آخر تحديث :الإثنين-30 سبتمبر 2024-01:18م
ملفات وتحقيقات

الذكرى 44 لرحيل المناضل والمفكر "أحمد سعيد باخُبيرة"

الإثنين - 30 سبتمبر 2024 - 11:36 ص بتوقيت عدن

الذكرى 44 لرحيل المناضل والمفكر "أحمد سعيد باخُبيرة"

(عدن الغد)خاص:

يصادف اليوم الاثنين الموافق 30 سبتمبر الذكرى الرابعة والأربعين لرحيل المناضل السياسي والمفكر التقدّمي الاشتراكي والصحفي الراحل أحمد سعيد باخبيرة، الذي تزخر مسيرة حياته العملية في عدن واليمن بالنضال والكفاح وبوفاته فقدت اليمن والأمة العربية أحد المناضلين والمفكرين الوطنيين والمثقفين الثوريين الكلاسيكيين في اليمن والجزيرة العربية ومن اللاعبين المنهجيين العلميين في السياسة والفكر والثقافة الحقة في اليمن ومحيطها العربي.
أحمد سعيد باخبيرة هو مناضل تقدُّمي ومن كبار السياسيين والصحفيين في الشطر الجنوبي قبل نيل الاستقلال من الاستعمار البريطاني وبعد الاستقلال واعلان الدولة الجنوبية المستقلة انذاك.
اشترك بتأسيس الحركة الطلابية المناهضة للاستعمار البريطاني في عدن وكان من اوائل من اعتنق الفكر الاشتراكي وروج له، ثم أسس مع رفقاء دربه أ.عبدلله وأ.علي باذيب وأ.بدر باسنيد الاتحاد الشعبي الديمقراطي والذي أصبح عضواً لمكتبها السياسي وأحد القائمين عليه، ثم وقف الى جانب ثورة 14 أكتوبر من خلال نشاطه العملي والنضالي المحوري والفعال في الأرض وكتاباته الصحفية في العديد من الصحف المحلية والعربية لاسيما نشرات الاتحاد الشعبي الديمقراطي والأيام.
وفي أوج عملية الكفاح المسلح أسس مع رفيق دربه عبدالله باذيب صحيفة الامل وتحمل مسؤولية تحريرها، وفي 1966 وقف الى جانب الجبهة القومية ضد الدمج القسري لهذا ثم تفجير مقر صحيفة الامل نهاية 1966 وثم تدميره بالكامل مما أدى لتوقفها.
وبعد الاستقلال وقف الى جانب الجناح اليساري التقدمي(الجبهة القومية) وكانت نشره الاتحاد الشعبي الديمقراطي الذي يتحمل رئاسة تحريرها تعكس ذلك الموقف وفي عام 1970 عين عضواً في (مجلس الشعب الأعلى) وكان عضواً قيادياً فاعلاً ورئيساً للعديد من اللجان.
وعرف آنذاك بقربة من رفيق دربه الرئيس سالمين، وفي نوفمبر ذهب مع وفد الرئيس سالم ربيع علي إلى ليبيا للقاء مع رئيس المجلس الجمهوري في الجمهورية العربية اليمنية بحضور ورعاية كاملة من الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي للترتيب لعقد اللقاء التاريخي الأول لوضع اللبنة الأولى للوحدة اليمنية وأصبح آنذاك نائب رئيس اللجنة الدستورية المشتركة اليمنية لسن القوانين.
وفي عام 1975 في المؤتمر التوحيدي لفصائل العمل الوطني التي تشكلت منها التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية انتخب وأصبح عضواً للجنة المركزية، واستمر في عمله كأحد أبرز السياسيين المؤثرين في البلد.
ثم في عام (1978) ساهم بشكل أساسي ومحوري عن الاتحاد الشعبي الديمقراطي بتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني وأصبح عضواً في لجنتها المركزية وعضواً مرشحاً لمكتبة، ثم عين رئيس لتحرير صحي الثوري لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني.
اختار الله له أن يصاب ويشتد به مرض القلب في وقت الاعداد للمؤتمر العام الاستثنائي للحزب الاشتراكي اليمني أكتوبر (1980) وتوفي قبل انعقاده في لحظة فارقة كانت وستظل محطة مهمة في عمر الجمهورية الجنوبية آنذاك.
شيعت جنازة الفقيد الثائر والمفكر يوم الثلاثاء 1980/9/30 وسارت المواكب والحشود الجماهيرية الهائلة إلى مقبرة الشهداء (كريتر) حيث وري جثمانه وكان في مقدمة المشيعين كبار رجال الحزب والدولة والشخصيات العربية على رأسهم الرئيس علي ناصر محمد ومناضلين من الحركات والقوميين العرب.
وأعلن الحداد ثلاثة أيام وتنكيس للأعلام يوم واحد حزناً على رحيله، وتم اختيار باخبيرة من طليعة الأدباء والكتاب اليمنيين في عموم إقليم اليمن للمؤتمر التمهيدي للأدباء والكتاب اليمنيين، فضلا عن كونه عضو في اللجنة التأسيسية للمؤتمر العام للأدباء والكتاب اليمنيين بجانب أشهر الأدباء في اليمن امثال عبدالله البردوني والقاضي الأكوع ود.محمد عبده غانم ومحمد ناصر محمد ومحمد عبدالولي وأحمد قاسم دماج وجرادة والجاوي والشحاري والملاحي والصيقل، فضلاً عن عمله أو قيام مسؤوليته عن عدد من الصحف الوطنية البارزة (النهضة) و(الجنوب ). و(العربي) و (البعث) و (الفكر) و(النور) و(الأيام) و (الفجر).
وشغل باخبيرة عدة مناصب أخرى، منها نائب رئيس اتحاد الإعلاميين، وغيرها الكثير من المآثر السياسية والإعلامية خلال مراحل حياته النضالية التي بدأت في أربعينيات القرن الماضي.
توفي المناضل أحمد سعيد باخبيرة في 30 سبتمبر من العام 1980، وظلت سيرته الكفاحية وذكراه العطرة شاهدة على شخصيته النضالية الصلبة، التي تمكنت من حفر اسمها وبصماتها في صفحات ومجلدات التاريخ التي ستخلد مآثره ومناقبه مدى الحياة.