اهتماما خاصا.
ولفتت الأستاذة أنداء الصلاحي من محافظة أبين إلى واقع التعليم في جنوب اليمن قبل الوحدة وما بعدها، فيما أشار الأستاذ أكرم توفيق في مداخلة عبر الزووم إلى أهمية منح التعليم أهمية قصوى في معالجة المشكلات والاحتياجات التعليمية الملحة ومكافحة التجهيل الذي تمارسه مليشيات الحوثيين بحق أبنائنا الطلاب والطالبات.
وخرجت الندوة بجملة من التوصيات الهادفة التي تمثل خارطة الطريق لعمل مؤسسة ألف مع شركائها المحليين والدوليين ومن أهمها:
1- الحاجة إلى استراتيجية وطنية تضمن استمرارية التعليم وتضمن مساهمة التعليم في تحسين حياة المتعلمين أنفسهم أولا وتحقيق التعافي الاقتصادي والتعافي السياسي والتعافي التربوي ومواجهة مخاطر مشروع حوثنة التعليم للحفاظ على مكتسبات الحركة الوطنية اليمنية.
2_ التركيز على التحديات والموجهات الرئيسية الثلاثة التي تواجه التعليم في جوانب تحسين استمرارية التعليم وتحسين جودة التعليم وأهمية التعليم المهني عبر تقديم حوافز مأدبة للمعلمين بالتعاون مع المنظمات الدولية وإطلاق برامج تدريبية للمعلمين المتقاعدين للاستفادة من خبراتهم وتعزيز التعليم الإلكتروني لتخفيف الضغط على البنية التحتية التقليدية والتعاون مع القطاع الخاص لدعم التعليم المهني والعمل على دمج التعليم المهني ضمن التعليم الأساسي لتلبية سوق العمل، وتحديث المناهج لتكون أكثر مرونة وملاءمة للواقع المحلي، وتشجيع الابتكار في أساليب التدريس، وزيادة الاعتماد على التعليم الرقمي، وتضمين مفاهيم السلام وااتعايش في المناهج الدراسية لتعزيز الوحدة الوطنية.
3_ وضع خطة تتضمن مشكلات المبنى المدرسي وتشجيع الجهود الذاتية للاسهام في إنشاء المباني المدرسية والصيانة العاجلة للمباني المدرسية الأكثر احتياجا وتطوير ودعم آلية صيانة وترميم واحلال المدارس غير الصالحة بمدارس جديدة، وتطوير ورفع آلية التخطيط والتنفيذ للمباني المدرسية والحد من الهدر في بناء وصيانة المبنى المدرسي على المستوى المحلي والمركزي ، وتوفير الأثاث المدرسي للمدارس التي تعاني عجزا شديدا من الأثاث.
4_ حماية التعليم من الهجمات وحالات الصدمات النفسية والاصابات والوفيات ،وإعادة بناء البنية التحتية التعليمية المتضررة بفعل الحرب والهجمات المسلحة لضمان عودة الطلاب والطالبات إلى مدارسهم ومعاهدهم التعليمية.
5_ نحسبن رواتب المعلمين وتوفير أنشطة الدعم النفسي في المدارس والجامعات.
6_ زيادة الوعي بأهمية التعليم الآمن والشامل والجيد، وتنمية مهارات السلام لدى المعلمين والطلاب، وتوفير مساحات صديقة للأطفال.
صادر عن مؤسسة ألف لدعم التعليم بتاريخ 1 أكتوبر 2024 تعز